لفت د. صلاح المليجي إلى أن فكرة متحف جمال عبد الناصر بدأت عام 2011، بهدف تأريخ حقبة مهمة من تاريخ الأمة العربية عموماً ومصر خصوصاً، وبدايات التحرر الوطني في خمسينيات القرن الماضي، وتحقيق حلم محبي ناصر في توثيق مسيرته الفارقة.

Ad

 أضاف أن قطاع الفنون المصرية أنهى الدراسات المبدأية، والوقوف على تصور أخير لهذا المشروع الثقافي المهم، ليكون مُتحفاً يضم بين جنباته جزءاً مهماً من تاريخ مصر الوطني، ويسرد عطاء الزعيم الراحل للأمة العربية طوال فترة حكمه.

كذلك أشاد مثقفون مصريون بمشروع المتحف، واعتبروه مزاراً عالمياً وليس مصرياً أو عربياً فحسب، لما يتمتع به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من مكانة تاريخية، أسوة بزعماء تاريخيين مثل غاندي ونلسون مانديلا.

يضم المتحف طابقين وحديقة، وتنقسم خطة العمل إلى ثلاث مراحل، الأولى لأعمال الترميم والإنشاءات والشبكات، والثانية للتشطيبات النهائية، أما المرحلة الثالثة فتجهيز العرض المتحفي.

 يستغرق العمل في المشروع سنتين ونصف السنة، وتفتح أبوابه للجمهور خلال 2017، وستنظم في قاعاته ندوات ومعارض وفعاليات ثقافية ترتبط بالتراث العربي والمنجز الإبداعي لفنانين وأدباء معاصرين.

خلال زيارة تفقدية، استعرض المهندس كريم الشابوري، استشاري المشروع، أعمال التوثيق الخاصة بالمبنى، وشملت فيلماً تسجيلياً قصيراً عن الحالة الأولية للمبنى في عهد ناصر، والأثاث والمنقولات التي يتضمنها وسيتم إعادتها إلى حالتها الأصلية، كجزء من سيناريو العرض.

كذلك استعرض التقرير أعمال التدعيم والمعالجات الخاصة بالعناصر الإنشائية المتضررة بفعل الزمن، والقاعات التي سيتم الحفاظ عليها لأهميتها التاريخية، وتشمل مكتبي الرئيس الراحل في الطابقين، والصالونات المُلحقة والرئيسة، جناح النوم وملحقاته وغرفة المعيشة.

نظم التأمين المستخدمة وفراغات التحكم والسيطرة والخدمات الإضافية، التي سيتم استحداثها لخدمة زوار المتحف وتوجيههم، وتشمل مكتبة متخصصة تحوي كتباً وأبحاثاً ومواد سمعية وبصرية توثق لحياة ناصر وتاريخ مصر في تلك الحقبة.

وقامت اللجنة بجولة تفقدية في القاعات، واطلعت على حالها وعلى أعمال الترميم المزمع إنجازها خلال الأشهر المقبلة، والحفاظ على طابع المبنى الزمني، واستحضار عبق المكان التاريخي، وأصداء السنوات الفائتة.

يحوي سيناريو العرض المتحفي ثلاثة مسارات متحفية، أولها يتعلق بالفراغات الخاصة بالمنزل ومقتنيات شخصية خاصة بالرئيس عبدالناصر، كالبذلات والملابس وستُعرض في القاعات.

ويهدف المسار الثاني إلى عرض متعدد الوسائط، يوثق لتاريخ مصر والأحداث المهمة التي مرت في عهد الرئيس عبدالناصر، بداية من ثورة 1952 مروراً بالسد العالي، تأميم القناة، العدوان الثلاثي، الوحدة بين مصر وسورية، حرب 1967 وحرب الاستنزاف وغيرها، حتى رحيله سنة 1970.

ويعتمد العرض على وسائط متعددة من تسجيلات نادرة وأفلام وثائقية وخطب تاريخية ووثائق مرتبطة بهذه الأحداث، ويتيح للباحثين مادة علمية شديدة الثراء عن سنوات حكم عبد الناصر، والحياة السياسية والاجتماعية والثقافية خلال تلك الفترة.   

أما المسار المتحفي الثالث فيختص بالمقتنيات، وتشمل الأوسمة والنياشين والهدايا التذكارية التي حصل عليها الرئيس الراحل، وبعض المقتنيات الأخرى.  

ومن المنتظر تخصيص قاعة للاستماع إلى خطب الرئيس الراحل، ومتابعة الأفلام المصورة لزياراته إلى الدول العربية، ومشاركاته في المؤتمرات والمحافل الدولية، وصور فوتوغرافية نادرة.

ينضم متحف «ناصر» إلى سلسلة متاحف المشاهير، التي تحولت منازلهم إلى صروح ثقافية، ومن بينها متحف أمير الشعراء أحمد شوقي «كرمة بن هانيء»، متحف د. طه حسين «رامتان» وغيرهم.