المعارضة السورية تتقدم في «معركة الساحل» وتصل إلى البحر

نشر في 26-03-2014 | 00:07
آخر تحديث 26-03-2014 | 00:07
No Image Caption
معارك طاحنة في محيط «المرصد 45»
دفاعات الأسد الجوية تتحرش بالطائرات التركية
بعد استكمالها السيطرة على المعابر الرسمية مع تركيا من خلال سيطرتها على معبر كسب قبل أيام، تمكنت المعارضة السورية أمس من الوصول إلى أول منفذ لها على البحر، بسيطرتها على قرية السمرا في ريف اللاذقية، في إطار معركة الساحل التي يعتبرها البعض أخطر تحد يواجهه نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

سيطر مقاتلو المعارضة السورية فجر أمس على قرية السمرا في محافظة اللاذقية، ومخفر بحري تابع لها في شمال غرب البلاد، غداة سيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إن "عناصر كتائب اسلامية مقاتلة بينها جبهة النصرة، سيطروا بعد منتصف ليل الاثنين ـــ الثلاثاء، على قرية السمرا في ريف اللاذقية، ومخفر حدودي على الشاطئ التابع لها، بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية".

وأشار عبدالرحمن إلى تواصل المعارك العنيفة في محيط القرية الواقعة في منطقة جبلية، على مقربة من الحدود التركية، وتمتد حتى ساحل البحر المتوسط.

سيطرة نظامية

ونفى مصدر أمني سوري سيطرة المقاتلين على القرية، مشيراً الى أن القوات النظامية "توجه ضربات قاصمة" إلى مقاتلي المعارضة.

وأوضح المصدر أن "منطقة السمرا عبارة عن واد بين جبلين وهناك ممر يفصل بينهما، ولا يوجد مقرات عسكرية فيها"، مؤكداً أن "القوات السورية حاكمة لهذا الممر مئة في المئة، ولا يمكن السيطرة على المنطقة، لأن السيطرة هي في يد المتواجد فوق الجبل" في اشارة الى القوات النظامية.

ويشهد ريف اللاذقية الشمالي، وهو عبارة عن مناطق جبلية متداخلة، معارك عنيفة منذ بدء كتائب مقاتلة بينها جبهة النصرة، معارك للسيطرة على نقاط للنظام في هذه المحافظة التي تعد من ابرز معاقله. وأودت المعارك بنحو 170 عنصراً من الطرفين، بحسب المرصد، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد أحد أقارب الرئيس بشار الأسد، والذي قتل في مواجهات سبقت سيطرة المقاتلين على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا.

وأكد المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر أمس بين النظام والمعارضين "في الجهة الشرقية من بلدة كسب"، مشيراً إلى احتدام هذه المواجهات "في محيط المرصد 45 (وهو تلة استراتيجية مرتفعة واقعة تحت سيطرة النظام) ومرصد نبع المر (الذي يسيطر عليه المقاتلون)".

تحرش جوي

في غضون ذلك، أفاد بيان صادر من هيئة الأركان التركية أمس بأن منظومة الدفاع الجوي السوري قامت بعمليات تحرش ضد طائرات تركية كانت تجري دوريات اعتيادية في ولاية هاتاي جنوب تركيا، مبينا أن عدد المضايقات بلغ 12 مرة ولمدة 10 دقائق و53 ثانية.

وتمثلت عمليات التحرش في قيام رادارات منظومة الدفاع الجوي السوري برصد الطائرات التركية وربطها بالمنظومة الصاروخية ووضعها في مرمى النار لمدة قصيرة من الزمن.

تحذير تركي

وكرر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس التأكيد على أن بلاده سترد بحزم ضد أي اعتداء على أراضيها يأتي من الجانب السوري.

وقال أوغلو، في تصريح مقتضب خلال مشاركته في الحملة الانتخابية لحزبه في مدينة قونية وسط البلاد ردا على إسقاط مقاتلة سورية قبل أيام، إن هذه الطائرة اخترقت المجال الجوي التركي بعمق كيلومتر واحد قبل أن يتم إسقاطها، مشيرا إلى أن الحادث واضح جداً وأن لديهم جميع الأدلة التي تثبت ذلك.

وأضاف أن رئاسة أركان الجيش التركي قامت بالعمل اللازم والرادع لضمان أمن الجمهورية التركية التي لا يتجرأ أحد على اختبار قوتها، موضحاً أن بلاده قدمت معلومات في رسالة إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اختراق المقاتلة السورية، وأنه أجرى اتصالاً مع أمين حلف شمال الأطلسي الذي أكد دعمه الكامل لتركيا.

وكان الرئيس التركي عبدالله غول، شدد خلال زيارته أمس الأول لهولندا، على أن الجيش التركي على أهبة الاستعداد في البر والجو والبحر حيال التداعيات الخطيرة لما يجري في سورية، مشيرا إلى أن القوات المكلفة حماية الحدود قامت بواجبها.

نقل «الكيماوي»

من جهة ثانية، أعرب رئيس المنظمة المشرفة على تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية عن أمله أن تلتزم دمشق بالموعد النهائي المحدد في 30 يونيو، لكنها قد تتجاوز ذلك الموعد.

وقال أحمد أوزومجو، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية: "اعتقد أنه لم يتم الالتزام ببعض المواعيد لكن مهلة 30 يونيو لا تزال هدفنا، ونعتقد ان باستطاعتنا الانتهاء من عملية التدمير بحلول ذلك الموعد أو قربه".

وقال مسؤول بالمنظمة، التي فازت بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، إن أوزومجو يعني أن العملية قد تتجاوز الموعد النهائي الذي يحل في 30 يونيو ووافقت دمشق عليه، وهذا أول مؤشر رسمي على احتمال تجاوز المهلة.

(دمشق، لاهاي- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top