أناقة
لقد وصل المواطن العادي في منطقتنا العربية إلى درجة مرعبة من التوحش واللا أخلاقية في التفكير مدفوعاً، ليس فقط بانحطاط قيمة الإنسان في منطقته، ولكن كذلك بيأس خلقته الحكومات في عقله وقلبه، فلم يعد الإصلاح ممكناً إلا إذا تخلصنا من "البشر الخربانين"، فهل سنصلح ونعيد التأهيل ونستثمر ونعالج؟ من عنده العمر والصبر؟
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
ولربما مقال نصار عبدالله "أطفال الشوارع: الحل البرازيلي" الذي نشر في الجريدة الإلكترونية "المصري اليوم" يوم 20 يونيو، والذي حذفه الموقع بعد ساعات من نشره، يمثل قمة الهبوط الفكري في التعامل مع الكيان الإنساني في عالمنا الشرق أوسطي. يشير الكاتب في كتابته إلى الحملة المتوحشة التي شنتها الشرطة البرازيلية في تسعينيات القرن الماضي على أطفال الشوارع "تم من خلالها إعدام الآلاف منهم بنفس الطريقة التي يجري بها إعدام الكلاب الضالة توقياً للأخطار والأضرار المتوقعة منها"، مشيراً في بداية مقاله إلى تشابه الحالة المصرية حد التطابق مع الحالة البرازيلية ليس فقط اجتماعياً ولكن اقتصادياً كذلك، ويلمح الكاتب بشكل مباشر إلى أن الحل يكمن في قيادة سياسية قوية لربما قادرة على اتخاذ مثل هذا الإجراء والتصدي لأي أصوات تحتج عليه.لقد وصل المواطن العادي في منطقتنا العربية إلى درجة مرعبة من التوحش واللا أخلاقية في التفكير مدفوعاً، ليس فقط بانحطاط قيمة الإنسان في منطقته، ولكن كذلك بيأس خلقته الحكومات في عقله وقلبه، فلم يعد الإصلاح ممكناً إلا إذا تخلصنا من "البشر الخربانين"، فهل سنصلح ونعيد التأهيل ونستثمر ونعالج؟ من عنده العمر والصبر؟ نحن نعيش في منطقة منكوبة يمر فيها الوقت أسرع من بقية العالم، وأحياناً لا يمر عليها الوقت مطلقاً، وفي الحالتين، سواء قصر الوقت علينا أو تجمّد تماماً فوق رؤوسنا، فهو ليس في مصلحتنا، ولا يسمح لنا أن نستثمر في الإنسان، الخربان نرميه، والتعبان نركنه، والزايد نصفيه، وكل واحد يقول يا الله نفسي والبقاء للأقوى.