استقبل الوسط الثقافي المصري جوائز الدولة المصرية هذا العام بين مؤيد ومعارض، فساد جدل حول غياب أسماء عن طاولة الترشح كأحمد فؤاد نجم وزين العابدين فؤاد، والأخير صاحب القصيدة الشهيرة {مين إللى يقدر ساعة يحبس مصر}. وفي المقابل، تم استدعاء أسماء توقفت منذ فترة طويلة عن الكتابة والإبداع كالأديب مجيد طوبيا والأديب والناقد إدوارد الخراط، وجاء بعض الجوائز متأخراً مثلما حدث مع الشاعر عزت الطيري الذي قال {إنه تجاوز جائزة الدولة التشجيعية إبداعياً، وأنها تأخرت عنه 30 عاماً}، مشيراً إلى أن سبب تأخير الجائزة عنه أن جوائز الدولة تُمنح لمن له سطوة في المجلس الأعلى للثقافة، موضحاً أنه تقدم إلى الجائزة 10 مرات سابقة، وفي كل مرة يكون هو الأقرب للحصول عليها إلا أنها تنزع منه.

Ad

عبرت الفنانة نسمة عبد العزيز عن سعادتها البالغة بفوزها بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون عن كتابها {كونشير جوليفا للإيقاع}، وقالت إنها لم تكن تتوقع فوزها بالجائزة، ولذلك عندما علمت بالخبر كانت في قمة سعادتها، موضحة أن التكريم يعتبر تقديراً لمجهودها.

كتاب {كونشير جوليفا للإيقاع} أحد أبرز الأعمال المكتوبة عن الإيقاع في القرن العشرين، وهو أول كتاب في العالم العربي في هذا المجال.

جوائز واستقالة

قبل إعلان الجوائز فوجئ أعضاء المجلس الأعلى للثقافة بصعود أمينه العام الدكتور سعيد توفيق إلى المنصة وإعلان استقالته، ثم مغادرته القاعة التي انعقدت فيها الجلسة الافتتاحية، ما أثار حالة من الجدل بين الحضور، وبرر خطوته هذه بوصول رسائل عدة إليه تفيد بأنه غير مرغوب فيه منذ تولي جابر عصفور أخيراً حقيبة الثقافة، وقال توفيق لعصفور في نص الاستقالة: {يؤسفني إبلاغكم بأنني لا أرغب في العمل تحت رئاستكم بصفتي نائبا لكم أو بأي صفة أخرى تربطني بوزارة الثقافة، لذلك أعلن استقالتي من أمانة المجلس ومن مناصب أخرى منها عضويته في مجلس أمناء {بيت الشعر} التابع للوزارة}. كذلك تطرق نص الاستقالة إلى الاحتجاجات المليونية التي اندلعت يوم 30 يونيو وأنهت حكم الإخوان.

وقال توفيق: {قد يبدو في ظاهر الأمر أننا إزاء وزارة جديدة ولكن المتأمل الفطن لحقائق الأمور سيكتشف أننا إزاء نظام شكلي جديد يستخدم أدوات نظام الإخوان نفسه لإقصاء الآخرين المختلفين وتمكين الأتباع الموالين، وما أشبه اليوم بالبارحة}.

كان وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور أعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة في فروع الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والعلوم الاقتصادية والقانونية، وهي جوائز النيل، التقديرية، التفوق، والتشجيعية، بعد تصويت أُجري في مقر المجلس الأعلى للثقافة خلال اجتماعه الحادي والخمسين بحضور أعضاء المجلس وعدد من الوزراء ورموز الفكر والثقافة في مصر.

وبعد عملية التصويت التي حضرتها {الجريدة}، أعلن فوز الروائي الراحل أحمد عتمان بجائزة الدولة التقديرية في الآداب بعد حصول اسمه على 30 صوتاً، بينما فاز الروائي مجيد طوبيا في الجولة الثانية بعد حصوله على 31 صوتاً، وحصل على الجائزة الشاعر محمد أبو دومة، بعد استحواذه على 23 صوتاً.

وفي مجال الفنون، فاز كل من المخرج مجدي أبو عميرة والفنان سناء شافع والكاتب والتشكيلي عز الدين نجيب بجائزة الدولة التقديرية.

كذلك فاز كل من نبيلة إبراهيم ومحمود إسماعيل ونجوى الفوال بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، إلى جانب الدكتورة عواطف عبدالرحمن.

وفاز الفنان أحمد طوغان بجائزة النيل في الفنون، كذلك فاز الكاتب إدوارد الخراط بجائزة النيل للآداب، في حين فاز الدكتور أحمد عمر هاشم بجائزة النيل للعلوم الاجتماعية.

وفي جائزة الدولة للتفوق فاز الشاعران سمير عبد الباقي وفريد أبو سعدة بجائزة التفوق فرع الآداب، بينما فاز بها مجدي أحمد علي في فرع الفنون، وحجبت الجائزة الثانية في الفنون، وفاز كل من أحمد السعداوي ومعتز عبد الله والدكتور محمد الكحلاوي، أمين عام مجلس الأثريين العرب، بجائزة التفوق فرع العلوم الاجتماعية.

وفي جائزة الدولة التشجيعية فرع الفنون، فاز كل من الدكتور سيف الإسلام صقر عن لوحة {مشهد من القرية}، ونسمة عبد العزيز في مجال العزف، ومحمود حنفي عن مسرحية {الكروان} في مجال السينوغرافيا المسرحية، والمخرجة هبة يسري عن فيلم {ستو زاد} في مجال الإخراج السينمائي، والدكتور طارق عبد الفتاح في مجال العمارة، في حين فاز الفنان عبد الله داوستاشي عن معرض {أصل ورؤية}.

وفي جائزة الدولة التشجيعية فرع العلوم الاقتصادية والقانونية فاز كل من الدكتور عماد هلال عن كتاب {وثائق التشريع الجنائي المصري}، والدكتورة سامية عبد المعطي عن كتاب {قيم الانتماء في الثقافة المصرية}، وعلي حسن زهران عن كتاب {النقد والمال... هدم الاقتصاد الحقيقي}، ونشأت عبد العزيز معوض عن كتاب {الأزمة الاقتصادية العالمية}، فيما حجبت الجائزة الخامسة وهي عن السياسة الاقتصادية، كما حجبت الجوائز السادسة والسابعة والثامنة.

أما في جائزة الدولة التشجيعية فرع العلوم الاجتماعية، ففاز الدكتور محمد عطية خميس عن {تكنولوجيا التعليم والتعلم}، ومحمود عزت عبد الحافظ عن {دار الهلال مدرسة التنوير}، والدكتور حسن حماد عن {محنة العبث ورحلة البحث عن خلاص}، والدكتور عماد خليل عن {آثار مصر في العصرين اليوناني والروماني}.

وفي جائزة الدولة التشجيعية فرع الآداب، فاز كل من الدكتورة سارة محمد شحاتة عن المجموعة القصصية {رائحة نعناع}، ومحمود حسن علي عن كتاب {الجنوب... النظرة الأخيرة}، وعزت الطيري عن مسرحية {بحيرة الظمأ}، وأحمد طوسون عن رواية {أحلام السيد كتاب}، ومحمد العسيري عن {أغنية يناير وثوار مزيفون}، وحسام نايل عن {ضد التفكيك}، بينما تم حجب 13 جائزة.

قيمة الجائزة

يذكر أن قيمة كل جائزة من جوائز النيل تبلغ أربعمئة ألف جنيه مصري وميدالية ذهبية، وهي في فروع الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، بينما جوائز الدولة التقديرية تبلغ قيمة كل واحدة منها مئتي ألف جنيه مصري وميدالية ذهبية، ولا يجوز تقسيمها أو منحها لشخص واحد أكثر من مرة، وعدد جوائز الدولة التقديرية المخصصة 10 جوائز، ثلاث منها للفنون وثلاث للآداب وأربع للعلوم الاجتماعية. أما جوائز الدولة للتفوق، فقيمة كل جائزة منها مئة ألف جنيه وميدالية فضية، ولا يجوز تقسيمها أو منحها لشخص واحد في ذات الفرع أكثر من مرة.