سورية: تسارع التحركات تحضيراً لـ «جنيف 2» رغم العراقيل

نشر في 24-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-10-2013 | 00:01
No Image Caption
طهران ترى أملاً في بيان «أصدقاء سورية» وتدافع عن ترشح الأسد للرئاسة
رغم العراقيل التي تظهر على العلن بشأن انعقاد مؤتمر "جنيف 2"، لاتزال التحركات الدبلوماسية تتسارع بشكل مطرد تحضيراً للمؤتمر، وسط إجماع دولي على أن لا حل عسكرياً للأزمة.  

أفاد مسؤول أميركي كبير أمس بأن مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سورية الأخضر الإبراهيمي سيجتمع مع مسؤولين أميركيين وروس في سويسرا الشهر القادم لمحاولة تمهيد الطريق لعقد "جنيف 2". 

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الذي يرافق وزير الخارجية جون كيري في زيارة لروما للصحافيين إن الاجتماع الثلاثي سيعقد في جنيف في الخامس من نوفمبر، وإنه من المتوقع أن يضم الوفد الأميركي وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان، والسفير الأميركي في سورية روبرت فورد.

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من اجتماع "أصدقاء سورية" في لندن الذي كان أبرز عناوينه رفض المعارضة المشاركة، واتفاق المشاركين على أنه "لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية".

 

الإبراهيمي 

 

الى ذلك، أكد الابراهيمي أمس في عمان بعد لقائه وزير الخارجية الاردني ناصر جودة أن هناك "شبه اجماع" دولي بأنه ليس هناك حل عسكري للازمة السورية. من جانبه، اكد جودة "على ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الأمن والأمان لسورية وشعبها العريق وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل".

 

طهران 

 

في غضون ذلك، اعتبر مساعد وزیر الخارجیة الإيرانية في الشؤون العربیة والإفریقیة حسین أمیر عبداللهیان أمس أن تأکید غالبیة المشارکین في اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية" في لندن أمس الأول علی الحل السیاسي للازمة السوریة یبعث علی الأمل. وقال عبداللهيان إن "إيران ومنذ بدایة الأزمة السورية قد أکدت علی الحلول السیاسیة ووقف إرسال الأسلحة والإرهاب إلی سوریة"، مؤکداً أنه "علی الجمیع أن یساعدوا سوریة في مكافحة الإرهاب والقوات التكفیریة والمتطرّفة".

وأشار المسؤول الإيراني الى أن "الاتفاق علی إطار الحوار الوطني والشامل السوري - السوري وآراء الشعب السوري هو أمر مصیري فی الحل السیاسي"، مضيفاً أنه "لا يمكن إلغاء أي طرف من الأطراف الفاعلة أو الحكومة في سوریة"، وداعيا في الوقت نفسه الى "عزل الإرهابیین في سوریة الذين يستهدفون المعارضین المؤمنین بالحل السیاسي والحكومة".

من ناحيته، رأى رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني أمس ان "تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين الرافضة لترشح بشار الأسد للرئاسة السورية وقحة". وفي كلمته قبل بدء الجلسة العلنية للمجلس، تساءل لاريجاني عن "المنطق الذي يعتمده المسؤولون الاميركيون في اطلاق تصريحات حول الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية"، وتوجّه إليهم بالقول "إذا كان الرئيس السوري بشار الاسد لا يحظى، كما يقولون، بأي قاعدة شعبية ويريد الأميركيون ارساء الديمقراطية في هذا البلد فلماذا يشعرون بالخوف من ترشح الاسد للانتخابات الرئاسية؟".

وطالب لاريجاني المشاركين في إصدار بيان "جنيف 1" بتقديم الرد على سبب عدم تنفيذهم لقرارات البيان المذكور و"ليس توجيه سؤال لإيران التي لم تشارك في المؤتمر"، في إشارة الى اشتراط واشنطن على طهران ان تعترف ببيان جنيف 1 الذي دعا الى انشاء حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة للموافقة على اشراكها في مؤتمر "جنيف 2".

بوتين

 

الى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إنه "نجاح مشترك أن يبذل المجتمع الدولي جهوده للتحضير لمؤتمر جنيف 2"، مؤكدا أن "روسيا ترى ضرورة تغليب القانون الدولي على ما عداه، وترى أن من الضروري أن تقوم منظمة الأمم المتحدة بالدور الرئيسي في الساحة الدولية".

 

«الأطلسي» 

 

بدوره، أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، أمس تأييد "مجلس روسيا – الأطلسي" لعقد مؤتمر "جنيف 2" إفساحاً للمجال أمام حل سياسي للنزاع في سورية.

وقال راسموسن خلال اجتماع لـ"مجلس روسيا – الناتو" في بروكسل: "ناقشنا قضايا أمنية دولية وخصوصاً سورية. اتفقنا على وجود ضرورة ملحّة لعقد مؤتمر دولي من أجل إفساح الطريق أمام حل سياسي لهذا النزاع المأساوي. ونحن ندعم بشكل كامل خطط عقده الشهر المقبل".

 

الأوضاع الميدانية 

 

وفي سورية، يسعى مقاتلون معارضون الى الاستيلاء على مستودعات اسلحة تابعة للنظام السوري في ريف حمص الجنوبي، وقد احرزوا بعض التقدم، في حين تتصدى لهم القوات النظامية بقوة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقاتلون أمس. على صعيد آخر، افاد المرصد وناشطون أمس عن اشتباكات عنيفة في مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، باستثناء جزء صغير منها يقطنه موالون للنظام. ونفذ الطيران الحربي السوري غارات مكثفة على مناطق عدة في ريف دمشق.

(دمشق، واشنطن، لندن، موسكو، عمان ــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي أي) 

النظام يفرج عن 14 معتقلة 

أفرجت السلطات السورية في وقت متأخر من ليل الثلاثاء ـ الأربعاء عن 14 امرأة معتقلات في سجونها، وردت اسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين أطلقوا الأسبوع الماضي بعد 17 شهرا من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة، بحسب ما ذكرت ناشطة حقوقية سورية.

وقالت الناشطة سيما نصار التي تتابع عن كثب ملف المعتقلين في السجون السورية لوكالة "فرانس برس": "تم منذ ساعات الإفراج عن اربع عشرة سيدة كدفعة" من لائحة تضم اسماء 128 امراة وتشكل جزءا من صفقة "اعزاز" التي تم التوصل اليها نتيجة مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان.

وأوضحت نصار أن بين اللواتي أفرج عنهن "ميرفت الحموي، وهي مريضة بالسرطان، وهذا ثالث اعتقال لها"، مشيرة إلى أن زوجها قتل في المعارك. 

وبموجب هذه الصفقة، أفرج الأسبوع الماضي عن تسعة لبنانيين شيعة احتجزهم "لواء عاصفة الشمال" الذي يقاتل النظام، وفي الوقت نفسه، أفرج عن طيارين تركيين كانا خطفا في أغسطس في بيروت.

(بيروت ـ أ ف ب) 

 

back to top