ما بعد الاتفاق الإيراني الأميركي

نشر في 20-12-2013
آخر تحديث 20-12-2013 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي كان بودي إضافة جملة أخرى للعنوان تخص حكومة الكويت والمرحلة القادمة كهدف أساسي لمتطلبات ما بعد الاتفاق، وما يترتب عليه من استعدادات مستحقة في كيفية الاستفادة المثلى من الظروف التي سيفرضها هذا الاتفاق.

سمو الرئيس اسمح لي أن ألفت انتباهك إلى بعض ما قد تحتاج إليه خطة التنمية لتحسين فرص الاستثمار في المستقبل عبر تنويع مصادر الدخل، خصوصاً أن هذا الاتفاق سيسمح لإيران بزيادة صادراتها النفطية، ولليبيا أيضاً، وقد تدخل سورية على هذا الخط مع فرصة أكبر للعراق بزيادة ملحوظة لإنتاجها، ناهيك عن الاكتشافات الكبيرة لحقول الغاز في أكثر من دولة، والبدائل غير النفطية للطاقة التي يسعى العالم إلى استغلالها عوضاً عن النفط.

نحن سعداء بالاتفاق الأميركي الإيراني كونه أزاح شبح الحرب عن المنطقة التي لا قدر الله لو وقعت لكانت تكلفتها باهظة لا يمكن لنا تحمل تبعاتها الكارثية، ومع ذلك علينا أن نضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار من خلال وضع خطة لتنمية مصادر الدخل لما قد يحدث من انخفاض لأسعار النفط العالمية.

سمو الرئيس هناك فرصة ذهبية لإثبات جدية الحكومة وقدرتها على وضع استراتيجية تمكن الكويت من استثمار هذا التقارب بالشكل الصحيح؛ بلعب دور محوري ولوجيستي يصل بنا إلى تطلعات سمو الأمير، حفظه الله، بجعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً لو استعددنا جيداً لتلك الفرصة التي تفرضها حاجة دول الجوار.

الدراسات الخاصة بأسعار النفط يجب التعامل معها بواقعية، ففائض الميزانية واقع لن يتكرر بعد مرور خمس سنوات إذا ما نظرنا إلى الطلب العالمي من النفط مع العرض، كما أن صلابة موقف "دول الأوبك" لن تكون كما هي عليه الآن، لذا التفكير بالبدائل والاستثمار المسؤول ضرورتان يفرضهما الواقع من خلال الانتهاء من مشاريع البني التحتية، ومن ميناء بوبيان على وجه التحديد بشكل يتناسب مع حجم التبادل التجاري المتوقع في المنطقة.

هناك خطة دبلوماسية مهمة يجب العمل عليها لتمكين نجاح هذا المشروع وضمانه من خلال وضع الاتفاقات اللازمة لتنشيط التجارة البينية بين دول المنطقة، والاهتمام بتسهيل شبكة النقل والمواصلات وتوفيرها، مع إنشاء منطقة حرة تلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي والعالمي.

عند مراجعة السياسة الأميركية في المنطقة تجدها لا تكترث كثيراً بالصداقات، لكنها تهتم بمصالحها الاقتصادية، وهي تحسب لها ألف ألف حساب، وعلى هذا الأساس تتغير مواقفها دون أن تشعر بالخجل، ومن هنا علينا أن نفكر ألف ألف مرة بالطريقة التي تمكننا من مواجهة المستقبل بكل شفافية، عبر وضع خطط تسمح بتنوع مصادر الدخل وتقوي الاقتصاد الوطني.

بعيداً عن الدنيا:

هذا الأسبوع تلقيت خبر وفاة الأخ الصديق فيصل عاشور الذي كان مدرسة في التسامح وطيب الأخلاق لكل من عرفه، فإلى جنة الخلد يا أبا أحمد وإلى عائلتك الكريمة أحر التعازي، عسى الله أن يرحمك برحمته الواسعة ويلهم أهلك الصبر والسلوان.

ودمتم سالمين.

back to top