ما سبب غيابك عن الساحة الفنية؟

Ad

الأحداث السياسية؛ أصدرت ألبومي الأخير {العو{ في 10 مارس 2010، وبعد ذلك قامت ثورة 25 يناير 2011، فتوقفت عجلة الإنتاج على غرار قطاعات مصر المختلفة، لذا هذان العامان غير محسوبين من عمري، وبسبب الحراك السياسي في ظل الأحداث المتتالية في الشارع لم يكن لدينا خيال إبداعي لنقدم أعمالا فنية جديرة باستماع الجمهور إليها، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً.

ومتى بدأت العمل على ألبومك الجديد؟

في نهاية 2012 واستمر طيلة 2013، وانتهينا من تسجيل أغنياته كافة أخيراً؛ وقد توقفنا عن العمل أكثر من مرة بسبب التظاهرات والاحتجاجات في مختلف أنحاء البلد، ونجهز حالياً الحملة الدعائية الخاصة بالألبوم.

 حدثنا عنه.

يتضمن 10 أغنيات، تعاونت فيها مع الشعراء: نصر محروس، أمير طعيمة، محمد عاطف، وملاك عادل، والملحنين: محمد يحيى، رامي جمال، أحمد محيي، محمد راجح، حسين محمود، محمود عبد العزيز، ونحضر كليباً سيكون مفاجأة للجمهور.

ولماذا اخترت هذا الاسم عنواناً له؟

عندما يستمع الجمهور إلى الأغنية سيفهم موضوعها الملائم مع ألحانها وكلماتها، فضلا عن أن اسم الألبوم مجرد علامة تجارية لجذب الجمهور، كما هي الحال مع أسماء الأفلام، وأتوقع أن الألبوم سينال الاستحسان، حتى إن كنت أطلق إفيهات أو تهريجاً بأغنياتي فيكون ذلك في نطاق الأدب والاحترام.

ومتى سيطرح جماهيرياً؟

قريباً جداً.

 ألم يساورك القلق من تأثير الأحداث الجارية على نجاحه؟

بالتأكيد قلق، لكنني تابعت ألبومات غنائية لجنات، رامي صبري، رامي جمال وغيرهم، طرحت في الفترة الماضية في ظل أحداث سياسية صعبة للغاية من بينها حظر التجول، ومع ذلك حققت نسبة استماع مرتفعة.

وهل يندرج {يا واد يا سوسو{ تحت تصنيف الألبومات الشعبية؟

ينتمي إلى الشعبي الحديث وهو نوع اعتدت تقديمه باستمرار، من منظور مختلف عما يحيط بنا، أحترم فيه ذوق المستمع الشعبي.

ما أبرز مقومات الأغنية الشعبية؟

 كلمات قد تحتوي على إيفيهات من دون ابتذال أو إسقاطات، جمل لحنية شرقية مستقاة من موسيقانا وثقافتنا، ومغنٍ شعبي أصيل، مواويل، موسيقى محترمة غير بلدي.

 كيف تحافظ على مكانتك في الأغنية الشعبية؟

من خلال تقديم فن مختلف، وإلا لن أحقق حضوراً وسط كل هؤلاء الفنانين الشعبيين.

هل تقدم أعمالا لأجل الاختلاف فحسب؟

لا، إنما أحرص أن تكون ذات قيمة ومحتوى جيد، وهذا ينطبق على الفنان في المجالات كافة وليس الغناء وحده؛ إذا لم يكن مختلفاً عن بقية زملائه فلن يلفت انتباه الجمهور إلى الفن الذي يقدمه.

كيف يمكن التعرف إلى هذا الاختلاف؟

 بالمقارنة بين إحدى أغنياتي وأغنيات بقية الفنانين.

وما مظاهر هذا الاختلاف؟

المحتوى نفسه، الأفكار المطروحة في الألبومات، مواكبتها للتطور الموسيقي من  توزيع، هندسة صوت، طريقة غناء.

برأيك هل يقود الاختلاف إلى النجاح؟

مجرد تقديم عمل مختلف، بحد ذاته، يساعد صاحبه في أن يكون حاضراً بفاعلية، فإذا قدم عملاً يشبه الأعمال المطروحة على الساحة فلن يستقطب الجمهور الذي يفضل الاستماع إلى الأغنيات التي اعتاد عليها.

ما تقييمك لمستوى الأغنية الشعبية؟

تمر بأسوأ حالاتها منذ 15 عاماً، ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى الأصوات الرديئة التي يقدم أصحابها أغنيات مبتذلة، وفيها إيحاءات لتحقيق الانتشار. أدعو الله أن يسامحهم لأنهم لم يسيئوا إلى الفنانين الشعبيين فحسب، بل إلى الأغنية الشعبية عموماً، كمعنى يعبر عن ثقافتنا وهويتنا، لأن الفن الشعبي أحد أهم موروثاتنا الثقافية.

كيف يمكن الارتقاء بها؟

الأمر الأهمّ أن يتمتع مغنيها بصوت متمكن في الغناء، وقادر على تقديم الأنواع الغنائية بكفاءة واحدة، وبالقوة نفسها.

 

هل تزيد كثرة الفنانين الشعبيين من حدة المنافسة بينكم؟

لا أرى أنهم كثيرون على الساحة، وكون أي فنان يقدم أغنيات بسيطة يطلق عليه الجمهور لقب {فنان شعبي} أو يطلق هو على نفسه هذا الوصف، فهذا يرجع إليه، لكنه برأيي غير صحيح.

كيف يمكن تصنيفه إذاً؟

إذا جاملناه نطلق عليه لقب {فنان بلدي}، لأنه يقدم غناء {بلدياً} وليس {شعبياً}. بالنسبة إلي، لا يتخطى الفنانون الشعبيون الحقيقيون أصابع اليد.

برأيك ما سمات الفنان الشعبي؟

أن يكون صاحب ثقافة واسعة، لأنه يستقي ثقافته ليس من الكتب فحسب، إنما من الشارع أيضاً، وهي ثقافة الحكم والمواعظ والأمثلة الشعبية، ويتابع تطورها لأنه يقدم غناء {شعبياً} وهو معنى شمولي أتى من الشعبوية والشعب؛ أي أن يستقي ثقافته من تجارب الناس وأفراد الطبقة الدنيا الذين لديهم مشاعر أكثر من الطبقات العليا؛ فهم يحبون من دون مصلحة، ويحزنون على الفراق، ولا يدبرون مكائد لأي شخص حتى إذا ضايقهم، وهؤلاء يجب أن يتحدث عنهم الفنان الشعبي في أغنياته.

ومن الفنان الشعبي الذي تحب الاستماع إليه؟

بهاء سلطان؛ فهو من وجهة نظري فنان مهم، إن لم يكن الصوت الشعبي الأهم في الثلاثين سنة الأخيرة.

ألم تقلق من توقيعك لعقد احتكار مع المنتج نصر محروس؟

لا أقوم بهذا الأمر محبة أو كُرها، لكنه أصبح عرفاً في الحياة الفنية، فإذا كان الفنان جديداً بالتأكيد سيوقع معه المنتج عقد احتكار لأنه سينفق عليه مبالغ طائلة، وحتى يسترجع هذه الأموال ويحقق مكاسب مادية أخرى يبحث عن وسيلة تؤمن له ضماناً لوقت زمني طويل، وتتمثل بوضوح في هذا العقد.

لكن ثمة فنانين يرفضون عقود الاحتكار لأنها قد تعطل مسيرتهم الفنية.

ليشرح لي أي فنان كيف يستطيع الإنتاج لنفسه في ظل الظروف المادية الصعبة التي نعيشها، وكيف سيتعرف الجمهور إليه، لذا أرى هذا العقد منطقياً وطبيعياً بغض النظر عمّا إذا كان مُرضيا أو غير ذلك.

هل تفكر في دخول عالم التمثيل؟

الفكرة واردة، وأنتظر تجربة ترضي طموحي الفني؛ إذ عرضت عليّ مشروعات كثيرة، ولكنها لن تحقق ما أريده، وسأكون سعيداً إذا ارتبط دوري بتقديم بعض الأغنيات.