"الغبقة الرمضانية" مصطلح دارج في التراث الكويتي منذ أزمنة بعيدة، وهي عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح في رمضان للأهل والجيران، ويتخللها أنواع كثيرة وأصناف متنوعة من المأكولات الطيبة والشهية من الأكلات الشعبية وغالباً ما تعدّ في رمضان.

Ad

واليوم وبعد هذا التطور والتقدم والتكنولوجيا فإن هذه العادة التراثية ذات الصبغة الكويتية ما زالت قائمة، وما زالت دواوين أهل الكويت ومؤسسات المجتمع المدني بشتى أطيافه تقيم هذه الغبقة في شهر رمضان المبارك من كل عام. ومنذ سبع سنوات ظهرت غبقة رمضانية بطابع مختلف عما اعتاد عليه أهل الكويت، غبقة دسمة في علومها وفكرها، دسمة في العروض التي تزين فعالياتها، دسمة بجمهورها وروادها، إنها غبقة المدربين الرمضانية. هذه الغبقة طرح فكرتها ونفذها الأستاذ محمد المعتوق، الذي آل على نفسه أن يجمع كل من له علاقة بالتدريب والتنمية البشرية من مدربين وخبراء بالتدريب وشركات تدريب في غبقة فكرية علمية تدريبية على مدى يومين،

وأصبح لهذا التجمع للسنة السابعة موعد ثابت من كل عام، يشارك فيه نخبة كبيرة من رواد التدريب في الكويت بشكل خاص، وتطور الأمر ليصل إلى مشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي على المستوى الشخصي كمدربين لهم إسهامات في فعاليات الغبقة، أو حضور جماهيري متشوق للاطلاع على آخر المستجدات في التدريب الموجودة في منارة التدريب في الخليج ألا وهي الكويت، كما لم تخلُ المشاركة الخليجية من وجود شركات ومعاهد للتدريب، لتقدم خدماتها للجمهور الكويتي، واستقطاب المدرب الكويتي لتقديم ما لديه في دول الخليج.

هذه السنة قدمت الغبقة فعالية جديدة لم تقدم من قبل، قدمت للجمهور معرض المدرب المؤلف، الذي من خلاله قدم مجموعة من المدربين مؤلفاتهم في مجال التدريب وغيرها، وقاموا بتسليط الضوء على تلك المؤلفات للجمهور.

الغبقة الرمضانية للمدربين فاقت كل المقاييس، وأصبحت حديث كل من له علاقة بالتدريب من مدربين أو شركات أو معاهد حتى الجمهور، وهذا الجهد الجبار بلا شك خلفه جنود وشباب أعدوا وثابروا وتعاونوا لتصل الغبقة إلى ما وصلت إليه.

شكراً لكل من ساهم في إنجاح هذه الغبقة، وشكراً لكل من قدم إسهامات جليلة لإثرائها، وشكراً لكل من حضر من الجمهور، ونتمنى أن تستمر هذه الغبقة ومثيلاتها، ليلتمّ شمل أبناء الكويت، ولتعم الفائدة على الجميع.