أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح سعي الكويت لتهيئة كل اجواء النجاح لعقد القمة العربية المقبلة في الكويت بما يحقق تطلعات الشعوب العربية.
واوضح الشيخ صباح الخالد في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الولايات المكسيكية خوسيه انتونيو ميد كوريبرينيا هنا اليوم ان جهود دولة الكويت الدبلوماسية تنصب على "تهدئة الامور" بين بعض الدول العربية من اجل الخروج بقمة ناجحة.
وعن العلاقات مع المكسيك قال الشيخ صباح ان المكسيك بلدا مهما ويحظى بمكانة عالمية مرموقة سواء في المجال السياسي او الاقتصادي بالاضافة الى انها تمثل حضارة عريقة لها تأثيرها على المخزون الثقافي والبشري حول العالم مما جعلها وجهة سياحية عالمية رئيسية.
واشار الى وضع المكسيك على المستوى الاقتصادي اذ يتبوأ اقتصادها المرتبة ال14 عالميا اضافة الى عضويتها الفعالة في العديد من المنظمات الدولية والمؤسسات والتكتلات والمجاميع الاقليمية.
وذكر ان الجانبين تناولا في مباحثاتهما مختلف الموضوعات السياسية والاقتصادية والاسثمارية والثقافية بالاضافة الى القضايا محل الاهتمام المشترك والوضع في سوريا والملف الفلسطيني والتطورات الجارية لعملية السلام في الشرق الاوسط مؤكدا حرص الجانبين على دعم الجهود الدولية لاستتباب الامن والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم.
واضاف ان الجانبين بحثا سبل توطيد العلاقات الخليجية مع المكسيك من جهة ومع دول امريكا الوسطى واللاتينية من جهة اخرى من خلال الاتفاقيات وتكثيف تبادل الزيارات على جميع المستويات.
واشاد بالمواقف "المشرفة للمكسيك" ابان الاحتلال العراقي ومساندتها للحق الكويتي وما اعقب ذلك من التزامها بقرارات الشرعية الدولية مستذكرا الزيارة الرسمية للامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح للمكسيك في عام 1992 لتقديم الشكر على مواقفها تجاه الحق الكويتي.
واعتبر الشيخ صباح ان توقيع الجانبين اليوم على اتفاقيتين دليل واضح على حرص البلدين وقيادتيهما على توطيد العلاقات واستمرار التنسيق والتواصل الذي تم لاسيما خلال السنوات الثلاث الماضية والذي تجسد في استمرار تبادل الزيارات على كافة المستويات.
واشار الى عدد من الاتفاقيات المهمة التي وقعها الجانبان خلال السنوات الماضية مثل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار وغيرها من الاتفاقيات التي ستنقل العلاقات الى مراحل متقدمة مبينا ان هناك عدة اتفاقيات قيد الدراسة "والتي نتمنى التوقيع عليها قريبا وتشمل مجالات الصحة والامن والتعليم وغيرهم".
وذكر انه تشرف برفقة الوزير كوريبرينيا بلقاء سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حيث نقل سموه تحياته الى فخامة رئيس الولايات المكسيكية وتمنياته للشعب المكسيكي بدوام التقدم والازدهار مشيرا الى انه تشرف والوزير المكسيكي بلقاء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.
واعرب الشيخ صباح الخالد عن ارتياحه للزيادة الملحوظة في الزيارات الرسمية والاهلية المتبادلة التي تصاعد مؤشرها في اعقاب زيارة رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح الى العاصمة المكسيكية التي زارها مرتين في شهرين خلال عام 2010.
وبين ان اخر زيارات سمو الشيخ ناصر المحمد كانت لتمثيل حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه في احتفالات المكسيك بمناسبة ذكرى مرور 200 عام على اعلان الاستقلال و100 عام على الثورة.
وردا على سؤال حول مدى صحة وجود وساطة كويتية بين السعودية وايران قال الشيخ صباح الخالد ان الكويت ودول مجلس التعاون "يتابعون باهتمام تطور الاوضاع في ايران وبشكل خاص بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني والاشارات الايجابية التي اطلقها مع دول المنطقة وبشكل خاص مع السعودية".
واضاف "كان هناك اشارات ايجابية ايضا من السعودية على تصريحات الرئيس الايراني الايجابية" معربا عن امله في ان يكون هناك تفاهم اكبر بين دول المنطقة وايران والعراق في المرحلة المقبلة لتحقيق امن واستقرار المنطقة.
وردا على سؤال حول ما اذا تم تحديد مقر للشرطة الخليجية التي اقرت في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الاخيرة في الكويت قال ان وزراء داخلية دول مجلس التعاون "سيضعون هذا القرار موضع التنفيذ في اجتماعهم المقبل".
وفيما يتعلق بموقف الكويت من الازمة في اوكرانيا قال الشيخ صباح الخالد "نحن نتابع باهتمام ما يحدث هناك والكويت تحرص على الامتثال للقانون الدولي والسعي الى حل سياسي للنزاعات من خلال الحوار والمفاوضات".
وعن اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المقرر في الرياض غدا قال الشيخ صباح الخالد أن جدول اعمال الاجتماع يشمل الكثير من القضايا والتطورات منها قرار مجلس الامن الاخير بشأن سوريا والزام الدول بتنفيذه خلال مدة شهر وكذلك بحث مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن والياتها ومدى تطبيقها.
واضاف ان جدول الاعمال يتضمن ايضا مناقشة عملية السلام في الشرق الاوسط وما وصلت اليه من مراحل في البرنامج الزمني المحدد في نهاية شهر ابريل والتطرق الى مسيرة مجلس التعاون الخليجي مشيرا الى ان جدول الاعمال حافل بالموضوعات المتعلقة بالتعاون الخليجي والقضايا الاقليمية والدولية.
وعن قرار لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية في اجتماعها اليوم ارجاء التصويت على مشروع قانون الاتفاقية الامنية بين دول مجلس التعاون الخليجي للمزيد من الدراسة حتى الثالث من ابريل المقبل اكد التزام الحكومة بما ورد في الدستور مبينا ان هناك اجراءات دستورية يجب ان تتم قبل ان تدخل أي اتفاقية حيز التنفيذ.
واوضح ان مجلس الامة لديه الوقت الكافي لدراسة الامر ورفعه الى المجلس مؤكدا ان الحكومة "ستكون حاضرة وجاهزة لتلبية أي لجنة من لجان المجلس لنقاش كل ما يتعلق في الاتفاقية الامنية الخليجية".
من جهته اشاد وزير خارجية وزير خارجية الولايات المكسيكية خوسيه انتونيو ميد كوريبرينيا بعلاقات بلاده الثنائية "القوية جدا" مع الكويت مضيفا ان الجانبين لهما علاقات واطر قانونية "مهمة جدا تسمح لنا بتعميق علاقاتنا بشكل اكبر".
واشار الوزير كوريبرينيا الى ان الاطار القانوني استكمل بتوقيع اتفاقيتين اليوم الاولى بشأن انشاء لجنة تعاون مشتركة بين البلدين والثانية تختص بالاعفاء من تأشيرة الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية.
واعرب عن شكره للشيخ صباح خالد على كرم الوفادة والضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال هذه الزيارة معبرا عن امتنانه لاتاحة الفرصة لاتمام هذه الزيارة وانجاحها.
واوضح ان هذه الزيارة مكنت الجانبين من المضي قدما نحو تعزيز العلاقات الثنائية مبينا ان العلاقات المثمرة بدأت منذ عام 1995 وتسارعت مؤخرا من خلال افتتاح سفارة للمكسيك في الكويت وافتتاح سفارة الكويت لدى بلاده.
واكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع الكويت لافتا الى اهمية عمل الجانبين بجد من اجل الوصول بالعلاقات الثنائية الى مستوى جديد "من خلال المتابعة والعمل الاداري في الكثير من المجالات ومنها الاستثمارات والتجارة والتعاون العلمي والصحة والتعليم".
واشار الى جهود سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح في تطوير العلاقات بين البلدين من خلال زيارته للمكسيك مرتين خلال عام واحد معربا عن شكره لسمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح لاتاحة سموه الفرصة له والوفد المرافق للقاء سموه.
وردا على سؤال حول ما اذا بحث الجانبان موضوع دخول شركات كويتية الى القطاع النفطي المكسيكي اوضح الوزير كوريبرينيا "لم يكن هناك أي مناقشة محددة حول الشركات لتدخل في أي قطاع في المكسيك" مبينا ان الباحثات تركزت على اليات المشاريع في القطاعات المختلفة