الأسد يعفو عن «المجرمين»... وروحاني يبارك بـ «الاستقرار»

نشر في 10-06-2014 | 00:04
آخر تحديث 10-06-2014 | 00:04
No Image Caption
• 45 قتيلاً في حرب «داعش» و«النصرة»
• قطر لفرض وقف إطلاق النار
• خلاف أميركي على «المان باد»
مع تخطي عدد المعتقلين في سجون النظام السوري، بلا سند أو جرم، حاجز ربع المليون بينهم نحو 9 آلاف دون سن 18 ونحو 5 آلاف امرأة، قرّر الرئيس بشار الأسد أمس إطلاق مرتكبي الجرائم بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثالثة، التي اعتبرتها إيران بداية طريق السلام والاستقرار.

بعد نحو أسبوع من إعلان تمديد ولايته لفترة رئاسية جديدة تستمر حتى عام 2021، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفواً عاماً عن مرتكبي الجرائم قبل تاريخه، في حين أبقى في السجون عشرات الآلاف بينهم المئات قضوا تعذيباً، كان آخرهم 25 مواطناً سلمت جثامينهم لذويهم أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي، في شريط إخباري عاجل، أن "الرئيس الأسد أصدر المرسوم التشريعي رقم 22 لعام 2014 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9 يونيو 2014".

ونقل التلفزيون عن وزير العدل نجم الأحمد أن "مرسوم العفو جاء على خلفية الانتصارات التي يحققها الجيش في الميادين كافة"، مبيناً أن "مرسوم العفو استثنى جرائم الخيانة والتجسس والجرائم الإرهابية"، التي يوصمها النظام عادة بالمعارضة.

بقاء المعارضين

وسبق للأسد، الذي أعيد انتخابه الثلاثاء الماضي لولاية ثالثة أن أصدر مراسيم عفو عدة منذ بدء النزاع السوري في منتصف مارس 2011، وجميعها لم تشمل معارضيه الذين يطالبون بإسقاط نظامه، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في آخر تقاريرها، إن عددهم فاق 250 ألفاً من بينهم نحو 9 آلاف دون سن 18 ونحو 4530 امرأة، 1270 منهن طالبات جامعيات، في حين بلغ مجموع المعتقلين من الطلاب بشكل عام نحو 35 ألفاً و800 طالب.

تهاني إيران

في هذه الأثناء، تلقى الرئيس السوري برقية تهنئة بإعادة انتخابه من نظيره الإيراني حسن روحاني عبر فيها عن "ثقته التامة" بأن "سورية تسير في طريق السلام والاستقرار والوحدة الوطنية".

وذكرت صفحة الرئاسة السورية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن روحاني اعتبر أن نتائج الانتخابات "أظهرت ثقة الشعب السوري بالرئيس الأسد وعزمه للسير نحو الاستقرار والأمن والوفاق الوطني"، معرباً "عن ثقته التامة أن سورية بحكمة الرئيس الأسد تسير في طريق السلام والاستقرار والوحدة الوطنية، وستتجاوز بسلام هذه الأزمة التي فُرضت عليها، وستواصل من خلال المزيد من المشاركة الشعبية السير بقوة على طريق الوفاق الوطني وبناء اقتصادها".

وأكد روحاني في برقيته "أن إجراء هذه الانتخابات بنجاح جسّد إرادة الشعب السوري المقاوم لتعزيز حضوره على الساحة السياسية وتقرير مصيره"، مشدداً على ان "هذا الحدث المهم هو خطوة واعدة على طريق سيادة الشعب".

معارك «داعش»

ميدانياً، قتل 45 مقاتلاً على الأقل في اشتباكات بين عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) ومقاتلين من كتائب في المعارضة المسلحة بينهم "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سورية.

وأفاد المرصد السوري أمس بأن هؤلاء لقوا مصرعهم خلال اشتباكات في خشام وفي جنوب بلدة الصور بالريف الشرقي لدير الزور وفي جنوب غرب مدينة الزور، موضحاً أن "داعش سيطر على بلدة خشام بالكامل صباح اليوم (الاثنين)".

ودان ائتلاف المعارضة عمليات الإعدام الوحشية التي يرتكبها "داعش"، والتي شمل آخرها اثنين من الثوار في ريف حلب.

وأكد الائتلاف التزامه بالوقوف في وجه "الأعمال الإجرامية لهذا التنظيم الإرهابي والانتهاكات المتكررة التي يقترفها بحق الشعب السوري".

جبهة المليحة

وفي ريف دمشق، بث التلفزيون السوري شريطاً مصوراً أمس يظهر ما قال إنه تقدم للجيش السوري في بلدة المليحة، التي استعاد مقاتلو المعارضة قبل يومين السيطرة على عدة نقاط فيها بعد اشتباكات عنيفة على عدة محاور في بساتين ومحيط البلدة بالغوطة الشرقية.

ويظهر الشريط سيطرة قوات الجيش على عدد من الأبنية التي وصفها بالاستراتيجية، كما أظهر أيضاً العمليات العسكرية والقتالية التي يخوضها الجيش هناك ضد مقاتلي المعارضة.

دعوة قطرية

في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أمس مجلس الأمن إلى فرض وقف لإطلاق النار في سورية ووضع حد للنزاع الذي قال إنه يشكل "خطراً حقيقياً" على وحدة سورية.

وقال الشيخ عبدالله، في افتتاح المنتدى الحادي عشر للولايات المتحدة والعالم الإسلامي في الدوحة، إنه "بات لزاماً على المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، واجب التحرك العاجل والحاسم بإصدار قرار بوقف اطلاق النار للحفاظ على أمن وحماية الشعب السوري واستقرار المنطقة بأسرها".

وشدد رئيس الوزراء القطري على أن الوضع في سورية "يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على وقف اراقة الدماء وتشريد السوريين وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري".

«المان باد»

من جهة ثانية، تسبب "تسليح المعارضة السورية" في خلافات واسعة بين أجنحة الحكومة الأميركية، خصوصاً تسليم الجيش الحر صواريخ محمولة مضادة للطائرات "المان باد".

وأكد موقع "العربية. نت" اطلاعه على رسالة بعث بها رئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور دايان فاينستاين طلب صراحة منه ومن أعضاء الكونغرس الموافقة على تسليم أسلحة مضادة للطائرات، وربما تكون هذه الرسالة أول وثيقة تؤكد صراحة مطلب المعارضة السورية.

لكن 19 عضواً في المجلس وقعوا رسالة إلى الرئيس باراك أوباما طالبوا فيها بعدم منح المعارضة السورية "المان باد"، واعتبروا "أن هناك مخاطر لاستعمال الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات في منطقة حرب غير مستقرة".

(دمشق، طهران، واشنطن -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top