توج الكويت بلقب النسخة الثانية والخمسين من بطولة كأس الأمير في كرة القدم إثر تغلبه على القادسية 4-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في المباراة النهائية التي أقيمت مساء أمس الثلاثاء.

Ad

ظفر فريق نادي الكويت بأغلى الكؤوس بعد أن توج بطلاً لمسابقة كأس سمو أمير البلاد في نسختها الثانية والخمسين بفوزه على القادسية بركلات الترجيح في مباراة استمرت 120 دقيقة انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

تقدم الكويت عن طريق روجيرو في الدقيقة الـ61، وعادل النتيجة بدر المطوع بعدها بدقيقة واحدة.

وفي ركلات الترجيح التي ابتسمت للكويت سجل للقادسية بدر المطوع، وأحمد الظفيري، ومساعد ندا وأضاع حمد أمان، وخالد ابراهيم، في حين سجل للكويت شادي الهمامي، وعبدالله البريكي، وفهد عوض، وشريدة الشريدة، وأضاع أحمد الصقر.

وارتقت المباراة النهائية إلى مستوى مباريات الكؤوس، إذ ظلت النتيجة معلقة حتى آخر ركلة جزاء، ليثبت الكويت والقادسية أنهما من عينة الفرق الكبيرة.

الأبيض استدرج القادسية

حاول الكويت استدراج القادسية في شوط المباراة الأول لاستنزاف ما تبقى من لياقة الفريق المنهك من الدور نصف النهائي من وجهة نظر الجهاز الفني للكويت بقيادة عبدالعزيز حمادة، والتي جاءت صائبة بصورة كبيرة.

ولجأ الكويت في بداية المباراة للدفاع معتمدا على مثلث هجومي لعصام جمعة، وفهد العنزي، وروجيرو، يساندهم عبدالله البريكي، في المقابل لجأ القادسية إلى قوة هجومية بالاعتماد على مهاجم واحد هو عمر السومة، يعاونه بدر المطوع، وسيف الحشان، وبينهما فهد الأنصاري، وكيتا قاعدة الفريق الدفاعية، وذلك من أجل تسجيل هدف مبكر يربك الأبيض ويعطي القادسية الراحة المطلوبة.

ونجح القادسية في فرض سيطرته على بداية الشوط الأول، ساعده على ذلك ركون الكويت للدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، واستهل عمر السومة أول فرص المباراة الخطيرة في الدقيقة الرابعة بعد ان تلقى تمريرة من بدر المطوع على حدود منطقة الجزاء ليسدد بقوة لكن مصعب الكندري كان في المكان الصحيح وتصدى للكرة، بعدها عاود السومة تهديده لمرمى الكندري الذي أنقذ تسديدة المهاجم السوري على مرتين.

وفي الدقيقة 11 تكررت محاولات القادسية على الكويت لكن لم تسفر عن هدف في ظل صمود الكندري، بعدها تحولت السيطرة لمصلحة الكويت بعد ان تحرر أطراف الفريق عبدالله البريكي، وفهد العنزي وهو ما منح روجيرو حرية في وسط الملعب تم ترجمتها عبر كرات في عمق ملعب الأصفر ومن على الأجناب كان أخطرها الفرصة التي أرسلها سامي الصانع لعصام جمعة الذي لم يلحق بالكرة لتضيع على الكويت فرصة حقيقية لهز شباك الحارس نواف الخالدي.

واستمر الأبيض في التقدم لتضيع عليه فرصة هدف محقق في الدقيقة 33 عندما أرسل فهد العنزي كرة إلى جمعة الذي أخفق مجدداً في تقدير الكرة.

ونال نواف المطيري أول إنذرات اللقاء بعد اعتراضه بطريقة خشنة طريق روجيرو المنطلق في هجمة مرتدة، لتسير الدقائق العشر الأخيرة خالية من الإثارة باستثناء أنصاف الفرص التي لاحت لروجيرو، وعصام جمعة، وعبدالله البريكي وتصدى لها نواف الخالدي حارس القادسية بسهولة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

شوط ثانٍ إيجابي

في بداية الشوط الثاني دانت الأفضلية للكويت في ظل رغبة حقيقية منه لحسم المباراة واستغلال حالة الإرهاق التي ظهرت على القادسية بوضوح، ومن أجل ذلك ضغط الأبيض بكل خطوطه، ما منحه الفرصة للاستحواذ على الكرة لكن دون خطورة حقيقية على مرمى الخالدي، في المقابل لجأ القادسية إلى التكتل الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة.

وانطلق الشوط بهجمات للأبيض قادها فهد العنزي من الجهة اليسرى التي شكلت خطورة بالغة على دفاعات الأصفر، لدرجة أرغمت لاعب الوسط كيتا على تقديم العون إلى فهد الأنصاري الذي شغل هذه الجهة بعد استبدال نواف المطيري بصالح الشيخ الذي لعب في وسط الملعب.

واستمرت هجمات الأبيض مقابل هجمات مرتدة على فترات للقادسية قادها عمر السومة وشكلت خطورة على مرمى مصعب الكندري، ليستشعر مدرب الكويت حاجة فريقه إلى التحرر الهجومي، فدفع بشادي الهمامي على حساب جواد نيكونام الذي لم يقدم المستوى المأمول منه، لتزيد خطورة الكويت في اتجاه مرمى الخالدي.

هدفان في دقيقتين

وفي أمتع فترات اللقاء، تمكّن الكويت من ترجمة سيطرته إلى هدف التقدم، بعد أن نجح روجيرو في التسجيل إثر هجمة بدأت بتمريرة من الجهة اليمنى عن طريق شريدة الشريدة الذي مرر الكرة إلى روجيرو، لينجح الأخير في المراوغة وتسديدها قوية، ليردها نواف الخالدي ويقابلها روجيرو مجدداً في الشباك في الدقيقة 12.

بعدها بدقيقة واحدة نجح القادسية في استغلال نشوة الهدف الكويتاوي وعدم تنظيم الصفوف، والتمركز الدفاعي السيئ لقلبي الدفاع حسين حاكم وفهد حمود، لينطلق بدر المطوع من العمق بكرة "خذ وهات" مع صالح الشيخ، حتى وصلت الكرة داخل منطقة الجزاء تخطى بها حسين حاكم بحرفنة كبيرة ويسدد الكرة قوية لتسكن شباك مصعب الكندري وسط حالة من الذهول الكويتاوي والفرحة الجنونية لجماهير الأصفر.

حاول الكويت بعد هدف التعادل العودة إلى المباراة ومعاودة سيطرته، لكن من دون فاعلية حقيقية، بينما استمر القادسية في نهجه بالاعتماد على الكرات المرتدة.

وفي الدقائق العشر الأخيرة اضطر عبدالعزيز حمادة إلى استبدال روجيرو أنشط لاعبيه وأخطرهم بعبدالهادي خميس بسبب الإصابة، لكن التبديل جاء من دون فائدة تذكر في ظل تماسك دفاعي للقادسية.

وفي الدقيقة الأخيرة كاد القادسية يقتل اللقاء، إلا أن صالح الشيخ أضاع فرصة هدف محقق بعد مرور ممتاز لسيف الحشان من الجانب الأيسر وتسديد كرة من داخل منطقة الجزاء تصدى لها الكندري، لترتد إلى الشيخ الذي حاول وضعها في الزاوية ليتعملق الكندري وينقذ مرماه من جديد، ليطلق بعدها حكم المباراة صافرة نهاية الشوط الثاني بالتعادل الإيجابي، ويلجأ الفريقان إلى شوطين إضافيين.

شوطان اضافيان سلبيان

استمر الصراع دائرا بين الفريقين في الأشواط الإضافية في محاولة لخطف نتيجة المباراة، وكثف الأبيض هجماته في الشوط الإضافي الأول عبر محاولة أولى من شادي الهمامي كادت ان تسكن الشباك لولا يقظة نواف الخالدي، ورد القادسية عن طريق بدر المطوع الذي ضلت رأسيته مرمى الأبيض، الذي كاد ان يستقبل هدفاً مؤكداً من كرة عرضية من البديل الناجح حمد أمان الذي أرسل كرة بالمقاس لخالد القحطاني داخل منطقة الست ياردات سددها الأخير بغرابة شديدة في العارضة، لترتد إلى داخل الملعب ويبعدها الدفاع الذي فتح بعد هذه اللعبة من دون مبرر، وهو ما أتاح للقادسية فرصة انفراد من منتصف الملعب، ولولا تدخل مصعب الكندري لاستقبل الكويت هدفاً ثانياً، ليرد الأبيض عن طريق عبدالهادي خميس الذي سدد كرة خطيرة مرت بسلام على القادسية، وكانت هذه الهجمة سبباً في احتجاج الجهاز الاداري للقادسية على حكم المباراة علي محمود بحجة عدم احتسابه لمسة يد على خميس وعلى الكندري قبله في الانفراد الذي أنقذه من إمام السومة،  لينتهي هذا الشوط من دون جديد على نتيجة المباراة.

طرد حاكم

وفي الشوط الرابع والأخير دفع مدرب الكويت بأحمد  على حساب فهد العنزي، في حين دخل طلال العامر بديلا لعمر السومة، وسار اللقاء وسط تفوق قدساوي في ظل انطلاقات مثمرة من بدر المطوع والمزعج حمد أمان الذي تسبب في الدقيقة 108 من عمر اللقاء في إشهار البطاقة الحمراء لحسين حاكم، ليكمل الأبيض المباراة بعشرة لاعبين وتزيد معاناته بعد لجوئه للدفاع أملا في الوصول لركلات الترجيح، وهو ما تحقق بالفعل حيث احتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لمصلحة الأبيض.

عقلة يشيد بمستوى التحكيم

اشاد مدير الكرة بنادي الكويت عادل عقلة بمستوى التحكيم في المباراة النهائية مؤكدا ان اداء الحكم المحلي علي محمود كان ممتازا رغم وجود اخطاء الا انها لم تكن مؤثرة.

وأوضح عقلة ان "لاعبي الفريق كانت عليهم ضغوط نفسية كبيرة خلال الفترة الماضية لاسيما بعد ضياع الدوري في مباراة خيطان وكانوا جميعا مصرين على الا ينتهي الموسم الرياضي والابيض دون لقب وبالفعل تحقق لهم ما ارادوا وكانو رجالا على قدر من المسؤولية".

وقال ان "اللاعبين استطاعوا تحقيق الكأس الغالية التي تحمل اسم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد امير البلاد، ولم يكن الفوز وليد الصدفة انما جاء عن جدارة واستحقاق بعد الفوز على الجهراء بصف ثان اثبت للجميع ان الكويت لديه فريق آخر قادر على الفوز على عكس ما تردد لدى البعض ان الكويت غامر".

علي محمود لم يوفق

لم يكن حكم المباراة علي محمود على مستوى الحدث، وارتكب عدة أخطاء في احتساب مخالفات واضحة على الفريقين، وتساهل في أكثر من حالة مع بعض اللاعبين في توجيه البطاقات الملونة، أبرزها تغاضيه عن طرد نواف المطيري الذي تعمد إعاقة روجيري بالكوع واكتفى بإنذاره، والحال كذلك مع مساعد ندا الذي أكثر من الاحتجاجات بصورة فجة طوال المباراة، أما أبرز لقطة في المباراة فكانت عدم احتسابه للمسة يد واضحة على حارس مرمى الكويت مصعب الكندري الذي خرج من منطقته لقطع كرة انفراد صريح أمام عمر السومة واستخدم يده لذلك، وكان يستحق الطرد حتى لو لم يكن متعمداً.

المرزوق: اللاعبون أوفوا بالوعد والمدرب القادم أوروبي

أبدى رئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق سعادته الكبيرة بتحقيق اللقب الغالي، وفي تصريح له بعد انتهاء مراسم التتويج، قال المرزوق: "الجميع فاز اليوم بمصافحة سمو أمير البلاد وتشريفه لهذه المباراة".

وأضاف: "الحمدلله أننا وفقنا بالفوز بأغلى الكؤوس، ونادي الكويت لا يمكن أن يخرج من الموسم خالي الوفاض، وهذه كانت كلمة اللاعبين الذين وعدوا بالتعويض عن خسارتهم لبطولة الدوري، وقد كانوا على قدر المسؤولية والكلمة".

وكشف المرزوق أن إدارة النادي تتجه إلى إتمام التعاقد مع مدرب أوروبي جديد للفريق خلال الشهر الجاري، ملمحاً إلى أن مدرب الفريق الحالي المؤقت عبدالعزيز حمادة سيكون ضمن الطاقم التدريبي في الموسم القادم، خصوصاً بعد قبوله تولي المهمة في وقت صعب ولما قدمه مع الفريق خلال الفترة القصيرة الماضية ونجاحه في الظفر بالكأس الغالية.

هدايا تذكارية لسمو الأمير

قدم رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة المدير العام الشيخ احمد المنصور ثلاث هدايا تذكارية الى حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، كما قدم رئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق هدية لسمو الامير عبارة عن قميص الفريق طبعت عليه صورة سموه وهدية اخرى من نادي الجهراء.

أبطال الأبيض قالوا بعد المباراة

● حسين حاكم: أحيي جميع لاعبي الفريق الذين كانوا بالفعل رجالا داخل الملعب، بالرغم من النقص العددي الذي لعب به الفريق طوال الاشواط الاضافية، الابيض قاتل على تحقيق لقب محلي لتتويج المجهودات الكبيرة التي بذلها الجميع هذا الموسم وكان ختامها مسكا بتحقيق لقب العود الغالي.

● فهد عوض: لله الحمد كان ختامها مسكا، حصدنا أغلى الكؤوس، ابارك لجميع اخواني في نادي الكويت واقول هاردلك للاعبي القادسية الذين قدموا مباراة كبيرة، والجميع رابح بمصافحة سموه في نهاية المباراة.

● شريدة الشريدة: سعيد بتحقيقنا الفوز والكأس الغالية، وسعيد بتسجيلي الركلة الحاسمة بالمباراة، هذا التتويج بالكأس جاء بعد مجهود كبير بذله الجميع وكنا نستحقه كلاعبين واداريين في نادي الكويت.

● فهد العنزي: فرحتي كبيرة لا أستطيع وصفها، كنا بحاجة الى هذه الكأس الغالية لتعويض موسمنا محلياً بعد ضياع بطولة الدوري، ولله الحمد بدأنا موسمنا بلقب كأس الاتحاد الآسيوي وختمناه بلقب كأس سمو الأمير.

لقطات

● وصل صاحب السمو أمير البلاد إلى ملعب المباراة عند السابعة مساء، وكان في استقباله رئيس مجلس الأمة والوزراء ورئيس اتحاد الكرة.

● حرص رئيس مجلس الأمة والرئيس الفخري لنادي الكويت مرزوق الغانم على الذهاب قبل المباراة إلى لاعبي الأبيض للشد من آزرهم.

● كان الحضور الجماهيري جيدا، وملأت جماهير الأصفر يمين المقصورة، في وقت احتلت جماهير الكويت الجهة اليسرى، أما غالبية الجماهير في المدرج الهلالي فكانت لمصلحة القادسية.

● قبل خروج روجيرو بتبديله الاضطراري عند الدقيقة 75، ودخول عبدالهادي خميس، طلب مدير الفريق عادل عقلة من المهاجم البرازيلي أن يري الأطباء إصابته، إلا أن روجيرو رفض الاقتراب من الخط وأصر على تبديله.

● احتج الجهاز الفني والإداري للقادسية أكثر من مرة على قرارات الحكم علي محمود، خصوصاً خلال شوطي المباراة الإضافيين، واكتفى محمود بتوجيه الانذارات الشفهية فقط وطلب منهم الهدوء.

● جماهير القادسية ظلت تهتف للاعبيها بلقب الزعيم طوال شوطي المباراة.

● مهاجم الكويت التونسي عصام جمعة طلب الماء عند توقف اللعب أثناء طرد حكم المباراة لحسين حاكم، فأعطاه مدرب القادسية محمد ابراهيم قنينة الماء، وتبادل الاثنان حديثا انتهى بالضحك بينهما.