قوات الأسد تسيطر على معلولا وتحشد لاقتحام حمص

نشر في 15-04-2014 | 00:03
آخر تحديث 15-04-2014 | 00:03
مقتل 3 من طاقم «المنار» بإطلاق نار... والمعارضة تنشر أدلة على ضرب كفرزيتا بالكلور
غداة تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد دخول الأزمة المستمرة في بلاده منذ ثلاثة أعوام «مرحلة انعطاف» لمصلحته، أعلنت القوات النظامية السورية سيطرتها على مدينة معلولا في منطقة القلمون، في وقت واصلت هذه القوات الحشد والتأهب لهجوم وشيك على مدينة حمص، عاصمة الثورة السورية.

بعد أسبوع من دخولها مدينة رنكوس، استعادت القوات النظامية السورية أمس السيطرة على مدينة معلولا التاريخية في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق، والتي خرجت بشكل شبه كامل من أيدي كتائب المعارضة.

وقال مصدر أمني سوري، لوكالة فرانس برس، "أعيد الأمن والأمان إلى معلولا في سياق السيطرة على منطقة القلمون" الاستراتيجية، مضيفاً أن "الإرهاب انهار في القلمون".

وأشار المصدر إلى أن العملية التي "جاءت في سياق السيطرة على منطقة القلمون أسفرت عن مقتل عدد كبير من الإرهابيين، بينما فرت أعداد قليلة ستتم ملاحقتهم في البؤر التي لجأوا إليها".

واعتبر ان استعادة معلولا ومناطق اخرى في القلمون "ستؤدي الى احكام المزيد من السيطرة على المعابر الحدودية بشكل كامل".

نهاية القلمون

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن من جهته أن "منطقة القلمون باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري"، مشيراً الى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في الجبال وقرب الحدود مع لبنان، وبلدات صغيرة مثل حوش عرب وعسال الورد، بالاضافة الى نقطة تجمع كبيرة للمقاتلين في الزبداني في جنوب القلمون.

وقال عبدالرحمن إن مقاتلي المعارضة ينطلقون من هذه النقاط لتنفيذ "عمليات ليلية على حواجز النظام وحزب الله". كما تحدث عن "وساطات جارية لإيجاد تسوية لمدينة الزبداني لتجنيبها القصف الجوي"، موضحاً أنه "خلال الأيام الماضية، أقدم نحو أربعين مقاتلا في الزبداني على تسليم أسلحتهم إلى قوات النظام كبادرة حسن نية".

وأعلنت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" أمس مقتل مراسل ومصور وتقني تابعين لطاقمها خلال وجودهم في معلولا أمس. وعلم أن المراسل القتيل هو حمزة الحاج حسن، والتقني حليم علاوي، بينما لم يعرف اسم القتيل الثالث الذي يعمل مصوراً.  

وأفادت المعلومات بأن القتلى الثلاثة سقطوا برصاص مسلحين، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش النظامي بسط سيطرته بالكامل على معلولا. ورصدت على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من التململ في صفوف مناصري "حزب الله"، الذي حمّل بعضهم الجيش الموالي للنظام مسؤولية وقوع الحادث.  

اقتحام حمص

وفي وسط البلاد، نفّذت القوات النظامية أمس غارات جوية عدة على الأحياء المحاصرة في حمص القديمة، غداة استقدام تعزيزات لجيش الدفاع الوطني الموالي للنظام الى المنطقة.

وقال عبدالرحمن إن قوات النظام كانت استقدمت أمس الأول تعزيزات من جيش الدفاع الوطني الى المناطق التي تتواجد فيها في محيط هذه الأحياء.

وسجل خلال الأيام الماضية تصعيد في عمليات القصف على هذه الأحياء بعد الهدنة التي استمرت اسابيع، وتم خلالها ادخال مواد غذائية ومساعدات بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة الموجودين في المنطقة بإشراف الأمم المتحدة.

وتم بين 7 و13 فبراير إجلاء أكثر من 1400 مدني من الأحياء المحاصرة في حمص، بحسب رقم تقريبي يستند خصوصاً الى ما أعلنته السلطات. ولم يعرف بالتحديد عدد الأشخاص الذين كانوا

لايزالون موجودين في هذه الأحياء المحاصرة منذ نحو سنتين والتي تفتقر إلى أدنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية والأدوية.

إلا أن المرصد وناشطين أكدوا أن مئات من الناشطين والمقاتلين خرجوا بدورهم في وقت لاحق بموجب تسويات مع السلطات، ولم تعرف وجهتهم.

في المقابل، نشر ناشطو المعارضة السورية أمس الأول صوراً جديدة وفيديو، يقولون إنها لقنبلة بدائية الصنع بغاز الكلور لدعم مزاعم استخدام قوات الأسد أسلحة كيماوية خلال هجومين وقعا يومي الجمعة والسبت الماضيين.

وتبادلت الحكومة وقوات المعارضة الاتهامات بشأن هجوم بغاز الكلور، وهو عنصر كيمياوي سام استخدم على نطاق واسع في الحرب العالمية الأولى على كفرزيتا. وهذا الغاز الذي يستخدم في الصناعات ليس في قائمة الأسلحة الكيماوية التي قدمها الأسد لتدميرها.

بدوره، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى إجراء تحقيق دقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية من جديد.

وأعرب لافروف في مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع نظيره السوداني علي كرتي عن قلق بلاده من الأنباء التي تتحدث عن استخدام هذه الأسلحة، محملاً الجماعات المسلحة ومموليهم مسؤولية اجهاض عملية نزع السلاح الكيماوي في سورية، بهدف التمهيد للتدخل العسكري الأجنبي.

ترسانة الكيماوي

في لاهاي، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس أن دمشق سلمت ثلثي ترسانتها الكيماوية تقريباً، في إطار الاتفاق الروسي الأميركي المبرم في سبتمبر، الذي تلاه صدور قرار بالمعنى نفسه عن مجلس الأمن واتفاق موقع بين المنظمة والسلطات السورية.

وأعلنت المنظمة في بيان أن "الحكومة السورية قامت بعملية التسليم الثالثة عشرة لمواد كيميائية شحنت على متن سفن شحن لنقلها خارج سورية"، ما يرفع نسبة المواد الكيماوية التي تم اخراجها من البلاد الى اكثر من 65 في المئة من الترسانة الكيماوية الموجودة.

تحركات الجربا

على صعيد ذي صلة، أعلنت حكومة الصين أمس أن زعيم المعارضة أحمد الجربا سيرأس وفداً يزور البلاد هذا الأسبوع، في أحدث جهود وساطة لبكين لحل الأزمة السورية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، إن الجربا ووفداً من الائتلاف الوطني السوري الذي يرأسه سيزوران الصين اعتباراً من اليوم حتى الجمعة، وإنهما سيلتقيان مع خبراء صينيين ووزير الخارجية وانغ يي.

(دمشق، موسكو، لاهاي -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top