قطاع الصيانة في وزارة الكهرباء «قلب نابض» لا يتوقف من أجل إضاءة الكويت، لكنه يعاني إهمال ديوان الخدمة المدنية وعدم إقرار كوادر العاملين به، ما أدى إلى هجرة الكفاءات منه.
كشف رئيس قسم صيانة المعدات في وزارة الكهرباء والماء المهندس نهار الظفيري عن توقيع الوزارة 17 عقد صيانة بتكلفة مالية تقدر بنحو 40 مليون دينار بهدف إجراء صيانة شاملة للمحطات التي بُنيت منذ قرابة 30 عاما، والتأكد من استمرارية وصول التيار الكهربائي بدون أي أعطال طوال العام إلى المستهلك.وقال الظفيري في تصريح خاص لـ"الجريدة" إن "هناك 8 عقود سيتم توقيعها خلال أسبوعين، وننتظر موافقة الفتوى والتشريع عليها، و9 عقود أخرى تمت الموافقة عليها من لجنة المناقصات المركزية، وجار وضع التوصيات النهائية لها، وجميع هذه المشاريع وضعت ضمن ميزانية 2013 - 2014".وأضاف أن أعمال الصيانة في زيادة مستمرة، مع زيادة الرقعة السكانية وزيادة المحطات، وفي المقابل فإن عدد من يقومون بصيانة شبكة الكويت كاملة قرابة 100 مهندس، وهذا العدد لا يقارن بحجم أعمال الصيانة التي تتم في الشبكة، ففي مصر على سبيل المثال في كل محطة كهرباء عمالة ومهندسون على مدار الساعة، إضافة إلى شرطة كهرباء، لها اختصاصات الضبطية القضائية كاملة لضمان عدم سرقة التيار الكهربائي أو سرقة المعدات.هجرة الكفاءاتوأوضح أن "مشكلة قطاع الصيانة في وزارة الكهرباء والماء تكمن في هجرة الكفاءات، وأصحاب الخبرات إلى أماكن أخرى مثل القطاع النفطي، لذلك لابد من إقرار حوافز مادية، وكوادر تضمن لنا بقاء أصحاب الكفاءة في أعمالهم".ولفت إلى أن "الإدارة قدمت مشروع بدل خطر في عام 2012، وتمت الموافقة عليه من إدارة الصحة المدنية في وزارة الصحة، والمشروع الآن في أدراج ديوان الخدمة المدنية منذ أكثر من أربعة أشهر، ونعتب على ديوان الخدمة التأخر في ضمان حقوق موظفي صيانة الكهرباء".وأشار إلى أن هناك كتابين آخرين للضوضاء والتلوث، تم تقديمهما كذلك، لافتا إلى أن "العاملين في القطاع يتعاملون مع مواد مسرطنة، تم منعها دوليا، ولا نزال نستخدمها في أعمالنا، مثل مادة السيلكيا جيل، وهي مادة توضع في المحول لمنع دخول الرطوبة إليه، وتغيير خواص الزيوت المستخدمة بداخله، والتي تؤدي، لا قدر الله، إن تغيرت إلى الانفجار".وقال إن قطاع الصيانة هو القطاع الوحيد الذي يقوم بتغطية الشبكة كاملة على أرض الكويت من النويصيب إلى العبدلي ومن فيلكا إلى المناقيش في غرب الكويت، وكل ذلك العبء يقع على تلك الإدارة، مضيفا "اننا نفتقر إلى إدارة طوارئ، فنقوم بأعباء الصيانة، وأعباء المتابعة اليومية (الأعطال اليومية)، وأعباء الخفارة بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، وأعمال خاصة بدراسة احتياجات المحطات، وأعمال تجديد الشبكة".صلاحية التشغيلوبين أن القطاع يدرب الكفاءات، فالمهندس عندما يأتي للعمل في الصيانة لا يعمل مباشرة، بل يخضع لتدريب شاق، بعد هذا التدريب يحصل على شهادة خاصة، تسمى "شهادة صلاحية تشغيل"، ولأهمية هذه الشهادة، كل المهندسين سواء من الدول العربية أو الآسيوية يأتون إلى الكويت من أجل الحصول عليها، وبعد ذلك يتم اقتناصهم فورا للعمل في شركات الكهرباء الخارجية في شتى البلدان، بسبب افتقار القطاع إلى الكوادر والحوافز التي تشجع الكفاءات على البقاء في القطاع.وذكر أن "قطاع الصيانة هو القلب النابض لـ700 محطة تحويل رئيسية، إلى جانب المحطات الفرعية، ونقوم بصيانتهم بشكل كامل بمشاركة صيانة الكابلات الهوائية، ولدينا 500 محطة في الشبكة تحتاج إلى متابعة أعطال نهارية، وصيانة وقائية، فيتم المرور على المحطة كل عامين ونصف، لإجراء الصيانة التي تحتاج إليها، فنحن لا ننتظر وقوع المشكلة، بل نأتي إلى المحطة قبل وقوع المشكلة، ونقوم بعمل الصيانة الوقائية لها، وهناك صيانة جذرية للمحطة، وهذه الصيانة تتم بحسب توجيهات المصنع للمنتج، وتتراوح بين 14 و18 سنة.مشاريع صيانةوأشار إلى أن "لدينا الآن 5 مشاريع طويلة الأمد تم إقرارها من ديوان المحاسبة، لعمل صيانة لـ23 محطة تعمل بمحولات فرنسية، وإجراء صيانة جذرية لها، ويتم خلالها فتح الخلايا كلها، وإعادة فحصها، وإجراء صيانة كاملة لها، وإعادة تركيبها مرة أخرى، ولدينا عقد آخر لعمل صيانة جذرية شاملة لـ16 محطة تحويل رئيسية، وهي محطات ذات أهمية وحيوية بالشبكة، مثل محطة مستشفى الصباح a".وأكد الظفيري أن الخبرات تتناقص في القطاع مع اتساع عمل الشبكة، ولا يوجد إلا 10 مهندسين فقط يتابعون أعطال الشبكة ومحولاتها، فعند تلقي بلاغ بالعطل من مركز مراقبة التحكم، يتم توزيع الأعطال على المهندسين العشرة، لمتابعة الأعطال، وهؤلاء العشرة هم أنفسهم يتم توزيعهم للخفارة ليلا، لذلك لابد أن يتم التدخل لوضع حد لهجرة الكفاءات من القطاع.حراسة 130 محطة لمنع السرقاتأكد الظفيري أن السنوات الماضية شهدت سرقات من محطات التحويل الرئيسية، لكابلات المحايد، كلفت الوزارة خسائر كبيرة، والآن بدأت الوزارة في عمل عقود لحراسة المحطات، "وبدأنا في تسكين المحطات تدريجيا، إذ تم تسكين 130 محطة بالحراس، وجار حصر باقي المحطات وتوفير أماكن إقامة للحراس للقضاء على السرقات".شبكة خطوط تكفي للدوران حول الأرض 4 مرات قال الظفيري إن وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء عبدالعزيز الإبراهيم، عندما كان وكيلا لقطاع النقل الكهربائي، أجرى حصرا لأطوال الخطوط الهوائية المدفونة في الكويت فتبين "أننا نتعامل مع شبكة خطوط هوائية تعادل المسافة من الكويت إلى الصين، وشبكة خطوط مدفونة تحت الأرض على مسافة تكفي للدوران حول الكرة الأرضية نحو أربع مرات".
محليات
«الكهرباء»: قطاع الصيانة «القلب النابض» لـ 700 محطة تحويل
05-04-2014