من المفترض أن تنتهي اليوم جلسة استماع المعتقل الكويتي في غوانتنامو فوزي العودة. كلنا أمل أن تفضي الجلسة الحاسمة إلى خير، وأن ينتهي القرار "بنقل" فوزي إلى تصنيف الذين سيتم الإفراج عنهم. وبحكم متابعتي للقضية ومشاركتي العاملين فيها وبالذات أهلهم، وطاقم المحامين، وتعاون الأجهزة الحكومية الكويتية، وبالذات وزارة الخارجية، نستطيع القول بأنه قد تمت تغطية جميع الثغرات، القانونية والأمنية والسياسية.

Ad

مجلس المراجعة الدورية تم تشكيله العام الماضي من أجهزة حكومية كوزارات الدفاع، والخارجية، والعدل، والأمن الداخلي، ووكالة المخابرات الوطنية، ورئاسة أركان الجيش. فهو ليس جهة قضائية، أهدافه أمنية وسياسية فحسب، ولذا فالمسألة غير محسومة.

الإشكالية الأخرى هي عدم التزام الحكومة الأميركية في الماضي بأحكام المحاكم بالإفراج عن المعتقلين، وظلت تحتجز أشخاصاً دون مسوغ قانوني، وذلك ما تعهد الرئيس أوباما بإصلاحه في خطاب سابق له؛ فهل سيتغير الوضع هذه المرة؟ نأمل ذلك. 

جلسة الاستماع القادمة للمعتقل فايز الكندري في يوم ١٢ يونيو تم التحضير لها بنفس الطريقة التي تم بها التحضير لجلسة فوزي، ومن المتوقع أن تتأثر بنتائجها، وبناء على طلب المحامي أشارك في الجلسة كأحد الشهود في واشنطن. ونأمل أن تنتهي الأمور على خير.

هناك ثلاثة احتمالات لجلستي الاستماع، الاحتمال الأول هو التوصية بالإفراج عن المعتقلين، والثاني التوصية بالإفراج عن أحدهما، واستمرار حبس الآخر، والثالث استمرار حبسهما معاً. وبدلاً من التخمين أجد من الأفضل انتظار القرار بشكل رسمي، ونأمل أن تكون النتائج لصالحهما معاً.

القصائد التي نظمت عن غوانتنامو عديدة ومتنوعة، أغلبها ذو طابع رومانسي، وربما كان أشهرها هي "غوانتناميرا" وهي أشهر أغنية في العالم تقريباً، تصف تلك البقعة بأنها جزيرة الأحلام. كل تلك القصائد كانت قبل زرع معتقل غوانتنامو، إلا أن ذلك لم يعد ممكناً، حيث تحولت إلى رمز من رموز انتهاك العدالة، وبصرف النظر إن كانت حقاً جزيرة أحلام أم كوابيس، فإنها لن تصبح مكاناً طبيعياً على الأقل إلا بإزالة المعتقل إلى الأبد.