الخروج من حالة «العَوَز»
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
يمكن أن نقول إن حالة العوز بدأت مع مصر مع نكسة 67، عندما وجدت الدولة نفسها واقعة في أتون الحرب، فوجهت كل طاقاتها الاقتصادية للخروج من هذه الحرب منتصرة، واستنزفت كل مواردها، دون أن تجد من يمد يده إليها وقتها باعتبارها خط الدفاع الرئيسي والأول عن القضية العربية، وبعد انتصار أكتوبر 1973، وجدت الدولة نفسها واقفة وحيدة، وقد نفد معظم مواردها، دون أي مساعدة تتلقاها من أي دولة. انعكست حالة العوز من هذه اللحظة على الدولة وعلى الأفراد، الذين حاول بعضهم السفر إلى الخليج للهروب من حالة الفقر والحاجة، وانعكست على الدولة التي اتخذت إجراءات اقتصادية عرفت فيما بعد بالانفتاح الاقتصادي، لكنها لم تشف الجرح، وهو ما وضع مصر في خيارات سياسية واقتصادية دفعت إليها دفعاً، لأنه لم يكن لديها البديل، وظلت حالة العوز مستمرة، مع استمرار معارك الدولة ضد الجماعات المتطرفة أواخر السبعينيات من القرن الماضي، ثم الإرهاب طول الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ومع استمرار سياسات اقتصادية داخلية لم تقدم الحل ولا البديل للحالة التي تعانيها البلاد.انعكست حالة العوز على كثير من تفاصيل الحياة اليومية، مرة في صورة فساد مجتمعي وتقنين الرشوة، وتارة في انهيار بنية التعليم والصحة، مع زيادة مطردة في السكان، وتناقص مطرد في الدخل، وهكذا ظلت مصر تدور في هذه الدائرة ولا تخرج منها.ازدادت حالة العوز منذ 25 يناير، وطوال 3 سنوات، ظلت مصر فيها تنزف اقتصادياً وسياسياً ومجتمعياً، وهو ما انعكس على حالة المجتمع والفرد، من زيادة في البطالة والفقر وارتفاع الأسعار والتضخم، وهو ما ضاعف حالة العوز.الهدف الأول في المرحلة المقبلة، هو تخليص مصر من هذه الحالة التي عاشت معها طويلاً، فما يجب أن ندركه أن المخرج الأول والرئيس من هذه الحالة التي نعيشها، هو الخروج من حالة العوز التي تعانيها البلاد، وهذا لن يتم إلا بالعمل والاصطفاف من أجل هذا الوطن، ووقتها يمكن أن نحقق ما نحلم به من مستقبل أفضل لهذا الوطن.