وهكذا بعدما أبكى كل فارس على الأمير {عمر اليوناني} وودعه الجميع، دفنوه في التراب وعادوا وهم في غاية الحزن، وتفرقوا إلى خيامهم ليناموا تلك الليلة إلى الصباح، وكان الفرح كما تقدم شاملاً معسكر الأعجام، ما عدا الوزير {بزرجمهر}، فإن حزنه كان أشد من حزن الجميع وهو ينتظر أن يأتي إليه {عمر العيَّار} ليعرض عليه واقعة الحال، ويعرفه بحيلة {طاووس} لأن العرب لم يروا قتل الأمير {حمزة} بحربة، بل ظنوا خطأ أنه قتل بالرمح.

Ad

وفي صباح اليوم الثاني، ضربت طبول الحرب والقتال، وخرج العساكر يتسابقون إلى ساحة المجال، وقبل أن يتم انتظام الفريقين سقط {تركي طاووس} وسط المجال، وقبل أن يفتل العنان فاجأه الأمير {سعد الطوقي} وصدمه صدمة جبار، وحمل عليه وهو ينادي بأخذ الثأر، فتلقاه وأخذ معه في الضرب والطعن والمصادمة والجولان فهمهما ودمدما وأكثرا من الصراخ والصياح والمطاعنة بالرماح.

وكان الأمير {رستم}، نجل الأمير {حمزة البهلوان}، عزم على المبارزة، فسبقه أخوه {سعد الطوقي}، وبدأ القتال والنزال، حتى تحطمت في أيديهما الرماح، فعمدا إلى البيض الصفاح، وقد زاد الأمير {سعد} على خصمه، لذلك لجأ {طاووس} إلى الحيلة، فشد في رجله الركاب، واندفعت حربة من الجعبة ووقعت في صدر الأمير {سعد} فمزقته، ووقع على الأرض يتخبط بدمائه.

 فلما رأى العرب ذلك، عظمت عليهم الأحوال فصاحوا، على غير هدى، وارتموا على الأعجام وكان {تركي طاووس} تأخر في الحال وغطس بين قومه حتى جاء {كسرى}، وقال له: {أنت ركن دولتي وعزها لأنك قتلت من العرب ركنين عظيمين، فإذا قتلت الباقين انحلت هذه العصبة وتفرقت ورجع إلينا مجدنا وظفرنا بأعدائنا}.

وكان الأمير {رستم} يرغي ويزبد ويصيح وينادي ويطعن في صدور الأبطال ويقول الثأر الثأر، بعدما شاهد أخاه {سعد}، ورأى النساء وقد أقمن النواح، وكان أشدّ الكل نوحاً {لوعة القلوب} أم الأمير {سعد}، فقد مزقت ثيابها ووضعت التراب على رأسها، وسودت وجهها، وجرت الدماء من خديها لكثرة ما لطمت عليهما، وقد رثته بقول من قال:

يا قضيباً ذوى وكان نضيراً

ما رأينا الغداة له نظيــراً

أظلمت بعده الديار وقد كان

سراجاً بها وبدراً منيـراً

ثم اجتمع فرسان العرب وأخذوا يتشاورون في أمرهم، فقال لهم {الأندهوق بن سعدون}: {هذه الحالة مما تشين بنا وتلقينا بالعار لأن أولاد الأمير حمزة يُقتلون واحداً بعد واحد، وإذا جاءنا الأمير {حمزة} ورأى أن أولاده قتلوا ولم يبق منهم واحد، ماذا يا ترى يقول عنا، ألا ينسبنا إلى الجبن والخيانة، ويقول إني أمنتكم على أولادي فتهاملتم بهم ولم ترفعوا عنهم ثقل الحرب؟}.

{هارون} يقتل {طاووس}

قال الراوي: {وقرر العرب المجتمعون، أن يمنعوا الأمير {رستم} من الدخول في مبارزة طلباً لثأر أخيه، بأن يبرز واحد منهم لمبارزة قاتل {سعد}، إلى أن يسمح الله بالنصر أو يعود إلينا الأمير أو نقتل {تركي طاووس}، فيما الأمير {رستم} أقسم أنه في اليوم الثاني سيأخذ لنفسه بالثأر من قاتل أخويه، وهو يعضّ أصابعه ندماً كيف تركهما يبرزان إلى ساحة القتال وهو حي}.

ولما جاء الصباح نهض العرب وركبوا خيولهم وتقدموا إلى ساحة القتال، وفي الأول، ظهر الأمير {رستم} وقد عزم على المبارزة، وإذا بالفرسان قد داروا به من كل مكان، وقالوا له: {تمهَّل فإننا لا ندعك تبرز قبل أن تصغي إلينا، لأننا لا ندعك تبرز ما دام فينا رمق حياة، فمتى فنينا عن آخرنا فأفعل حينئذ ما أنت فاعل}.

هنا قال الأمير {رستم}: {الجمرة لا تحرق إلا مكانها، فدعوني وشأني ولا تلزموني بأن أشهر حسامي ضدكم، فقد أقسمت بالله العظيم أن آخذ ثأري بيدي}. وظل العرب يتحدثون إلى الأمير الغاضب، و{تركي طاووس} يصول ويجول ويشتم العرب ويطلب إليهم أن يبرزوا إليه، وحينئذ لاح غبار من جهة البر.

ثم قال {السلطان قباط} لـ {الشاة ذئب} بن {عمر العيار}: {انطلق إلى ناحية هذا الغبار واكشف لنا ما تحته من الأخبار، ولا تطل علينا الانتظار، عسى أن يكون تحته أبي الأمير حمزة}، فانطلق {الشاه ذئب}، وبعد قليل رأى أباه مقبلاً نحوه، فسلم عليه ورآه لابساً السواد، فسأله عن ذلك فقال له: {اعلم يا أبتاه أن الدهر قد جار علينا ولم يرض أن يبقينا في هناء، فقد قتل الأمير {عمر اليوناني} وقتل بعده سيدي ومولاي الأمير {سعد الطوقي} وتراني في حزن شديد عليهما}.

 بكى {عمر العيَّار}، مساعد الأمير حمزة البهلوان، وكر راجعاً إلى أخيه، وكان العساكر المقبلون هم عساكر {هارون}، البطل المجنون، وقد جاء ومعه الأمير {حمزة البهلوان}، ولما وصلوا من حلب لاح لهم العساكر من بعيد، فأرسل الأمير حمزة أخاه يكشف له الأخبار، وإذا كانوا في حرب يعود إليه في الحال ويلقي بالأعداء إلى حجر الفناء.

سار {عمر العيار} وعاد إليه ومعه ابنه {الشاه ذئب} وهو يلطم خدّيه ويحث التراب على رأسه ويبكي وينوح، فخفق قلب الأمير حمزة وقال له: {ويلك... ماذا صار... أخبرني بالحقيقة فقد هددت ركني}، فقال له: {وأي ركن أعظم من هذا الركن، لقد هُدَّ ركنك في الحقيقة وقُطع ساعداك وجار عليك الزمان ورماك بالمصائب والأحزان، لقد قتل عمر وسعد وانقضى الهناء والسعد}.

فلما سَمع الأمير حمزة هذا الكلام، شعر كأن سهماً فتاكاً أصاب فؤاده فصاح من شدة الغضب، وعول أن يرمي بنفسه إلى الأرض، وإذا بهارون قبض عليه وقال له: {هدئ روعك أيها الأمير، الآن وقت أخذ الثأر لا وقت البكاء والنواح، فهذا عمل النساء ولكل مقام مقال، فتجلّد الآن وأظهر الصبر، وسر إلى وسط المعسكر، قبل أن يبرز إلى هذا العاتي المحتال أحد من أولادك أو قومك فيقتل وتزيد المصيبة ويعظم الخطب}.

حمزة يبكي ولديه

هنا، أطلق حمزة لجواده العنان، حتى وصل إلى ساحة القتال، ورأى {تركي طاووس} على ما تقدم، فعول أن يبرز إليه ويأخذ منه بثأره، وإذا بـ {هارون} يمسكه ويقول له: {لا تفعل يا حمزة، فإنك إذا برزت إليه لحقت بابنيك، لأن له آلة خداع يحتال بها على الفرسان، فأشكر الله أني جئت معك، لأني أعرف دواء هذه العلة وحرابه لا تنفذ فيَّ، كوني متدرعاً بدرع من الذهب مطلسماً لا تنفذ فيه هذه السهام}.

وفجأة، تقدم {هارون} وصدم {طاووس} خادم {كسرى أنوشروان}، صدمة الآساد، وانحط عليه كأنه طود من الأطواد، وقال له: {ويلك يا {طاووس} هل تمادى بك الأمر حتى قتلت ولدي أمير العرب وفارسهم، وما حسبت لبطشه وعظمته حساباً، فها قد بعثني إليك لأقبض روحك من بين جنبيك وأجازيك على مكرك وخداعك بالقتل والإعدام}.

وهنا ضرب {هارون} المجنون صديق الأمير حمزة البهلوان، {تركي طاووس} خادم {كسرى}، فشقه إلى نصفين، وصاح الأمير حمزة: {لا شلت يداك}، وأطلق لجواده اليقظان العنان فانطلق كأنه النجم وهو ظمآن إلى شرب دماء الأبطال، فجعل يضرب في الأكبدة، فيخرجها على أسنة رماحه وينفر من بين يديه الأبطال عند سماعهم شديد مناداته وصياحه، وكذلك فعل ولده الأمير {رستم}.

في هذه اللحظات، نظر {كسرى} و{بختك} ما حل بـ {تركي طاووس}، فانفطرت مرارتاهما، ولما سمعا صوت الأمير حمزة وقع الرعب في قلبيهما، فأمر الخدم والحراس أن يرجعوا بهما إلى آخر المعسكر، وقد تيقن {كسرى} أن حمزة و{رستم} لا يرجعان عن القتال حتى يدركاه، فقصد أن يكون في آخر معسكره، فينجو بنفسه من هناك، ودامت الحرب قائمة، وقد وقع البلاء بفرسان العجم وحل بهم الفناء والعدم.

ولما نظر {كسرى} إلى هذه الحالة، دخل البلد وأمر أن يدخل خلفه الفرسان، فجعلوا يدخلون وعساكر العرب يضربون في أقفيتهم وقد أهلكوا منهم الجموع، وتركوا جبالاً من القتلى مكومة حول المدينة، ولا يزال هذا العمل حتى دخل من بقي من الرجال حياً إلى داخل الأسوار، وأقفلوا الأبواب وحاصروا من في الداخل، وحينئذ رجع الأمير وقد شفى غليله من الأعداء.

وعند وصول الأمير حمزة إلى معسكر العرب، نزل عن جواده وحث التراب على رأسه وصاح: {واولداه لقد غدرت بكما أيدي البين وأنا غائب ولم تسمح لي الأيام أن أشاهد مصرعكما، قد هد ركني وضعف حيلي وفقدت قوتي وتقطع أمل حياتي واتصل حبل بلائي وشداتي بقتل عمر الذي كان غوتي وعهدي وأصيب سعد الذي كان أملي وقصدي}.

كانت نساء القبيلة خرجن للقاء الأمير، بثياب السواد وهن نائحات باكيات فزدن حزنه، وقال لهن: {ألا فأبكين أيتها النسوة فلا دمعة تنشف، لكن ولا حرقة تطفي من فؤادكن لا تبكين عمر وسعد، فعلى من تبكين وقد حق للصخور أن تسيل ماء حزناً وللجوامد أن تذرف دموع يأس}، وأنشد يرثي ولده سعد وهو يبكي ويلطم على خديه.

العرب يشترطون

وتجدد الحزن على قبر عمر وسعد، فما بقي فارس إلا بكى وناح وأنشد الأشعار ولا امرأة إلا وحثت التراب على رأسها، وبكت ومزقت ثيابها وفعل رستم على أخويه أشد الأحزان، وصرف الأمير على قبر أولاده مدة ثلاثة أيام، وهو على تلك الحالة، وفي اليوم الرابع أمر أن يؤتى بالأغنام والجمال وتذبح على الضريح، فذبح ألوف من النوق والفصلان ونحوها، من ثم عاد الأمير وهو أشبه بالمجانين، وقد أخذ الحزن منه موضعاً عظيماً وفعل فيه فعلاً ذريعاً. وبعدما استقر السلطان في إيوانه أخذ فكتب إلى كسرى كتاباً يقول له فيه: {بسم الله الواحد القهار خالق الليل والنهار، له وحده الإرادة والخيار، يحيي من يريد ويميت من يختار فهو على كل شيء قدير}.

من الملك {قباط} ملك العرب وسلطانها إلى الملك {كسرى أنو شروان}، لقد كفى أيها الملك ما جرى بيننا وبينكم من الحروب والخصام والقتال الذي قتل فيه أعز الناس عندنا وعندكم، ونحن نطلب إليك، في كل مرة، أن تسلمنا {بختك} الوزير لنأخذ منه بثأرنا، ولا نترك له حياته وإرادته يفعل الشر ويعمل على عداوتنا وهلاكنا، فنعود إلى الحرب وترجع العداوة بيننا، إذا تخلينا، وهذا تعرفه أنت كما نعرفه نحن، فدبر في صالح بلادك وخير العجم وأفدِ الرجال والبلاد بدم هذا الخبيث المحتال، فإذا سلمتنا إياه وقع الصلح بيننا وارتفع الخصام وسرنا إلى بلادنا، وكانت دولة العرب منفصلة عنكم فتقيمون في بلادكم ونقيم في بلادنا، وإلا إذا ما سلمتنا {بختك} جرنا عليك وأخذنا بثأرنا منك ومن بنيك وأعيان قومك وأنزلناك عن كرسيك وجلسنا عليها، وأنت تعرف أن سلطنة العرب قد اشتد أزرها وقويت كل القوة، وصار لديها من الأبطال والفرسان ما تحاربهم إلى آخر الزمان، فضلاً عن أبي الأمير {حمزة العرب}، وأنت تعرف بأسه وسطوته ومحبته في قلوب العرب، فإنه لا يرضى أن يرجع إلا برأس {بختك} وهو لا يكل ولا يمل ولا يأخذه ضجر من الحرب ولا تلوي الحوادث همته فهاك ما يزيد والسلام}.

ولما وصل الكتاب إلى {كسرى} دفعه إلى {بزرجمهر} فقرأه وسمعه الجميع ولا سيما {بختك} الوزير، كان حاضراً وصار يرتجف عند سماعه كلام العرب وغايتهم، وأنهم يرضون إلى حسم هذا الأمر برأسه، حينئذ التفت إليه الملك {كسرى} وقال له: لقد سمعت يا {بختك} ماذا يريد العرب، وماذا يطلبون في ما تجيب، فإنهم مصيبون وأني كنت لا أظن أنهم يرضون بك، بعد قتل ابني الأمير قد تساهلوا تساهلاً عظيماً وتنازلوا إلى الحد الأخير، وتراني قد عزمت كل العزم على تسليمك لحسم النزاع وراحة البلاد، فبكى بختك وقال: {إني أحزن يا سيدي لا على نفسي ولكن على بلادك وعليك، لا أعلم ماذا يصيبك بعدي وقد اختبرت العرب وعرفت مقاصدهم وغاياتهم وأعجب كيف تصدقهم}.

وكان الوزير {بختك} قال لـ {كسرى} ملك الفرس: {إذا أردت أن تسلمني فإني أطيع ولا أعصي، وقبل كل شيء أريد أن أسألك سؤالاً واحداً تختبر به صدق العرب، فإذا أجابوا أفعل ما شئت وإذا امتنعوا ترى عين الإصابة في كلامي}.

سأل الملك: {وما ذلك؟}. قال {بختك}: {أرسل إلى سلطان العرب جواباً واكتبه وقل له إننا ما قتلنا منكم بقدر ما قتلتم منا وأهلكتم من رجالنا، ومع ذلك فإني أسلمكم {بختك} تفعلون به ما شئتم شرط أن تسلمونا عوضه {عمر العيار} وزير العرب، الذي تعدى على الشرف الكسروي وأنزل من قدر سلطان سلاطين العصر والأوان صاحب التاج، فإذا سلموك ذلك تخلصت من العار فتكون أخذت حقك من الذي قتل لك مرزبانة الإلهة وتعدى على شرفك بأن جعلك تقبل يديه، وهو غير مكترث بك وتأمن في المستقبل من غائلة العرب، فإذا قتل {عمر} لم يقم العرب في ما بعد قائمة}.

قال: {إن هذا لا يمكني لأنني أعرف أن العرب لا يسلمون ولا بكبش من قطعانهم ويدافعون عنه حتى آخر نسمة من حياتهم}.

 قال: {إذا كنت تعرف ذلك فلم لا تفعل مثلهم أهل لا تسأل عن العار فيقول الناس: سلمت أعظم رجل في بلادك خوفاً من العرب، ولم تراع خدمة وزير خدم دولتك منذ سنين هو وعائلته؟}.

 فرد عليه كسرى قائلاً: {يصعب عليّ تسليمك لكني أرى العرب يحاصروننا من كل ناحية ويضيقون عليّ المدينة وأنت عاجز عن دفعهم}.

فقال بختك: {إني لا أعجز قط عن دفعهم وكما دبرت بالأمس على قتل ابني الأمير لا بد من أن أدبر على هلاك الباقين، فإذا شئت أجب العرب إلى طلبهم، وقل لهم إني بعد أربعين يوماً أسلمكم {بختك}، وقد تركت له هذه الفرصة لكي يتودع من الدنيا، ويدبر أمره، وسوف ترى في هذه المدة ما أفعل لك بالعرب وتشهد لي بذلك، وإذا في المدة المذكورة ما أنهيت العمل سرت من نفسي إلى العرب وتركتهم يقتلونني. قال الملك الفارسي: {إذا فعلت ذلك أخرجت عني هماً عظيماً وأزلت عن مملكتي عاراً لا يمحى إلى آخر الأيام، لأن حياتك عندي أعظم من كل مملكتي}.

الأمير حمزة البهلوان (7- 10) أصغر أبناء حمزة يقتل أعظم فرسان كسرى

الأمير حمزة البهلوان (6- 10) سلام محفوف بالخطر بين العرب والفرس

الأمير حمزة البهلوان (5- 10) الأمير حمزة يتزوج ابنة ملك الفرس

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (4- 10) جنود حمزة يستولون على ذخائر الفرس

الأمير حمزة البهلوان (3- 10) ابنة النعمان تحارب الأمير وتقتل أحد رجاله

الأمير حمزة البهلوان (2 - 10) حمزة يصارع الأسود في طريقه إلى {الحيرة}

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (1 - 10): ملك الفرس يفقد عرشه في {المنام}