احتدمت معركة التحالفات الانتخابية التي تهدف إلى خوض الاستحقاق البرلماني المقبل في مصر، وزادت مخاوف سياسيين مصريين من عودة شبح «فلول الحزب الوطني المنحل» إلى الحياة السياسية، مع بدء مرحلة التحضير والإعداد لإنجاز الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، بحسب تصريحات وتعهدات متكررة للرئيس عبدالفتاح السيسي، كان آخرها خلال لقائه رؤساء الكنائس المصرية الخميس الماضي.

Ad

الترقب في الشارع السياسي سببه تحذيرات قيادات سياسية مصرية من أن البرلمان المقبل قد يسيطر عليه رجال الحزب الوطني المنحل عقب ثورة 25 يناير، خصوصا مع انتشار قيادات «الوطني» في الكثير من الأحزاب السياسية الوليدة، وعلى وجه التحديد حزب «الحركة الوطنية»، الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، بعدما كشف أمينه العام خالد العوامي لـ»الجريدة» أن «الحزب ينتوي خوض انتخابات النواب على جميع مقاعد المجلس».

وفي السياق، دشّن أحزاب «الحركة الوطنية»، و»الشعب الجمهوري»، و»الغد»، وجبهة «مصر بلدي»، تحالفاً انتخابياً يحمل اسم «الجبهة الوطنية»، لخوض انتخابات مجلس النواب، مؤكدين أنه تحالف يرفض الإقصاء، ويفتح يده لجميع القوى السياسية للمشاركة في الانتخابات التشريعية، بينما دشن نحو 275 نائباً من قيادات الحزب «الوطني» تحالفاً انتخابياً يحمل اسم «نواب الشعب» لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط.

نائب رئيس حزب «المؤتمر» صلاح حسب الله، قال إن حزبه الذي يضم أعضاء سابقين في «الوطني»، انتهى من اختيار 270 مرشحاً لخوض الانتخابات بالنظام الفردي، في حين حذر عضو الهيئة العليا بحزب «الوفد» عصام شيحة من عودة الحزب «الوطني» إلى السيطرة على زمام أمور الحياة السياسية، من خلال البرلمان المقبل.

في هذه الأثناء، تعهّد تحالف «الوفد المصري» الذي يضم عدداً من الأحزاب الليبرالية بينها حزبا «الوفد» و»المصري الديمقراطي»، بالالتزام بمبادئ وثوابت ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وأن يكون هدفهما الرئيسي تحقيق مصالح الوطن والمواطن في ظل ديمقراطية حقيقية.

وزادت المخاوف من سيطرة «الفلول» على البرلمان المقبل، وسط تراجع سياسي كبير للتيار الإسلامي بعد إسقاط حكم جماعة «الإخوان» العام الماضي، حيث أعلن حزب «النور» السلفي ممثل التيار الإسلامي الوحيد عزمه خوض سباق الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، نظراً لعدم قدرته على عمل تحالف انتخابي يخوض به انتخابات «القوائم».