«داعش» يجند 6 آلاف خلال شهر... و«الحر» يحذر «النصرة»

نشر في 20-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-08-2014 | 00:01
No Image Caption
أوباما يعد بمراقبة دمشق بعد انتهاء تدمير «الكيماوي»... والأسد يستخدم «الغاز» في درعا
مع اتجاه تنظيم "الدولة الإسلامية" لانتزاع مطار الطبقة من قوات الرئيس السوري بشار الأسد، التي واصلت تحديها للجميع، وأقدمت على قصف محافظة درعا بالغاز، أرجع المرصد السوري التقدم الكاسح لهذا التنظيم إلى استقطابه أعداداً هائلة من المقاتلين للانضمام إلى صفوفه.

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن انضمام ما يربو على 6000 مقاتل إلى هذا التنظيم المعروف باسم "داعش" الشهر الماضي.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة "رويترز"، إن هذه هي "أسرع وتيرة لتوسع التنظيم إلى الآن"، حيث تشير تقديرات سابقة إلى أن عدد مقاتلي التنظيم نحو 15 ألفاً، وهم السبب في إقدامه على السيطرة على مساحات واسعة في سورية والعراق. وأوضح مؤسس المرصد السوري أن "أكثر قليلاً من ألف مقاتل من الأجانب، وان الباقين من السوريين".

تحذير «النصرة»

وفي مجال متصل، أصدرت "جبهة ثوار سورية" التابعة لـ"الجيش الحر" بياناً شديد اللهجة ضد "جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم "القاعدة"، متهمة إياها بإخلاء نقاط اشتباكها مع قوات النظام في حلب وحماة ووادي الضيف، وحشد قواتها ومقاتليها عوضاً عن ذلك في جبل الزاوية وعلى البلدات الحدودية مع تركيا.

ودعت الجبهة "النصرة" إلى ترك جبل الزاوية لساكنيه من المدنيين، مهددة إياها بإعلان مبدئي للحرب عليها.

الغاز السام وتدمير «الكيماوي»

إلى ذلك، اتهمت المعارضة السورية أمس قوات النظام السوري باستخدام الغازات السامة خلال قصفها لبلدة عتمان بريف درعا جنوب سورية. وذكرت شبكة شام الإخبارية أن الهجوم تسبب في حدوث عدة حالات اختناق.

وتزامناً مع هذه الاتهامات، حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول بأنه سيراقب مدى التزام دمشق بتعهداتها في تدمير كل العناصر الكيماوية التي تسمح للنظام بصنع غازي السارين والخردل.

وأعلن الرئيس الأميركي في بيان أمس الأول أن "الأسلحة الكيماوية الأكثر فتكاً، التي كان يملكها النظام السوري، تم تدميرها من قبل خبراء مدنيين وعسكريين باستخدام آلية أميركية فريدة من نوعها".

وتم بالإجمال إتلاف 581 طناً من المواد الكيماوية التي تدخل في إنتاج غاز السارين، و19.8 طناً من العناصر المستخدمة في صنع غاز الخردل، بفضل تكنولوجيا تؤدي إلى إبطال مفعولها على متن سفينة كايب راي الأميركية في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط، وهي سفينة أرسلت خصيصاً لهذه الغاية، تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

تدمير المنشآت

وحذر أوباما بأن الولايات المتحدة "ستتثبت من وفاء سورية بالتزامها تدمير منشآتها المتبقية المخصصة لإنتاج أسلحة كيميائية"، في إشارة إلى قرار منظمة الكيماوي بوجوب تدمير 12 مصنعاً سابقاً لإنتاج هذا السلاح الفتاك.

كما أبدى أوباما قلقه إزاء "التباينات وإغفال معلومات في البيانات السورية المقدمة إلى المنظمة والمعلومات التي تفيد بأن هناك (أسلحة كيميائية) لاتزال تستخدم" من النظام السوري في نزاعه مع المعارضة المسلحة المستمر منذ نحو ثلاث سنوات ونصف السنة.

وتحقق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في اتهامات بشن هجمات بمادة الكلور في سورية، واتهمت باريس وواشنطن دمشق باستخدام هذه المادة الصناعية السامة ضد المعارضة، في حين اتهم النظام مقاتلي المعارضة باستخدامها.

غارات متواصلة

ولليوم الثالث على التوالي، شنّ سلاح الجو السوري غارات على مواقع لتنظيم الدولة في الرقة وحلب في شمال البلاد.

وأكد المرصد مقتل 12 من "داعش" خلال هذا القصف، الذي شمل مناطق عدة في الرقة، وتزامن مع اشتباكات ضارية في محيط مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل قوات النظام في المحافظة نفسها، والذي يقترب التنظيم من انتزاعه.

واشنطن ودمشق

بدورها، رفضت الخارجية الأميركية الإشادة ولو من بعيد بمحاربة النظام السوري لتنظيم "الدولة الإسلامية"، مؤكدة في الوقت عينه أن القضاء على مقاتليه "أمر جيد". وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف إنها "تعارض بشدة" مقولة ان الولايات المتحدة والنظام السوري هما "على الموجة نفسها"، موضحة أنه في ما يتعلق بالعراق فإن حكومة بغداد هي من طلبت تدخلاً أميركياً لمساعدتها في وقف زحف المتطرفين، في حين أن نظام الأسد سورية هو المسؤول عن صعود تنظيم الدولة وتنظيمات جهادية أخرى مثل جبهة النصرة.

وفي إطار الصراع المحتدم على الأرض، حظرت إدارة الطيران الاتحادية على جميع شركات الطيران الأميركية التحليق فوق سورية، قائلة إن الحرب الأهلية في سورية تشكل «تهديداً خطيراً محتملاً».

وأوضحت الإدارة الأميركية أنه «معروف أن المجموعات المتطرفة بحوزتها أسلحة مضادة للطيران، ونجحت في السابق في إسقاط طائرات عسكرية سورية بواسطة هذا النوع من السلاح خلال النزاع».

(دمشق، واشنطن - رويترز، أ ف ب، د ب أ، كونا)

back to top