العراق: معارك عنيفة بعد انتشار «داعش» في الفلوجة والرمادي

• قوات خاصة تدخل الفلوجة... ومجلس «محافظة الأنبار» يعلن تحرير القسم الأكبر من الرمادي
• أبناء العشائر يشاركون في القتال بعد دعوة أبو ريشة... و«الداخلية» تضغط على الشرطة

نشر في 03-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-01-2014 | 00:01
جنود عراقيون ورجال قبائل في مدينة الرمادي بعد تحريرها من الإرهابيين أمس (أ ف ب)
جنود عراقيون ورجال قبائل في مدينة الرمادي بعد تحريرها من الإرهابيين أمس (أ ف ب)
تطور الوضع الأمني في محافظة الأنبار بعد تجدد الاشتباكات بين المسلحين والقوات الأمنية، وأسفر ذلك عن سقوط عدة مدن وأقضية في المحافظة، مما دفع المالكي إلى التراجع عن قراره بسحب الجيش وعودته مجددا مع إرسال قوات إضافية.
بعد اشتباكات عنيفة بين المسلحين من تنظيم القاعدة والقوات الأمنية العراقية، تمكن المسلحون أمس، من السيطرة على «نصف» مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار وعلى بعض أحياء مدينة الرمادي، وذلك بعد أيام قليلة من فض الاعتصام المناهض للحكومة في المحافظة، في حين اندلعت معارك عنيفة بين القوات الحكومية التي عادت الى المدن بعد أن تراجع رئيس الحكومة نوري المالكي عن قراره بسحبها ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، كما اندلعت بالتوازي معارك بين أبناء العشائر ومقاتلي «داعش».

وكان مقاتلو «داعش» سيطروا منذ مساء أمس الأول على مديرية شرطة الفلوجة ومركز شرطة التحدي جنوبي الفلوجة، فضلاً عن مركز شرطة الجولان شمالي الفلوجة، ومركزين آخرين للشرطة في الرمادي أحدهما مركز الصور وسط الرمادي، عقب رفع حظر التجوال عن جميع مدن الانبار وإعادة فتح الطريق الدولي السريع أمام حركة السيارات والشاحنات.

قوات خاصة

ودخلت قوة خاصة تابعة لجهاز مكافحة الارهاب العراقي الى مدينة الفلوجة التي يسيطر على «نصفها» تنظيم القاعدة في محافظة الانبار، وسط «اشتباكات عنيفة»، بحسب ما اعلن قائد القوات الخاصة اللواء فاضل البرواري.

استعادة 80%

من ناحيته، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أمس، إنه «تم استعادة 80% من مدينة الرمادي بعد أن شهدت المدينة انهيارا أمنيا كاملا تمثل بسيطرة المسلحين على المراكز الأمنية ومراكز الشرطة»، مبينا أن «الشرطة المحلية بدأت بالرجوع الى مواقعها فيما اخذت العشائر بالانتشار في كافة أزقة المدينة».

وأكد العيساوي أن «المشكلة تكمن في قضاء الفلوجة الذي سيطر عليه المسلحون سيطرة كاملة وأخلوه من أي قوات أمنية»، لافتا الى أن « قضاء الكرمة يشهد وضعا سيئا كما هي الفلوجة».

نزوح

في السياق، قال مصدر من شرطة الأنبار أمس، إن «عشرات العوائل في قضاء الفلوجة، نزحت في اتجاه مناطق وأقضية متفرقة من المحافظة بعد انتشار عناصر تنظيم داعش في القضاء واشتداد القصف المدفعي للجيش الذي يستهدف مسلحي داعش، فضلا عن تحسب الأهالي من عملية محتملة من قبل القوات الأمنية وأبناء العشائر».

العودة إلى البيوت

وكان رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، أحد أبرز قياديي قوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة في الأنبار والعراق، وجه مساء أمس الأول كلمة الى سكان المحافظة دعا فيها العشائر الى قتال «القاعدة».

وقال أبو ريشة في الكلمة التي نشرها موقع وزارة الدفاع العراقية: «قبل يومين استجابت الحكومة المركزية لطلب الشيوخ الذين أرادوا به سحب الجيش من المدن»، مضيفاً: «ما إن قامت الحكومة بالتنفيذ حتى تفاجأنا بالمجرمين والقاعدة يتركون الصحراء ويدخلون مدنكم، مدينة الفلوجة والرمادي، ويجوبون شوارعها مستعرضين سيوفهم وقاماتهم وبنادقهم ليعودوا مرة ثانية ليمارسوا جرائمهم».

مقتل وهيب

إلى ذلك، كشف قائد شرطة المحافظة هادي رزيج أمس، أن «الإرهابي والقيادي في تنظيم القاعدة شاكر وهيب قتل وهو مطلوب للقضاء»، ولم يدل بمزيد من التفاصيل عن الحادث. ونعى التنظيم أمس الأول، مقتل وهيب. وقال التنظيم في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إننا «خسرنا بطلا فذا في الدنيا فلتبكي البواكي، والآن وقد نلت الحور».

«الداخلية» والشرطة

ودعت وزارة الداخلية العراقية في بيان أمس، عناصر الشرطة الذين تركوا مقرات عملهم في محافظة الأنبار للعودة فورا الى هذه المراكز والقيام بواجبهم الوطني في التصدي للهجمات الإرهابية التي تستهدف أبناء الأنبار، مهددة بمحاسبة «المقصرين» منهم.

وأضافت الوزارة في بيانها أنها «لن تتوانى في محاسبة من يثبت تقصيره عن نجدة أبناء وطنه وحماية الأرواح والأعراض والأموال».

وغادر رجال الشرطة مقراتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية تحت تهديدات مجموعات من المسلحين، والذين احرقوا مقرات أمنية في الرمادي ومديرية الشرطة في الفلوجة.

الدور العربي

ودعت الحكومة العراقية أمس، الدول العربية والإقليمية الى الاصطفاف مع العراق في معركة الأنبار لمطاردة عناصر «داعش».

وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي إن «العراق ليس بحاجة لأي دعم عسكري من قبل أي دولة عربية أو إقليمية فيما يخص العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار لمطاردة عناصر القاعدة وداعش»، داعيا في ذات الوقت تلك الدول إلى «الاصطفاف معنا لمقاتلة الإرهابيين، لأن الإرهاب خطر على كل الدول وليس على العراق فحسب».

وأبدى الموسوي «ترحيب العراق بأي دعم عربي أو إقليمي»، مطالبا الدول العربية «بتأييد ودعم العمليات العسكرية التي تخوضها القوات العراقية لمواجهة التنظيمات الإرهابية». وشدد على «ضرورة أن تكون هناك وقفة دولية لمواجهة خطر الإرهاب».

إلى ذلك، زعم مصدر أمني رفيع في وزارة الداخلية أمس، العثور على رسالة في جهاز «هاتف النائب المعتقل أحمد العلواني مرسلة الى مدير الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان». وأشار المصدر في بيان  إلى أن «الرسالة تضمنت معلومات أمنية».

 يذكر أن العلواني اعتُقل السبت الماضي.

back to top