التحريض على المعارضة... أين ينتهي؟
أكثرية من النواب التابعين للسلطة ومعهم بعض جمعيات النفع العام، يرددون بلا خجل، الحديث عن المؤامرة التي تحاك ضد الدولة، ويذرفون الدموع الساخنة على الوحدة الوطنية، وكأن الكويت تقترب اليوم من هاوية حرب أهلية مدمرة..!هذا الوهم الكاذب الذي يروجه هؤلاء له مقاصد خبيثة باختلاق الأسباب وتلفيق التهم الكاذبة كي تضرب السلطة جماعات المعارضة وتقصم ظهورهم بالوسائل البوليسية، وإذا لم تنفع الأخيرة (وهي تفعل ذلك الآن عبر القوات الخاصة والتعسف في قرارات السجن الاحتياطي)، فلتعلن السلطة الأحكام العرفية، مع تفويض كامل لها من هؤلاء النواب، وهنا يتم إسباغ ثوب الشرعية الدستورية "الكاذبة" على أعمال السلطة في قمع المعارضين.
بهذا التسويغ وهذه الانتهازية السياسية تتم اللقاءات هذا الأيام بين هؤلاء المحرضين من نواب وسياسيين تجدهم دائما في ردهات قصور الحكم ومعهم كتاب الخيبة، بهدف بث مشاعر القلق وعدم الأمان عند الناس كي يعلّق الجرس على رقبة المعارضة، وكأن هؤلاء غير راضين عن درجة القمع التي تمارس حاليا، ويريدون زيادة الجرعة كي يصبح المسرح السياسي حكرا لهم ولـ "معازيبهم". مثل هذا الخطاب المحرض على معارضة سلمية أكدت في كل مناسبة لها أن هدفها الإصلاح السياسي ووضع حد لفوضى الفساد وإهدار الحدود الفاصلة بين السلطات إذا تحقق بأن جرت السلطة الحاكمة خلف ذلك الخطاب الانتهازي وضربت المعارضين بسند من شرعية الرياء عن الوحدة الوطنية والتآمر المزعوم عليها، فهذا يعني أن صندوق "بندورا للشرور" قد فتح في الدولة، ولن يغلقه أحد، وعندها ستحقق فعلا ما كان يروج له شلل المرجفين في السابق، فليتق هؤلاء الله في وطنهم. ملاحظة: هناك وحدة فكر انتهازي بين المحرضين على المعارضة والمتشفين وغير المكترثين من بؤس ومعاناة أهالي غزة بسبب العدوان الإسرائيلي… عيب عليهم…