عندما انطلقت في عالم الفن، كانت سعاد عبدالله صغيرة جداً في السن، وهي تدين بالفضل في ظهورها إلى الأستاذة الكبيرة والموجهة دلال بشر الرومي، كانت المسؤولة عن النشاط المدرسي في {الميدان} الابتدائية، إذ خرجت الطفلة سعاد من عباءتها.

Ad

انطلاقة مسرحية

الانطلاقة المسرحية الرسمية مع عمالقة فرقة المسرح الكويتي سنة 1963، الرواد: محمد النشمي، عقاب الخطيب، الفلكي د. صالح العجيري، عبدالله المنيس، زايد الرقم ومحمد المنيع، إذ انتسبت إلى هذه الفرقة في بداياتها. وتعتبر سعاد عبدالله أن المسرح الكويتي كان بيتها والمدرسة الأولى.  

صعدت سعاد عبدالله إلى خشبة المسرح للمرة الأولى، عندما كانت بين 13 و15 من عمرها، في باكورة أعمال المسرح الكويتي {حظها يكسر الصخر}، مع الفنانتين عائشة إبراهيم وطيبة الفرج، ونجيبة زوجة المخرج عبدالعزيز المنصور وليلى صالح التوفيق، وهي من تأليف محمد النشمي وإخراجه، عرضت في 21 نوفمبر 1964 على مسرح كيفان. جسدت فيها شخصية الأم، وأدت نجيبة دور ابنتها. شارك في المسرحية أيضاً: الفنان القدير محمد المنيع، عبدالرحمن المهنا، عيسى الغانم وأحمد العامر.

وتذكر سعاد عبدالله، أن النص لم يكن مكتوباً بالكامل، وأنها لم تكن خائفة من مواجهة الجمهور أو الإحساس بالمسؤولية، لأنها كانت في سن صغيرة، لكن بعد النضج الفني تنتابها حالة من الخوف أي حرص ومعاناة في الظهور على الهواء ومواجهة الجمهور.

ولم يسمح النشمي لهن بالإضافة أو الخروج على حواراتهن، مشيرة إلى أنه كان بمنزلة الأب، ومنحهن غرفة خاصة في المسرح الكويتي فيها «بشتخته»، مشغل أسطوانات الحجر.

ديوانية التلفزيون

شاركت سعاد عبدالله ومعها عائشة ابراهيم وبهية الشاعر وطيبة الفرج في برنامج «ديوانية التلفزيون» (1963)، من إعداد محمد النشمي وتقديمه. فكرته عبارة عن بيت فيه ديوانية، صاحبها النشمي، ورواد الديوانية أعضاء فرقة المسرح الكويتي مثل د. صالح العجيري، يستضيف صاحب الديوانية فنانا أو مبدعاً يزور الكويت في حقبة الستينيات من القرن الماضي ليحاوره، إن كانت سيدة يدخلها على النساء، ومن بين الفنانات اللواتي استضافهن الشحرورة صباح.

بعد ذلك، شاركت في ثاني أعمالها المسرحية «بغيتها طرب صارت نشب» مع فرقة المسرح الكويتي، من تأليف محمد النشمي وإخراج ثامر السيار، عرضت في 3 مارس 1965 على مسرح كيفان، وشاركتها البطولة أسماء بارزة مسرحياً في ذلك الوقت، من بينها: عبدالرحمن المهنا، عيسى الغانم، أحمد العامر ووجوه نسائية.

اغنم زمانك

في 20 أبريل 1965 انتقلت سعاد عبدالله للعمل مع «فرقة المسرح العربي»، وشاركت في مسرحية «اغنم زمانك» من تأليف عبدالحسين عبدالرضا، إخراج حسين الصالح الدوسري، على مسرح كيفان، وجسدت شخصية «سارة». شارك فيها: عبدالحسين عبدالرضا، عائشة إبراهيم، خالد النفيسي، محمد جابر (العيدروسي) وصالح حمد (امبيريج).

وتزامناً مع تلك الفترة شاركت عبدالله في أعمال درامية لمصلحة تلفزيون الكويت أيام البث بالأبيض والأسود، من بينها: «شاي الضحى» مع عائشة إبراهيم وطيبة الفرج وليلى صالح، «الاحتقار» «كلمات متقاطعة» تأليف عبدالعزيز السريع، إخراج حمدي فريد، تمثيل صقر الرشود، وكان العمل سابقاً لعصره، يتمحور حول إحساس زوجين بالملل من حياتهما، ويبدأ كل واحد منهما بالابتعاد عن الآخر. وللمرة الأولى تظهر في شخصيتين في عمل تلفزيوني.

تؤكد سعاد عبدالله أن التلفزيون الكويتي كان الرائد في المنطقة، وقالت: «هو من صنع نجوميتنا وأوصلنا إلى المكانة الفنية التي نعيشها الآن، وإذا ما أنكرنا ذلك فسنكون جاحدين لبلدنا وتلفزيوننا».

الملالة

وفي مرحلة لاحقة انضمت سعاد عبدالله إلى فرقة «مسرح الخليج العربي»، واعتبرتها مدرسة أخرى تعلمت فيها واستفادت من الرواد مثل: صقر الرشود، عبدالعزيز السريع، سليمان الخليفي، ود. سليمان الشطي وغيرهم، وشاركت في مسرحية «الحاجز» أو «الملالة»، تقول عبدالله إن الفرقة قدمت العرض في الكويت في 6 أبريل 1966 ثم في بغداد في 20 يونيو، والقاهرة 5 يوليو.

في تلك الفترة عشقت عبدالله الفنون التي يقدمها المطربون الذين لا يزالون في وجدانها، مثل سعود الراشد الذي تخطت ابداعاته حدود الكويت، شادي الخليج بأعماله الجميلة كأغنية «سدرة العشاق»، عوض دوخي وأغنياته العظيمة منها «طال الصدود» و «ألا يا صبا نجد»، وسامريات عائشة المرطة التي تأخذك إلى عالم ثان.

وتسترجع عبدالله أيام زمان عندما استقطبت الكويت مطربي العالم العربي، من مصر: عبدالحليم حافظ، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، فريد الأطرش، أم كلثوم، وغيرهم، وكانت الكويت الملاذ الثاني لهم في الوطن العربي، ولهم تسجيلات في تلفزيون الكويت بالأبيض والأسود. تضيف أن الأغنية المصرية شكلت مخزونها العاطفي والثقافي.

وتستطرد: «كانت الإذاعة مهتمة بالموسيقى والغناء، فأسست فرقة موسيقية، تضم عازفين محترفين، من بينهم: أحمد فؤاد حسن وميشيل المصري ونجيب رزق الله».