ظهر أمس جليا الخلاف بين الإدارة الأميركية وتل أبيب، بشأن التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، في تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي رأى فيها إمكانية أن تثبت طهران سلمية برنامجها، بينما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة إنهاء البرنامج وعدم السماح لها بامتلاك قدرات تمكنها من صنع قنبلة نووية.

Ad

اختلف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بشأن البرنامج النووي لإيران أمس، حيث دعت إسرائيل إلى إنهائه، بينما اقترحت الولايات المتحدة استخدام ضمانات تظهر أنه سلمي وليس عسكريا.

وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بداية محادثات بشأن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، خيم عليها الحديث عن البرنامج الإيراني.

وقال نتنياهو إنه «يتعين ألا تملك طهران قدرة لإنتاج أسلحة نووية»، مضيفا: «يجب أن يتخلصوا من مخزونهم من المواد الانشطارية، وألا يكون لديهم منشآت نووية سرية»، واصفا برنامجها بأنه «المشكلة الأمنية الأكثر إلحاحا والرئيسية للمنطقة».

واتخذ كيري، الذي يقوم مساعدوه باستكشاف حل دبلوماسي لكبح النشاط النووي لإيران، مسارا مختلفا عن نتنياهو، بإشارته إلى أن إيران بإمكانها أن توضح أن برنامجها سلمي.

وكان كيري قال قبيل لقائه نتنياهو إنه مازال من السابق لاوانه بحث تقليص العقوبات الدولية المفروضة على طهران، محذرا الأخيرة من أن «القول ينبغي ألا يستبدل الفعل».

وبينما اكد نتنياهو مجددا انه في حال عدم التوصل الى صفقة نووية بين الدول الكبرى وايران، ستكون النتيجة أفضل من التوصل الى صفقة سيئة، رد عليه كيري بالقول إن «اتفاقا سيئاً أسوأ من عدم الاتفاق على الاطلاق».

وفي بداية اجتماعه مع نتنياهو، في مقر السفير الأميركي في روما، قال كيري: «سنطلق مبادرة دبلوماسية لكن بعيون مفتوحة وإدراك بأنه سيكون من الضروري لإيران أن تلتزم بالمعايير التي تلتزم بها دول أخرى لديها برامج».

وأجرت القوى العالمية الست محادثات مع إيران في جنيف الأسبوع الماضي لاختبار إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي، وفتحت هذه المحادثات الأولى من نوعها منذ انتخاب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني في يونيو احتمالات التوصل إلى اتفاق بعد سنوات من المواجهة المتصاعدة. ومن المقرر عقد جولة ثانية من هذه المحادثات أوائل نوفمبر في جنيف. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشاد كيري بشجاعة رئيس الوزراء ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التي أتاحت الشروع في مفاوضات السلام، مشيرا إلى استمرار المفاوضات الحالية في القدس بمساعدة من المبعوث الأميركي مارتن إنديك.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت في وقت سابق أمس عن مسؤولين إسرائيليين كبار القول إن «الاجتماع بين كيري ونتنياهو سيتضمن أربع ساعات من المحادثات»، مضيفة أن «كيري يريد الضغط على نتنياهو لاتخاذ خطوات بشأن تحقيق السلام مع الفلسطينيين».

في غضون ذلك، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران علي أكبر صالحي أمس أن بلاده تتخذ قراراتها النووية وفقا لمصالحها الوطنية، ولا تهتم بأي تهديد.

ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى صالحي قوله في ختام اجتماع مجلس الوزراء إن «البروتوكول الإضافي الذي ينص على القيام بزيارات تفتيش مفاجئة للمواقع النووية ستتم مناقشته في الجولة المقبلة من مفاوضات 5+1».

على صعيد آخر، تتواصل طهران مع عملاء سابقين، وتبدي استعدادا لخفض الأسعار في حالة تخفيف العقوبات المفروضة عليها، ما ينبئ بصراع على الحصص في السوق، مع تراجع الإقبال على النفط عما كان عليه قبل العقوبات على طهران. وانعشت الجهود الدبلوماسية للرئيس الإيراني الجديد في الأمم المتحدة الشهر الماضي، إلى جانب محادثة هاتفية تاريخية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، آمال السوق في عودة النفط الإيراني بقوة، إذا ترجمت هذه الجهود إلى انفراجة في المواجهة بين الطرفين بسبب برنامج طهران النووي.

وتراجعت صادرات الجمهورية الإسلامية من الخام لأقل من النصف، بعد تشديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات في منتصف 2012، وتقلصت إيرادات الميزانية بواقع 35 مليار دولار سنويا على الأقل.

وقال متعامل في شركة امتنعت عن الشراء من إيران بسبب العقوبات: «يتصل الإيرانيون بالفعل ويقولون لنتحدث، ينبغي ان تكون حذرا بالطبع، لكن لا يوجد قانون يمنع الحديث».

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الجاري انه لا أحد يتوقع تخفيف العقوبات قريبا رغم اجراء أول محادثات رفيعة المستوى بين إيران والولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. وتابعت الوكالة: «بل الاغلبية تتوقع أن يطول أمد خطوات الغاء العقوبات بما يتماشى مع تحقيق تقدم دبلوماسي ملموس في القضية التي نحن بصددها، ولايزال كثيرون يرونه احتمالا بعيدا».

(روما - د ب أ، رويترز)