المجتمع الكويتي اليوم أقرب للمرض منه إلى التعافي، وهو وضع يتطلب جهداً وعملاً اجتماعياً ونفسياً مخططاً له بعناية، خاصة فيما يمس فئة الشباب، نحن في بلد ينعم بالعيش الرغيد لكنه يعاني الرهاب والقلق!!
أول العمود: لم تعد للصحف الكويتية قدرة على خلق الوعي بقدر قدرتها على خلق حالة من التذمر.***دائما ما نقول إن أي عمل مناف للقانون يؤثر في سمعة البلاد في الخارج، في مواضيع كالبدون والخدم وإغلاق الصحف وغيرها، لكن لماذا لا نقلب الآية ونقول: ما هي سمعة الكويت في أنفسنا أو (في الداخل)؟أظن أننا بحاجة إلى معرفة رأي الناس في طبقة السياسيين الذين يديرون الشأن العام وتناقضاتهم، وبحاجة إلى من يحلل حديث آلاف المغردين في "تويتر" في الشأن العام. نحن نعيش رهن الأخبار السلبية التي تنضح بها الصحف ووسائل الإعلام الخاصة مقابل نوم الإعلام الرسمي العميق، فهناك أخبار السرقات وتوزيع الهبات وتوقف التنمية وتسريب أسرار المؤسسات، وتداعي إنتاج المؤسسات الرسمية الخدمية، ومخاطر التركيبة السكانية وعدم تجانسها العددي، والصراعات الوهمية حول الفضيلة كما هو حديث (المايوه) مؤخراً.هذا الجو العام يخلق نوعاً من الإحباط الذي يظهر في صور اللامبالاة لدى الناس، وعدم وثوقهم بقيم القانون والعدالة في ظل تفشي الواسطة، وتسلط من يملك المال على مفاصل الدولة مقابل تهميش المجتهد من عامة الناس، كما أنه يؤدي إلى تردٍّ اجتماعي تبرز صوره في ازدياد الجريمة وتغير نوعها كالقتل في الأماكن العامة، إضافة إلى زيادة الطلاق والميل إلى تعزيز المظاهر الاستهلاكية التي بدأت تمتد إلى أشكالنا عبر جراحات التجميل وعمليات التكميم.المجتمع الكويتي اليوم أقرب للمرض منه إلى التعافي، وهو وضع يتطلب جهداً وعملاً اجتماعياً ونفسيا مخططاً له بعناية، خاصة فيما يمس فئة الشباب. يبدو لي أن هناك شعوراً مدمراً بدأ منذ سنوات ينتشر بين الناس، وهو عدم قدرتهم على التأثير في مجريات الأحداث في بلدهم، وخاصة ما يتعلق بشؤون بناء ذواتهم وخلق نوع من الإحساس بالمساواة بين فئات المجتمع، ومواجهة طموحاتهم بمؤسسات بدأت تنخرها الرشا والواسطة حين يتقدم أحدهم لنيل رخصة تجارية مثلاً.نحن في بلد ينعم بالعيش الرغيد لكنه يعاني الرهاب والقلق!!
مقالات
سمعتنا في الداخل!
01-06-2014