عقدت رئيسة تحرير مجلة «العربي» الدكتورة ليلى السبعان مؤتمراً صحافياً أمس، أعلنت خلاله أنشطة ملتقى «العربي» الثالث عشر، مشددة على أن موضوع النسخة الجديدة من الملتقى ينضوي تحت مبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بشأن القمة الآسيوية التي عقدت في الكويت.

Ad

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته إدارة مجلة العربي بفندق جي دبليو ماريوت، وتناول أهم التحضيرات والمحاور والأسماء المشاركة في الملتقى الثالث عشر لمجلة العربي، والذي سينطلق غداً تحت عنوان «الثقافة العربية على طريق الحرير».

بداية، قدمت الدكتورة ليلى السبعان شرحاً مفصلاً عن «طريق الحرير»، مبينة أن الاسم يجمع خطوط القوافل المنقولة براً، والتي انطلقت في الشرق الأقصى من تشانغآن «شيآن حاليا» لتعبر واحات وتمر بصحارى وتجتاز أنهاراً وتقف بمدن وتؤسس حضارات وتتبادل ثقافات، ويتخطى عدد المدن التي عبرها طريق الحرير 160 محطة، سواء كانت تلك المقاصد مدناً سادت ثم بادت، أو بقاعاً غيّرت أسماءها ولغاتها، وتعاقب عليها الملوك مثلما تبدلت بها الأديان.

نقاط تماس

وعن المحطات العربية في «طريق الحرير»، قالت د. السبعان إن «هناك نقاط تماس عربية، خصوصا في شمال الجزيرة العربية، إذ كان العرب -حتى قبل ظهور الإسلام- وسيطاً تجارياً مهماً بين الشرق والغرب؛ حيث كانت التجارة القادمة من الشرق (بخاصة الهند والصين) تمر ببلاد العرب عبر طريقين رئيسيين: الأول يمر بعدن في جنوب غرب اليمن بالبحر الأحمر، أما الطريق الآخر فكان يمر عبر الخليج العربي».

ولفتت إلى أن اليوم تحاول قوى صناعية كبرى ودول عريقة أن تستعيد الدور المهم لطريق الحرير في التعرف على ثقافات الآخرين، وازدهار التجارة معهم، فضلا عن استثمار فرص السلام، لهذا توجد مشروعات للربط بالسكك الحديدية بين الصين وباريس عبر محطات طريق الحرير.

وبينت د. السبعان أن الأبحاث المقدمة في الملتقى ستكون كلها حديثة وجديدة، وموضوعاتها تستحق القراءة، وفي تنوع في الطرح والفكر، «إذ نستقبل أكثر من 23 دولة ما بين دول عربية وآسوية»، لافتة إلى أننا «آثرنا أن يكون برنامج الملتقى خلال الفترة الصباحية، ليتنسنى لنا في الفترات المسائية أن نفعل شيئاً للضيوف، وأن تكون فترات حرة لمن يريد من الإعلاميين أن يجري مقابلات مع الضيوف».

نظرة إلى المستقبل

بدوره، قال الكاتب أشرف أبواليزيد: «آثرنا عند وضع هذه الجلسات الثماني للملتقى أن يدرس «الحرير» الماضي، وأن يفكر في المستقبل، ويتأمل الحاضر، فكثير من الدول الآن تسعى بطريقتها الخاصة إلى أن تنشئ طريق الحرير، فدولة الكويت كما أشارت د. السبعان بادرت بمدينة الحرير عنواناً، أو نقل وصولاً إلى المدينة الفاضلة في طريق الحرير، والتي تستعيد روح الطريق في التواصل وفي نشر الثقافة».

أما عن ملامح المشاركة فأوضح أبواليزيد أن هناك 82 باحثا ومفكرا وإعلاميا قدموا من 21 دولة يحملون 18 جنسية، وهناك 20 ورقة بحثية موزعة على 8 جلسات، بالإضافة إلى أن هناك 4 أمسيات حرة بين الفن الأصيل والسينما التوثيقية التسجيلة والروائية ومنها سهرة سينمائية على طريق الحرير، وهو فيلم تسجيلي للمخرج الهندي برامود ماتو، وسهرة موسيقية لقصائد الخيام وصوت أم كثلوم يعدها ويقدمها بشير عياد.

من جهته، قال الكاتب إبراهيم المليفي، إن «هذا الملتقي يأتي استكمالاً لندوة العام الماضي (العرب يتجهون شرقا)»، مشيرا إلى أن الملتقى سيقوم بتحديث للمدن التي مر بها طريق الحرير، معتبراً أنه يعد استكمالا لجهد مجلة العربي في الاتجاه شرقا نحو آسيا، والنظر في تجارب التحديث فيها والاستفادة كويتياً وعربياً من هذه التجارب عن طريق جسر الثقافة.

وبيّن المليفي أن هنالك العديد من الشخصيات البارزة ستحضر الملتقى منها رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن، ورئيس أمناء مؤسسة الفكر العربي سمو الأمير بندر بن خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ووكيل وزارة الثقافة السعودي د. ناصر الحجيلان، ووزير التعليم العالي الأسبق بمصر د. مفيد محمود شهاب، وعضو مجلس الشوري السعودي د. أحمد بن حسن الضبيب، وعضو مجلس الشوري البحريني خليل الذوادي.