تمكن رجال مباحث الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من إحباط محاولة تهريب نحو 4 ملايين حبة مخدرة، حاول وافد سوري إدخالها إلى البلاد بإخفائها داخل طاولات كي الملابس، وذلك بعد أن مرت الشحنة على أربع دول.

Ad

في أقل من أربع وعشرين ساعة على ضبط مزرعة الماريغوانا أحبط رجال مباحث الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بتعليمات من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي ومديرهم العام العميد صالح غنام العنزي محاولة تهريب نحو 4 ملايين حبة مخدرة من حبوب الكبتاغون، حاول وافد سوري إدخالها إلى البلاد عن طريق إخفائها داخل طاولات تستخدم لكي الملابس وبطريقة ذكية ومبتكرة، كما ألقى رجال المكافحة القبض على وافد باكستاني تسلم عشرة آلاف دينار من المتهم مقابل تسلم الشحنة وتخليصها ونقلها من ميناء الشويخ إلى أحد الجواخير بمنطقة كبد.

أكبر كمية

وفي التفاصيل التي رواها وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي، ان هذه الشحنة تعد من اكبر الشحنات المهربة على مستوى الحبوب المخدرة في تاريخ الكويت، وهي شحنة تفوق سعة «استهلاك» السوق الكويتي مما يثير الانتباه إلى أن تجار المخدرات يعملون حالياً على جعل الكويت مركز ترانزيت لتهريب المخدرات، مشيراً إلى أن ما تشهده المنطقة من قلاقل أمنية في عدد من دول الجوار والدول العربية ألقى بظلاله على تجارة المخدرات، حيث استغل تجار المخدرات هذه الأوضاع وبدأوا في تهريب وتنظيم عمليات كبرى للاتجار.

وأضاف العوضي أن هذه الشحنة تم رصدها منذ نحو شهرين عبر المصادر السرية الداخلية والخارجية لرجال المكافحة، وتم تتبعها في اكثر من دولة، لافتاً إلى ان الشحنة تم تعبئتها في سورية، ومن ثم نقلت إلى لبنان حيث غلفت بالطريقة التي هربت بها ثم انتقلت الشحنة إلى جمهورية مصر العربية، ومنها إلى الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في ميناء جبل علي، ومن ثم إلى الكويت حيث وصلت الشحنة مساء أمس الأول إلى الميناء وتم تفتيشها من قبل رجال الجمارك ونظراً لدقة التهريب لم تكتشف من قبل رجال الجمارك، وحضر وافد باكستاني وخلص الشحنة التي كانت داخل كونتينر وخرج بها تمهيداً لتسليمها إلى الوافد السوري وهو المتهم الرئيسي والذي استعد بدوره لتخزين الشحنة في جاخور استأجره مدة اسبوع بمنطقة كبد.

متابعة المتهم

وذكر العوضي أن رجال المكافحة كانوا يتابعون تحركات المتهم أولاً بأول وبمجرد أن تسلم الشحنة من المتهم الباكستاني أُلقي القبض عليه متلبساً وتم تفتيش الكونتينر بالاستعانة بوحدة كلاب الأثر التابعة لوزارة الداخلية، حيث عثر على الحبوب المخدرة وهي مخبأة بطريقة ذكية في طاولات كي الملابس، موضحاً أن التقديرات الاولية لعدد الحبوب المخدرة التي عثر عليها قارب الأربعة ملايين حبة مخدرة.

وأشار العوضي إلى أن رجال مباحث الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أخضعوا المتهم السوري لعملية تحقيق موسعة اعترف خلالها بأنه جلب الحبوب المخدرة أكثر من مرة بقصد الاتجار وبنفس الطريقة، وأنه كان يتعامل مع تجار مخدرات في بلده من أجل تهريب هذا النوع من الحبوب المخدرة، كما اعترف أيضاً بأنه كان ينتظر وصول الشحنة وأعد العدة لاستقبالها حيث استأجر جاخوراً في منطقة كبد مدة اسبوع واتفق مع السائق الباكستاني على تسلم الشحنة مقابل عشرة آلاف دينار.

اتصالات خارجية

وأوضح أن الاتصالات جارية حالياً مع عدة جهات أمنية في الدول التي تنقلت فيها الشحنة للتنسيق معها وإخطارها بما تم ضبطه مع المتهم السوري وكيفية وصول تلك الشحنة إلى الدول والموانئ دون اكتشافها، لافتاً إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خاطبت النيابة العامة التي أمرت بدورها بحجز المتهم على ذمة القضية مع التحفظ على المضبوطات ووسيلة الجلب وتحريز تلك المضبوطات والاحتفاظ بعدد من طاولات كي الملابس وبداخلها الحبوب المخدرة، لحين عرضها على النيابة.

وأشاد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي بجهود رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في ضبط هذه الشحنة الكبيرة، لافتاً إلى أن رجال المكافحة ترجموا تعليمات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ووكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد الذين لا يألون جهداً في دعم رجال المكافحة، وتسخير كل الإمكانات من اجل ان يؤدوا دورهم في مكافحة هذه الآفة على أكمل وجهه.

متابعة ميدانية للفريق الفهد

كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على اتصال هاتفي على مدار الساعة مع اللواء عبدالحميد العوضي، ويتابع آخر تطورات القضية، بينما انتقل وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد إلى مبنى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للاطلاع على الشحنة ومتابعة سير التحقيق.

المتهم الرئيسي عدّل جنسيته

أبلغ مصدر أمني «الجريدة» أن المتهم الرئيسي في القضية هو من فئة غير محددي الجنسية، ومن ثم عدّل وضعه إلى الجنسية السورية، وهو من مواليد 1979 ومتزوج من مواطنة ولديه 6 أبناء، ويعمل مندوباً لإحدى الشركات، وغير معروف لدى رجال المكافحة، ولم تسجل بحقه أي قضية.

فريق عمل لمتابعة الشحنة

شكّل مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد صالح العنزي فريق عمل من إدارتي المكافحة الدولية وادارة العمليات برئاسة المقدمين محمد قبازرد وفهد البدر، لمتابعة تحركات شحنة المخدرات، واستمرت عملية المتابعة والمراقبة مدة شهرين متواصلين خصوصا وأن المعلومات المتوافر لدى رجال المكافحة تشير إلى أن المتهم تمكن من إدخال شحنات سابقة بعدة طرق للتهريب.