تكتظ شوارع العاصمة العراقية بغداد وباقي المحافظات بالآلاف من سيارات الـ"سايبا" الإيرانية، وأغلب من يقودها هم الشباب المراهقون لصغر حجمها وسعرها الزهيد، إضافةً إلى أن هؤلاء المراهقين حصلوا عليها عبر نظام التقسيط المريح.

Ad

ووجد العديد من العاطلين عن العمل في "السايبا" حلاً لمشكلاتهم الاقتصادية عبر تحويلها إلى "التاكسي الإيراني"، كما يسميها البعض، بل أصبحت هذه السيارة الحلمَ الذي ينتظره كل مراهق عراقي عاطل عن العمل يبحث عن مصدر للدخل.

ويبلغ سعر هذه السيارة موديل 2012 نحو 8500 دولار، لكن نظام التقسيط ساعد كثيرين من ذوي الدخل المحدود على شرائها، إذ وفرت معارض سيارات ومصارف أهلية قروضاً ميسرة تسمح لهؤلاء بشرائها.

كما يرى الكثير من الشباب الذين اضطروا لترك الدراسة مبكراً لإعالة أسرهم في شراء "سيارة سايبا بنظام التقسيط عبر مصرف أهلي وسط بغداد" الحلَ، بل هي الحلم الذي يراود الكثيرين منهم، لأنها ذات حجم صغير وانسيابية في سيرها مما يجعلها قادرة على التخلص من الزحام المروري.

وفي المقابل، تشكل "السايبا" إزعاجاً لدوريات المرور ورجال الأمن، لأن الشباب يقودونها بطريقة متهورة وغير منضبطة، ويخالفون قواعد السير، فهم لا يقفون عند إشارات المرور، ويستغلون صغر حجم سياراتهم للمناورة والتملص بين الزحام في التقاطعات المرورية الصعبة، وصعود الأرصفة والتسلل في المساحات الضيقة.

كذلك يسبب سائقو "السايبا" إزعاجاً لقوات الجيش المنتشرة في الكثير من الشوارع العراقية للتفتيش بسبب الوضع الأمني السيئ الذي أصبح عنواناً للحياة في العراق، إذ لا يستجيبون لمتطلبات التفتيش، فهم دائماً مسرعون ومشاكسون، وبالتالي يتحملون مسؤولية الكثير من الحوادث بسبب قيادتهم المتهورة.

وبعد إغراق شوارع العراق بـ"السايبا" الإيرانية أعلنت الشركة المصنعة لها العام الماضي نيتها تصدير أكثر من 1400 سيارة جديدة منها إلى العراق في غضون أربعة أشهر، كما أعلنت نيتها أيضاً فتح مصنع لها في الإسكندرية بمحافظة بابل جنوب بغداد.