الأسئلة الصعبة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
وتضيق دائرة الصراع ويتطلب الأمر تسمية جديدة وأكثر واقعية ليصبح الصراع بين أهل غزة وحدهم والعدو الاسرائيلي، وسنقبل هذه التسمية رغم امكانية تضييقها مرة أخرى لتصبح بين مجموعة حماس وحدها واسرائيل. وحماس عاشت مرحلة من التخبط وتنقلت بين أحضان سورية مرة وايران مرة ومصر مرة والخليج العربي مرة أخرى وفي كل مرة ترحل منها الى مكان آخر تترك كما من الغضب والسخط يجعل الوقوف معها ومساندتها سياسيا أمرا صعبا. لكن الحقيقة التي علينا أن ندركها أن حماس لا تدفع وحدها ثمن العدوان الاسرائيلي على غزة، فالذين يدفعون الثمن والدم هم أطفال غزة ونساء غزة وشيوخ غزة. وسواء اختلفنا مع حماس أو اتفقنا علينا أن نقف مع الدم الفلسطيني الذي تمت محاصرته ووجد نفسه عاريا أمام سلاح لا طاقة له بمواجهته. وسينتهي به الأمر ليجد نفسه محاصرا بين عدو يقتله وصديق يغلق الباب في وجهه.يطرح الغرب دائما في أدبياته اليومية أن اسرائيل تملك الحق المطلق في الدفاع عن نفسها أمام العرب الذين يحاصرونها، وبعد أن تلاشت قدرة العرب على حصارها أصبحت تدافع عن نفسها أمام غزة التي تحاصر اسرائيل. وحين يسأل المحاور ضيفه الغربي، ولماذا تملك اسرائيل حق الدفاع عن النفس ولا يملكه الفلسطيني؟ يأتي الجواب بأن اسرائيل دولة والفلسطينون ليسوا دولة. والسؤال الطبيعي للمحاور ولماذا لا تمنحوا الفلسطينيين دولة كما منحتم اسرائيل؟ يجد الرجل مخرجا لطيفا وهو يبتسم: دعهم يتفقون أولا كي يجلسوا لبحث ذلك. نعم دعهم يتفقون أولا. هذا هو السؤال الصعب الذي لا يجد المحاور سببا لطرحه ولماذا لا يتفقون أولا؟اذا كان الاتفاق صعبا تحت القصف الحالي لماذا لم يتفقوا بعد القصف السابق؟ وهل سيتفقون بعد أن يهدأ هذا القصف؟ جميعا نعلم الاجابة.