أستاذ التاريخ الإسلامي أنور زناتي: الفتنة الكبرى أقرت مبدأ القتل على الهوية وتداعياتها مستمرة

نشر في 17-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 17-07-2014 | 00:02
No Image Caption
اعتبر أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة «عين شمس» أنور زناتي أن الفتنة الكبرى التي دارت رحاها في القرن الأول من الهجرة، تتابع حضورها في المشهد العربي المعاصر، بعدما أقرت مبدأ القتل على الهوية وتداعياتها مستمرة حتى الآن، مؤكداً لـ«الجريدة» أن لا منجاةَ للمسلم من الفتن إلا بنور كتاب الله إذا أقبل عليه متعلِّماً جاعلاً منه إماماً. وحذر من أن الخروج على الحاكم له شروطه في الإسلام، وعدم توافرها يحول الخروج إلى الفتنة، وأشار إلى أن الربيع العربي ثورة عرجاء غير واضحة المعالم والأهداف لكنها تعبر عن واقعنا، مشدداً على أن الفتنة في مجتمعاتنا صناعة «متعددة الجنسيات» أسهم الغرب فيها بالنصيب الأكبر، وفي ما يلي نص الحوار.
ما هو مفهوم الفتنة في الاسلام؟

الفتن جمع فتنة، يقال: فتن المعدن إذا صهره بالنار ليختبره، وفلان فتن فلاناً ليحوله عن رأيه أو دينه، ومفهوم الفتنة في الإسلام: المحنة والعذاب والشدة، وكل ما يبث في المجتمع ويؤثر في حياة أبنائه: أمناً ومعيشة وخلقاًَ وعقيدة وما ذلك إلا لأن الفتنة أو الفتن، كالنار تحت الرماد، ساكنة هادئة، حتى يأتي من في قلبه مرض، وجبلت على الشر نفسه، وذلك لحبه للشر والفساد فيحركها ويشعلها، لذلك اعتبرها الإسلام أشد من القتل واعتبرها البعض مثل ابن فارس إحراق، وأوضح أبو هلال العسْكري الرَّبط بين الفتنة والإحراق فقال: «أصل الفتنة: شدَّة الاختبار، من قولك: فتنتُ الذهب، إذا أدخلتَه النَّار، لتعلم جوْدَته من رداءتِه».

كيف رصد القرآن والسنة الفتنة وما وسائل تصديهما لها؟

رصد القرآن الكريم الفتنة في قوله تعالى: «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل» (البقرة: 191)، وقوله: «وَالْفِتْنَةُ أكبر مِنَ الْقَتْل» (البقرة: 217). أما في السنة النبوية، فأحاديث الفتن شغلت حيِّـزاً كبيـراً في السنة النبوية نظراً إلى خطورتها على الأمة، ويمكن ذكر بعضها لأهميتها منها: حديث النبي (ص) عن الفتنة بقوله: «فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم»، هو حديث صحيح، أصله في الصحيحين من حديث الصحابي حُذَيفة بن اليَمان (رضي الله عنه) في أجوبة النبي له لمّا سأله عن الفتن القادمة وأحوال الأمة.

والفتنة في الإسلام عمياء صَمّاء عن سماع الحق والهدى ورؤيتهما، والحديث فيه إخبار من النبي عن فتنٍ ستواجه الناس ويضِلّ الناس فيها، حتى كأنهم صُمٌّ عميان يَجْرون وراء دعاة الضلالة الذين يَجرّون الناس إلى النار جَرْي القطيع، كما أن فيه وصيةً من النبي ألا يتبع المسلم أحداً من دعاة الضلالة ومن تجمُّعات الأحزاب التي لا تدعو بدعوة الإسلام ولا تدل الناس على طاعة الله واتِّباع هداه، وليس فقط ألا يتبعَهم بل أيضاً ألا يستجيب لهم.

وأوصى رسول الله مراراً: “تعلَّمْ كتاب الله واتبعْ ما فيه”، وكرر الوصية ثلاثاً في كل مرة، مما يدل على أنه لا منجاةَ للمسلم من الفتن إلا بنور كتاب الله إذا أقبل عليه متعلِّماً جاعلاً له إماماً يَتْبعُه، بالعمل بما فيه والتلقي منه والتوجُّه بتوجيهه وجعله كتابَ الحياة ودستورَها.

وقد كثر في زماننا الخَلْط في هذه الأحاديث، والتقوّل على الله بلا علم، بل وصل السفه ببعضهم إلى تحديد ظهور علامات عظيمة بتواريخ معينة، وقد مضت هذه التواريخ، ولم يحدث ما حددوا وقوعه فيها.

ما صحة حديث «الفتنة نائمة» وما حجم دوره في ممارسة المسلمين للسياسة؟

هذا الحديث مروي فعلا لكنه ضعيف، وقد أورد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الحديث في كتابه {ضعيف الجامع الصغير وزيادته}، وضعفه ومعنى النص قد يكون صحيحاً، لكن ليس كل كلام صحيح يمكن أن ينسب إلى المصطفى الكريم (ص).

وقد أخذ حيزاً كبيراً في الممارسة السياسية للمسلمين، فعلى رغم أن التعاليم الإسلامية النابعة من الكتاب والسنة حذرت من الفتنة ووضعت الدليل لمقاومتها بل وأعطت الأساليب المتفاوتة التي تدرأ كل فتنة على حدة، وأوضحت السنة النبوية دور الفرد في أوقات المحن والفتن،  فإن الفتن انتشرت كالنار في الهشيم في جسد الدولة الإسلامية.

تحث الأحاديث النبوية على اعتزال الفتنة... هل هذا ممكن؟

يعمل الإسلام على درء الفتن قبل وقوعها بالسبل كافة، ولذا نجد أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحفل بعشرات من الآيات التي تحض على التآلف والتماسك والتعاضد ومقاومة أي انشقاق أو فرقة، فالإسلام دين متماسك وتعاليمه واضحة لكن بمجرد أن يقع المحظور وتكون الفتنة قد حدثت لا محالة، هنا يحضَّ النبي الفرد المسلم، الذي لا يملك من أمره شيئًا ألاَّ يختلط مع الناس في هذه الفتن.

هل صحيح أن الإسلام أمر باعتزال الفتنة وعدم التورط فيها؟

إذا حدثت الفتنة فعلاً ولم يستطع المجتمع المسلم تجنبها بالسبل المتاحة هنا يلزم الإنسان بيته فيقول النبي: «الزم بيتك وأمسك عليك لسانك»، لأن المشاركة في الفتن تزيدها تأججاً واشتعالا وتترك الفرصة للمتربصين لفعل المزيد من الشرور والآثام، والغاية من الابتعاد عن الفتنة تتمثل في عدم إتاحة تربة صالحة لمثيري الفتن وحقن دماء المسلمين، وإجلاء الصورة الصحيحة حتى تنصلح أحوال العباد.

وضح لنا الفرق بين الفتنة والثورة والهوجة والعصيان والاحتراب الأهلي من منظور الممارسة الإسلامية؟

الفتنة تعني الدمار، أما الثورة فتعني التغيير وإعادة بناء مجدداً بعد التخلص من الفساد والتطلع إلى الوضع الأفضل، أما الهوجة فهي الهبة المؤقتة ويصفها الكثير من المؤرخين بأنها هبات الرعاع والجياع والمشردين، ولأنها بلا قائد ولا هدف محدد ولا تملك آليات التعبير، فهي تقتلع الصالح والطالح معاً، كالريح الهوجاء تطيح بالأخضر واليابس معاً، أما «الثورة» الحقيقية فهي تبقي النافع وتستمد منه القوة، وتقضي فقط على الفساد.

والعصيان وسيلة تستخدمهما الجماهير للمطالبة برفع ظلم أصابها ورفض الخضوع لقانون أو لائحة أو تنظيم أو سلطة تعد في عين من ينتقدونها ظالمة، وأشهر أنواع العصيان هو: العصيان المدني، أحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين غير العادلة، وقد استخدم في حركات مقاومة سلمية عدة موثقة، في الهند مثل حملات غاندي لأجل العدالة الاجتماعية وحملاته لأجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية، وفي جنوب إفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأميركية، وتمثلت إحدى أكبر تطبيقات العصيان المدني وأوسعها نطاقاً في لجوء المصريين إليه ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919 السلمية.

أما الاحتراب الأهلي فهو الوضع الذي تكون فيه أقاليم البلد الواحد في حالة نزاع مسلح في ما بينها، أو تكون هناك فرق وأحزاب لجأت إلى السلاح كوسيلة لحسم الصراع السياسي في ما بينها لتغليب توجه معين والانتصار له، وخضعت الأطراف المحتربة فيه إلى القانون الدولي الذي يحكم أوضاع الحرب، وأوضح مثال على حالة الاحتراب الأهلي في المجال العربي ما تعرّض له لبنان سنة 1975، إذ حملت الطوائف كافة السلاح في مواجهة بعضها البعض واستمر نزيف الدم لسنوات، وكذا الحرب السودانية السودانية التي انتهت بإعلان دولة الجنوب السوداني.

هل الفتنة ترادف عملية الخروج على الحاكم أم هي خاصة بحالات الصراع داخل المجتمع؟

    

الخروج على الحاكم في الإسلام له شروط وضوابط، لكن لو خرج الناس على الحاكم من دون توافر شروط الخروج عليه فتصبح فتنة وفساداً كبيراً يجب تجنبه، لأن شروره كثيرة على المجتمع الإسلامي. أما الصراع داخل أي مجتمع فهو فتنة صريحة بلا جدال ويجب التضافر لمقاومته.

ما حجم تأثير الفتنة الكبرى على مجرى التاريخ الإسلامي وواقعنا المعاش؟

الفتنة الكبرى التي حدثت بعد مقتل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وانقسام الأمة الإسلامية وزرع بذور الفتنة بين المسلمين، كانت علامة فارقة في التاريخ الإسلامي، بعدما عاشت الأمة الإسلامية ما يمكن أن نسميه «بالمدينة الفاضلة» بإجماع المؤرخين في الشرق والغرب، في العهد النبوي والخلافة الراشدة، خصوصاً أيام أبي بكر ومن بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

يعتبر البعض الفتنة الكبرى السبب الرئيس في الفتن التي جاءت على مدار القرون التالية... هل هذا صحيح؟

بلا جدال، إن واقعنا المعاش ما هو إلا امتداد لتلك الفتنة لأنها وضعت وللمرة الأولى في الإسلام التمايز والتباين والاختلاف بين المسلمين، وأقرت مبدأ «القتل على الهوية»، وهو ما نراه راهناً في كثير من المجتمعات الإسلامية، فالقتل على الهوية أي أقتلك على انتمائك إلى أي حزب، ما دام يخالفني، هنا الكارثة الكبرى التي عمل الإسلام على تجنبها منذ ظهوره.

لماذا وصم مؤرخو السلطة كل حركة اجتماعية بالفتنة وحاربوها؟

وضعت يدك على الجرح، لأن الفتنة تتأجج نتيجة عدم الاستجابة، على المدى الطويل، لمطالب عامة الناس، وزاد الطين بلة وجود فئة منتفعة من المؤرخين نسميهم «مؤرخو البلاط» الذين يمسحون جوخ السلطان وينافقونه على حساب حقوق الرعية، بل ووصفوا الرعية بأبشع الأوصاف، خصوصاً لو كانت لهم مطالب، فوصفوهم «بالفسقة» و{السفلة» و{السفهاء المسارعين إلى الشر» وأنهم «لا عهد لهم ولا عقد».

كيف تصدى الإسلام لفتنة الاحتراب الأهلي؟

تصدى الإسلام لفتنة الاحتراب الأهلي بالدعوة إلى الوحدة، قال تعالى في كتابه العزيز: «إن أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» (المؤمنون: 52)، وقال تعالى: «وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا إن الله مع الصابرين» (الأنفال: 46)، وقوله: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم»، (آل عمران: 103 - 105). هذه الآيات الشريفة وغيرها صريحة في دعوة المسلمين إلى الالتفاف حول دين الله سبحانه وتعالى، كما تأمرهم بنبذ الفرقة والاختلاف والحفاظ على الوحدة والائتلاف.

الربيع العربي... فتنة أم ثورة؟

               

الربيع العربي ثورة عرجاء غير واضحة المعالم والأهداف، ومن دون قائد وللأسف تعبر عن واقعنا الحقيقي في العالم العربي والإسلامي الذي تربى على ثقافة «إلا قليلا» أي أقوم بفعل الشيء، لكن لا أكمله وأكتفي بما وقع ولا أطوره وأحسنه.

لماذا تتحول الفتنة الطائفية إلى الخطوة الأولى في تفتيت الدول العربية؟

لأننا نحن العرب نقدم هدايا لأعدائنا وبالمجان أحياناً، أو لتحقيق أغراض شخصية أحياناً أخرى على حساب أمتنا العربية الإسلامية، فمثلاً ما يجري في سورية بدأ ثورة تحولت إلى فتنة نتيجة انشقاق عربي وتآمر غربي صهيوني.

كيف نصنف الصراع السني- الشيعي في المنطقة العربية؟

 صراع طائفي امتداد للفتنة الكبرى التي تحدثنا عنها، ووجدت من يزكيها من بني جلدتنا وبمساعدة أطراف خارجية من مصلحتها الفرقة والانقسام لنا، لأن وحدتنا لا تصب في مصلحتهم وهم يريدوننا جماعات متطاحنة متصارعة لا إسلام يجمعنا بمفهومه الواسع العميق ولا رابطة تربطنا، لذلك فتقسيم المجتمعات العربية طائفياً أشد أنواع الفتنة لأن التقسيم يفتح المجالات للفتن والصراعات والخلافات بين أبناء الأمة الواحدة والدين الواحد.

الفتنة في مجتمعاتنا... صناعة عربية أم غربية؟

هي صناعة يمكن أن نسميها «متعددة الجنسيات»  Multi- National، شارك فيها الغرب بكل ما أوتي من قوة ودهاء مستغلاً ضعاف النفوس داخل أمتنا، وفعلاً نجح إلى حد كبير في صناعة الفتنة، ولا بد من أن نقر أننا ضعفاء وأن الغرب يستثمر هذا الضعف لصالحه ويجعلنا مطية لخدمته هو بالدرجة الأولى، ونعلم جميعاً أن خيرات الشرق العربي الإسلامي يستنزفها الغرب وبلا رحمة ولا ننسى أن الفكر الغربي فكر مادي برغماتي، مصلحته أولاً وقبل كل شيء، ولذلك أباد شعوباً كاملة لأجل مصالحه تلك، لذا من البديهي أن يخطط سراً وعلانية لتقسيم العالم الإسلامي وتفتيته ليظل هو المسيطر والمستفيد الأكبر.

ركزّ بعض المستشرقين دراساته على الفتنة في الإسلام، هل كان هذا لأجل البحث أم لأغراض أخرى؟

موضوع الاستشراق غاية في الأهمية فقد أثارت الظاهرة الاستشراقية، وما زالت تثير جدلاً واسعاً في مجال الدراسات الفكرية والحضارية، فقد عملت هذه الدراسات على تشكيل العقلين الغربي والشرقي معاً. والاستشراق ذلك التيار الفكري الذي تمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي والتي شملت حضاراته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته، وكان لحركة الاستشراق قوة دفع ورواج أثارت وأثرت في الفكر الإنساني.

 ومن الصعب حقاً أن نجد مستشرقاً منصفاً ونزيهاً تمام النزاهة في كتاباته عن الإسلام وكتابه السماوي، وعن مبادئه ورسوله ورجاله، وعن التاريخ الإسلامي وحوادثه الماضية بكل ما فيها من حلاوة أو مرارة، لذا كانت لهم أغراض أخرى أهمها الغرض الاستعماري، فقد علم الغرب أن السيطرة الكاملة تحتاج معلومات دقيقة وكاملة، وهو ما نجح الاستشراق فيه بصورة ملحوظة، وبالتالي نجح الغرب في الاستيلاء على خيرات الشرق والنهل من أنهار اللبن والعسل بمعنى الكلمة، وفي الوقت نفسه يموت في الشرق آلاف الجوعى وملايين المشردين.

كيف نبني مجتمعاً إسلامياً لا يعرف الفتنة؟

سعت الحضارة الإسلامية إلى وحدة المسلمين وتماسكهم، وأعطت الحلول الناجعة لوأد الفتنة، كذلك تعاملت مع الفتن بواقعية تامَّة لم نجد لها مثيلاً في الحضارات الأخرى، ومن هنا لزاماً علينا، في الوقت الحاضر، لملمة شمل المسلمين والعمل بإخلاص وجدية على التقريب بين المذاهب الإسلامية وتضميد الجراح، من منطلق الإحساس بالمسؤولية والشعور بالتكليف الشرعي والحرص على وحدة الصف. والإسلام دين واحد والحقيقة واحدة، والاختلافات ناتجة من اختلاف النظر وطريقة الفهم، فهي وليدة قصور الفكر البشري، وأثر الحوار الفكري في الأجواء الطبيعية كبير جداً في تكامل ذلك الفكر واقترابه من الحقيقة، فالمفترض أن يحرص الجميع على توفير الأجواء الملائمة والظروف الصحية للحوارات الفكرية وتشجيعها ورعايتها.

ولا بد من أن يقوم لم الشمل على دراسة وافية لعوامل التفرقة التي أدت بالمسلمين إلى ما هم عليه، وبعد ذلك التخطيط لإزالة تلك العوامل وتحصين المجتمع الإسلامي ضدها، واستبدالها بدواعي الاتحاد والألفة، والانطلاق من قواعد مشتركة التي وحدنا الإسلام على أساسها، وأهمها شهادة أن {لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله}، فمن قالها حقن دمه وعصم ماله، وصار له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وهذه أهم قاعدة توحيدية.

في سطور

ولد أنور محمود زناتي في 20 أكتوبر 1971 في القاهرة، كاتب وأكاديمي مصري في مجال التاريخ والحضارة، ويعمل في التدريس في جامعة «عين شمس»، حائز جائزة الأستاذ الدكتور عبد الحميد العبادي من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية 2005، وجائزة الإبداع من السويد 2008.

من أشهر مؤلفات زناتي: كتاب «تهويد القدس»، الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، و»معجم مصطلحات التاريخ الإسلامي»، و»زيارة جديدة للاستشراق»، و»الطريق إلى صدام الحضارات»، و»فن كتابة الأبحاث والرسائل الجامعية»، و»علم التاريخ واتجاهات تفسيره»، و»موسوعة من خزانة التراث الإسلامي»، كما حقق مخطوط كتاب «خريدة العجائب وفريدة الغرائب» لابن الوردي.

back to top