ماغي بو غصن: محبّة الناس نعمة وكنز لا يفنى

نشر في 10-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 10-06-2014 | 00:02
عندما تلبس شخصيتها الكوميدية تُضحك جمهورها بشدّة، وعندما تتحوّل الى التراجيديا تكسب تعاطفه وتبكيه بقوّة. هي ممثلة صدّقت أدوارها، فصدّقها الناس، ودفعتها مصداقيتها إلى تلقّي ضربات تعنيف حقيقية في مسلسل {كفى} (كتابة طارق سويد، إخراج سيزار أبي خليل، إنتاج مروى غروب، عُرض عبر MTV اللبنانية).
بعد نجاحها في أداء قصة حقيقية لامرأة معنفة تستعدّ ماغي بو غصن،
لتصوير دور جنوني كوميدي في فيلمها الجديد Vitamine (كتابة كلود صليبا، وإخراج إيلي حبيب).
عن قصة {جحيم} من سلسلة {كفى} وفيلمها الجديد تحدثت إلى {الجريدة}.
مبروك جائزة أفضل ممثلة من راديو {دلتا} بناء على تصويت جماهيري!

شكراً، هي جائزة تعني لي الكثير لأنها نتيجة تصويت جماهيري. بأي حال أعتبر أن أي جائزة، سواء كانت جماهيرية أو منبثقة من لجنة تحكيم، تاج يُحمّلني مسؤولية أكبر تجاه مزيد من الأعمال النوعية.

تؤدين أدواراً كوميدية فتُضحكين الجمهور وتؤدين تراجيديا فتُبكينه، ما سرّ قدرتك على السيطرة على عواطفه بسهولة؟

عندما يصدّق الممثل ما يؤديه ويعيش الحالة بصدق، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية، يقتنع الآخرون بشخصيته ويصدّقونه لأن التمثيل، بكل بساطة، هو عدم التمثيل.

{جحيم} سلسلة من حكايات {كفى} عن تجارب حقيقية لنساء معنّفات، أخبرينا عن دور {سحر}.

للأسف، هي قصة حقيقية تمنيّت لو كانت من نسج خيال الكاتب، لما تحويه من ألم ووجع. تأثر فريق العمل في فترة التصوير وبكينا بشدّة، لذا أوجه تحية من القلب الى طارق سويد، الكاتب المبدع والحسّاس الذي أعطانا دافعاً كبيراً لنشعر بالنص الذي ننفذّه، وهو حمل الأمانة بصدق كما فعلنا نحن، لذا وصلت القصة بواقعيّتها إلى الجمهور من دون تزّلف.

هل خرجت بسهولة من هذه الشخصية؟

أنا معتادة على الخروج من الشخصيات عند كل فاصل بين مشهد وآخر، إنما للمرة الأولى، عجزت عن الخروج من الشخصية، فكنت استمرّ بالبكاء بعد انتهاء التصوير. في الحلقة الأخيرة، وجهّت رسالة إلى النساء المعنفات وقلت لهنّ: {إذا تألمت إلى هذه الدرجة كممثلة، فكيف الحال بالنسبة إليكن؟}. سببت لي هذه الشخصية ألماً وحزناً وكآبة، ولم أستطع التخلي عنها بسهولة بعد العودة إلى المنزل.

هل انعكس هذا الأثر العاطفي خوفاً على مستقبل ولديك؟

طبعاً، فكّرت بأنني لن أسمح بزواج ابنتي مستقبلا، لئلا تتعرض لمكروه من هذا النوع، إنما لا تخلو الحياة من أشخاص خيرين. ولو كان والدا {سحر} صالحيْن لعادت إليهما طلباً للحماية. لذا لا تقتصر التوعية على تشجيع المرأة المعنفة على مغادرة منزلها الزوجي، بل توعية الأهل، أيضاً، على ضرورة احتضان أطفالهم ومنحهم الحب والحنان، لئلا يهربوا نحو شريك غير مناسب. وإذا حصل هذا الأمر، يجب دعمهم والدفاع عنهم بدلا من انكارهم. شخصياً، اذا اختارت ابنتي، لا سمح الله، شريكاً غير مناسب، فلن نقفل الباب بوجهها، بل سنعتبرها ساعة تخلً، ومن واجبنا زوجي وشقيقها وأنا أن نحضنها، لأننا أحياناً ننخدع بأشخاص نراهم أمراء فيتبين لاحقاً أنهم سفلة.

 

لماذا طلبت من طوني عيسى الذي يؤدي دور زوجك أن يضربك بشكل حقيقي لا تمثيلي؟

لو كانت القصة خيالية لما قبلت بذلك، إنما شعرت بأنه لا يجوز المتاجرة بهذه المرأة التي ترانا من العلياء حيث ترقد الآن، وربما يتابع ابنها المسلسل أو أحد معارفها ومن ظلمها، لذا أردت توجيه رسالة حقيقية عن معاناتها.

هل أثر الأداء الحقيقي في الجمهور فحقق المسلسل نسبة مشاهدين مرتفعة؟

صحيح، شعر الجمهور بأن أداءنا حقيقي لا غشّ فيه، فحقق المسلسل، رغم قساوة مشاهد التعنيف، نسبة مشاهدة مرتفعة وحصد ردود فعل إيجابية، حتى أن أحد المشاهدين قال إنه شعر كأنه يتفرّج من النافذة عمّا يحصل في منزل الجيران.

 

هل تفكرين بمشروع اجتماعي لدعم المرأة؟

بصراحة، أنا مستعدّة للمشاركة والدعم، إنما لا أستطيع إطلاق مشروع اجتماعي جديد لأن مسؤوليات كثيرة ملقاة على عاتقي، ومنها فيلمي السينمائي الجديد الذي أتفرّغ له راهناً.

كيف ترين واقع المرأة في الدول العربية؟

جيّد لأنها تثبت نفسها تدريجياً وتتبوأ أعلى المراكز السياسية والعلمية والفنية، لكننا نحتاج إلى حقوق كثيرة، منها ما تنادي بها جمعية {كفى}، إذ لا يجوز أن تعيش المرأة في منزلها سلعة مسلوبة المشاعر والعطف، فيما يعتبر زوجها أن من حقّه ضربها تحت عنوان {التأديب}، من هنا يجب أن يكون للاغتصاب الزوجي عقاب أيضاً. برأيي عندما تكون المرأة معنفة في منزلها لا تستطيع الإبداع والعطاء في عملها ومحيطها الاجتماعي، لذا من الضروري تحسين القوانين المعنية بحقوقها.

أديت دور المرأة المعنفة في {ديو الغرام}، لكنك لم تتأثري إلى هذه الدرجة.

صحيح، لأن {سحر} متروكة من دون طاقة أمل أو متنفّس، بينما بطلة {ديو الغرام} مطربة لديها قدرة مادية ومعنوية، فضلا عن وجود من يحيطها بعطف ويدعمها.

تصفين كل دور تؤدينه بـ{دور العمر}، ما السبب؟

لأنه يحتاج الى كل طاقتي ووقتي ومجهودي وإحساسي ولا يجوز التساهل بأي شيء. فنجاحي ومحبة الجمهور ليسا دافعاً للتساهل بأي عمل جديد، لأن التساهل  يعرّضني  للسقوط، خصوصاً أن الجمهور حكم لا يرحم، لذا أندفع بسبب خوفي من الفشل والتراجع، إلى وضع طاقتي كلها في كل دور جديد.

تبدو الأدوار التي تؤدينها كأنها مكتوبة لك، فلا يمكن تخيّل ممثلة أخرى فيها، ما السبب؟

بداية أعتبر أن هذه مجاملة كبيرة وجميلة، أسمعها دائماً من أشخاص يتساءلون عما إذا كانت الشخصية التي أؤديها تمثّل واقعاً أعيش فيه، علماً ألا تشابه في أدواري، ولم أقدم قصتي الحقيقية في أي عمل. ولكن ربما يراني الجمهور حقيقية في الأداء وصادقة، فيظن أنني أمثل شخصيتي الحقيقية.

ربما عيشي الشخصية بجوانبها كافة، سواء في الثياب أو الماكياج أو الشعر، مثل دوري في {آخر خبر} كـ}حسن صبي} حينما قصصت شعري الطويل وارتديت ثياباً صبيانية، ولم أضع ماكياجاً، يضفي مصداقية تقرّبني من جمهوري وتجعلني أصدّق الشخصية عندما أنظر إلى نفسي في المرآة.

سينما ورمضان

أي صورة ستقدّمين في فيلم Vitamine مع كارلوس عازار؟

سأطل بصورة المرأة المجنونة، إذا جاز التعبير، هو فيلم رومانسي كوميدي يحوي بعضاً من التشويق، ودوري فيه مختلف عن Bébé ويشكّل تحدياً جديداً لي.

هل تعوّلون على نجاح Bébé للانطلاق بـ Vitamine خصوصاً أنه من توقيع الكاتب والمخرج نفسيهما؟

ننطلق من الصفر، بدءاً من النص مروراً بالأداء وفريق العمل والتمارين. إنما من المؤكد أننا سنقّدم نوعيّة أفضل ليتوّج نجاح Bébé فلا يكون أقل مستوى منه، خصوصاً أنه سيثبّت قدرتنا على تقديم سينما حقيقية.

هل سيكون دوراً مركبّاً وصعباً؟

لا أظنّ أنه سيتطلب مني تمارين مكثفة مثلما حصل في Bébé، لأن ثمة نواحي تشبهني في هذه الشخصية، لكن تبقى كلمة الفصل للمخرج ايلي حبيب الذي أسلمه ذاتي كممثلة، لإيماني برؤيته الإخراجية.

 هل اكتمل طاقم العمل؟

ليس بعد، تأكد حتى الآن، إضافة إلى كارلوس عازار، فؤاد يميّن وميّ سحّاب والممثلة السورية شكران مرتجى.

يضمّ الفيلم خليطاً عربياً، هل تمهدون لعرضه في الصالات العربية؟

مثلما عرضنا فيلم Bébé  في صالات عربية سنفعل مع Vitamine.

كيف ترين الثنائية مع كارلوس عازار؟

رائعة لذا أتوقع أن تكون النتيجة جميلة، خصوصاً أنه نجم محبوب، وشخصياً أحبّ كيفية تعامله مع الآخرين خلف الكواليس وأمام الكاميرا.

هل ستقدمان {ديو} غنائياً في الفيلم؟

بصراحة لم يتقرّر هذا الموضوع نهائياً بعد.

ثمة وفرة في الأعمال السينمائية تزامنت مع Bébé، ما رأيك فيها؟

منافسة شريفة تدفعنا إلى القلق الإيجابي المستمر لتقديم عمل نوعي والاستمرار في العطاء، إحساس جميل وأفضل من أن نكون وحدنا على الساحة من دون أي منافسة إيجابية بيننا وبين الآخرين.

انتهت الاستعدادات للدراما الرمضانية، هل ستطلين في عمل ما؟

سأكون منشغلة بتصوير الفيلم، وبعده ثمة عملان دراميان، أحدهما مع {مروى غروب} والآخر مع شركتي {الصبّاح} وeagle films، إنما لا يمكن الإفصاح عنهما راهناً.

منذ مسلسلي {آخر خبر} و{ديو الغرام}، لم تقدمي جديداً في شهر رمضان، لماذا؟

لا أركزّ على ضرورة عرض أعمالي في هذا الشهر، إذ يمكن تقديم دراما ناجحة طيلة أشهر السنة مثلما حصل مع {كفى}. برأيي يُظلم المسلسل قليلا في رمضان بسبب كمّ المسلسلات المعروضة على الشاشات، إلا أن العمل الجميل يجذب الجمهور. فضلا عن أن إعادة عرض الأعمال بعد هذا الشهر الفضيل، تفسح في المجال أمام متابعتها، وهذا أمر جيّد لأنها نتيجة مجهود وتعب من الزملاء.

ثمة إجماع على محبتك، وابتعادك عما يسيء إلى الزملاء، هل هذا مفتاح نجوميتك؟

أشكر الله لأنهما أكبر نعمة يمكن أن يحصل عليها الفنان لذا يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط بها. مشروعي كسب محبة الناس، وألا أخسر كل من يذكرني بمحبة لأن ذلك كنز لا يفنى. فضلا عن أنني لا أنجرّ إلى أي خلاف مع الزملاء بل أجرّهم هم الى الصلح، يجب أن ندعم بعضنا بعضاً.

كيف تقيّمين علاقتك بوسائل الإعلام؟

أفتخر بأنني لا أخشى من قراءة كل ما يُكتب عنّي عبر الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، وعندما أرى عنواناً يحمل اسمي أقرأ النص بفرح، لأنني واثقة بأنها أمور إيجابية كوني مرتاحة الضمير. من جهة أخرى، أحب قراءة النقد البنّاء لأنني اعتبر أنني بحاجة إلى اجتهاد مستمر وتطور دائم بهدف التقدّم وأن نصبح ممثلين اقوياء.

 

back to top