حمَّل سفير ليبيا في القاهرة محمد فايز جبريل اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسؤولية الأزمة الليبية، مشيراً إلى أن النظام الفدرالي هو الأنسب للبلاد، مشدداً على رفض الحكومة وجود أي تقسيم لها. وأكد جبريل، في مقابلة مع «الجريدة»، أن ليبيا لم تطلب أي تدخل عسكري من القاهرة لظروف سياسية وأمنية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لابد أن يقوم بدوره وفقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح بالتدخل الدولي لحماية المدنيين.     

Ad

• في رأيك ما أسباب تفجّر الأوضاع في ليبيا حالياً؟

- انتشار السلاح بشكل مُخيف، خصوصا الموجود في أيدي الميليشيات من جانب، والليبيين من جانب آخر، والصراع في ليبيا بشكل عام يتركز في منطقتين الأولى الشرقية، وهو صراع بين مجموعات متطرفة دينياً وأنصار اللواء خليفة حفتر، والثاني في المنطقة الغربية، وهو صراع قبلي، ومما يزيد من صعوبة الحل والتهدئة في ليبيا، ورفض جميع القوى وضع السلاح.

• ما العدد الحقيقي للميليشيات الليبية وحجم تسليحها؟

- بكل أسف الميليشيات الليبية تسيطر على أغلبية المدن الليبية، نتيجة عدم وجود قوات نظامية من الجيش والشرطة، وفي ما يخص أعداد تلك الميليشيات، ليس كثيراً حيث تقدر أعدادهم بنحو 4 آلاف عنصر، ولكنهم أكثر نظاماً، ما يجعل تأثيرهم على الأرض قوياً وظاهراً، فضلاً عن امتلاكهم كميات أسلحة ضخمة وحديثة بعد سيطرتهم على مخازن الأسلحة التابعة للجيش الليبي بعد سقوطه، ولاشك أن هناك دولاً عديدة تعادي ليبيا، وتسعى لبسط نفوذها فيها، وللأسف تستخدم الميليشيات المسلحة في تنفيذ مخططها فيها، الذي من بينه مساعي التقسيم، الذي هو أبعد ما يكون عن ليبيا لعدم وجود اختلافات عرقية أو طائفية، لكن ما ظهر مجموعة من الفدراليين في المناطق الشرقية يطالبون بحكم فدرالي للإقليم الشرقي، وهو أمر مرفوض، أما إذا كانت فدرالية بشكل متكامل تشمل كل ليبيا، فهو أمر يمكن دراسته، خصوصا أنه نظام يناسب الطبيعة الجغرافية الليبية المترامية.

• ماذا عن إمكانية طلب الحكومة الليبية تدخلاً من المجتمع الدولي للخروج من الأزمة؟

- التدخل الدولي في ليبيا أمر تحدده الحكومة، ويقره البرلمان، الذي وافق على مقترح التدخل الدولي مؤخراً، والأمم المتحدة هي المنوط بها ذلك، وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي وقعناه لحماية المدنيين، ولاشك أن شكل التدخل هو ما سنحدده مع الأطراف المعنية، وربما يكون توجيه ضربات جوية لمناطق ونقاط تمركز الميليشيات المسلحة أمراً وارداً، فضلاً عن الدفع بقوات حماية للمطارات والموانئ، والتدخل الدولي سيكون مشروطاً بمدة زمنية محددة وهدف محدد، من دون تدخل في الشأن الليبي الداخلي.

• ماذا عن اللواء خليفة حفتر؟

- اللواء خليفة حفتر سبب الكثير من المشاكل في ليبيا، خصوصا بعد دخوله في عملية لا يعرف متى تنتهي، ما سبب قلقاً للمدنيين، فضلاً عن كون عمليته العسكرية التي قرر البدء فيها جعلت الميليشيات الإسلامية تتوحد ضده، ما زاد من خطرهم، كما بدأ عمليته دون معلومات استخباراتية دقيقة عن حجم الميليشيات وأماكن وجودها وحجم تسليحها.

• ما شكل التعاون الأمني بين مصر وليبيا لمواجهة الميليشيات؟

- الحكومة الليبية تتعاون مع كل دول الجوار لتحقيق أعلى مستوى أمني في ليبيا، خصوصا بعد الاستقرار على تشكيل اجتماع، يضم دول الجوار مع ليبيا، وهو مؤتمر أمني على مستوى، من المقرر أن يحضره وزراء الدفاع والداخلية والاستخبارات، وتقوم ليبيا بتقديم دعم استخباراتي ومعلوماتي لتلك الدول لمواجهة الميليشيات التي تحمل أيديولوجية تكفيرية جهادية.

• هل طلبت ليبيا من مصر تدخلاً عسكرياً؟

ـ مصر متقاربة جداً مع ليبيا، جغرافياً وتاريخياً، ولن نأتي اليوم لنشرح طبيعة علاقتنا بمصر، فهي أكبر من أي حديث، والحكومة الليبية تفضل أن يكون التدخل دولياً، في إطار مسؤولية المجتمع الدولي لحماية المدنيين، ولم نطلب تدخلاً عسكرياً من مصر، تقديراً للظرف السياسي والأمني الذي تمر به في تلك المرحلة، والحكومة المصرية أعطت لليبيا الضوء الأخضر في ما تريده، والحكومة الليبية تعطي أهمية قصوى للعمالة المصرية التي تبلغ نحو 600 ألف مصري، ومن المفترض أن يكون هناك تنسيق بيننا وبين وزارة القوى العاملة المصرية، لتعويض المضارين من العمالة المصرية.