1400 قتيل في غزة... ونتنياهو يعد باستمرار التدمير
الجيش يستثني «أنفاق حماس» من أي هدنة... والقاهرة تتجه لتعديل مبادرتها
رغم تزايد قلق المجتمع الدولي جرّاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، والذي وصل إلى أكثر من 1400 قتيل، تعهَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بمواصله تدمير القطاع، مستثنياً أنفاق حركة "حماس" من أي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار.وقال نتنياهو، في بداية اجتماع للحكومة في تل أبيب: "نحن عازمون على إكمال المهمة باتفاق وقف إطلاق النار أو بدونه، لن أوافق على أي مقترح لن يتيح للجيش إكمال الواجب المهم من أجل أمن إسرائيل".
إلى ذلك، علمت "الجريدة" من مصدر مصري مسؤول، أن مقترحات بمنزلة تعديل على المبادرة المصرية، تم نقلها إلى الجانب الإسرائيلي، عبر وفد قام بزيارة سريعة للقاهرة أمس الأول، ضمن الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وبدء تهدئة تمهد لبدء محادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية.وأفاد المصدر بأن السلطة الفلسطينية نفسها، بالإضافة إلى حركة "حماس"، ترفضان أي تهدئة، مادام لم يرفع الحصار المفروض على القطاع منذ 2006، مشيراً إلى أن المقترحات الجديدة تلبي مطالب الجانب الفلسطيني، مع وجود ضمانات لإلزام إسرائيل تطبيقَه. ميدانياً، تركت إسرائيل احتمال توسيع نطاق الهجوم البري في القطاع مفتوحاً، في وقت قال مصدر عسكري إنه يجرى استدعاء نحو 16000 من جنود الاحتياط خلال مهلة قصيرة، ليحلوا محل عدد مماثل من الجنود.وواصل الجيش الإسرائيلي عمليات القصف على غزة براً وبحراً وجواً أمس، ما أدى إلى مقتل 30 وارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 1406، بينهم أكثر من 255 طفلاًَ، في حين نددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي بما اعتبرته "تحدياً متعمداً" للقانون الدولي من جانب إسرائيل في هجومها على غزة، قائلة أمام الصحافيين: "لا شيء من هذه الأمور يبدو لي عرضياً، يبدو كأنه تحدٍّ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل".وأضافت بلاي خلال، آخر مؤتمر صحافي لها في جنيف قبل انتهاء ولايتها التي استمرت ست سنوات: "مما لا شك فيه أنه تم تجاهل مبادئ التكافؤ والاحتياط" من جانب إسرائيل، وتابعت: "لا يمكننا التسامح مع هذا الإفلات من العقاب، ولا يمكننا أن نسمح باستمرار غياب المحاسبة".في المقابل، استمر إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، في حين أسفر انفجار قنبلة مخبّأة في أحد الأنفاق عن مقتل ثلاثة جنود، لترتفع بذلك خسائر إسرائيل إلى 56 جندياً ما يشكل أعلى خسائر تلحق بجيشها منذ حربه ضد "حزب الله" في لبنان عام 2006.وفي السياق، أفاد مسؤول دفاعي أميركي أمس أن واشنطن سمحت لإسرائيل بالحصول على قنابل وقذائف مورتر من مخزون أسلحة أميركي على مدى الأسابيع الماضية المنصرمة، الأمر الذي اعتبرته حركة "حماس" مشاركة من واشنطن في قتل الفلسطينيين.