محسن محيي الدين: أرفض الفن الذي لا يقدم هدفاً سامياً

نشر في 17-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 17-12-2013 | 00:02
No Image Caption
بعد ابتعاده عن الساحة الفنية سنوات مفضلاً الوقوف خلف الكاميرا وإخراج أعمال للأطفال، عاد الفنان محسن محيي الدين إلى الدراما التلفزيونية في مسلسل {المرافعة} المقرر عرضه في رمضان المقبل.
حول الأسباب التي دفعته إلى المشاركة فيه، والإسقاطات السياسية التي يحملها، وتصوره لرئيس مصر المقبل كان اللقاء التالي معه.
ما سبب غيابك عن الساحة الفنية في  الفترة الماضية؟

لم أقصد الغياب، لكن الأعمال التي عرضت عليّ لم تكن على المستوى الذي  يحمّسني للعودة وآخرها مسلسل كوميدي، بالإضافة إلى انشغالي بتقديم أعمال بعيدة عن التمثيل؛ إذ أخرجت مسلسل كارتون مكوناً من جزأين، عرض على إحدى القنوات الفضائية وحقق النجاح.

ما الذي دفعك إلى إنجاز هذا المشروع؟

الظلم الذي يقع على الطفل، كون الأفلام والمسلسلات الكارتونية الموجهة إليه تحمل أفكاراً قد تضر به وتعلّمه سلوكيات خاطئة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لذا فكرت في تقديم كارتون بعنوان {يوميات عبد الله}، يتناول سنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويعرض السلوكيات التي يحث عليها الدين الإسلامي بأسلوب بسيط، وليس بطريقة {الكبار يعلمون الأطفال}.

ما أبرز محاور المسلسل؟

يتناول الفترة من 2010 إلى 2013 من خلال أسرة يتبع كل فرد فيها الأفكار التي يقتنع بها، ولا نية لديه لتغييرها مهما حدث، ويبرز الصراع الفكري الواضح بين نصفي المجتمع، من خلال شقيقين يتقاسمان شركة كبيرة، ويختلفان عن بعضهما البعض في أسلوب الحياة والتوجه الفكري، ونعرف في نهاية المسلسل من الذي سينتصر، ومن صاحب الفكر الأصح، ومن عليه تغيير تفكيره.

 

هل للصداقة التي تربطك بتامر عبد المنعم دور في موافقتك على المسلسل؟

بالطبع، فهو بمثابة ابن لي ويسكن في المنطقة التي أعيش فيها منذ كان يذهب إلى المدرسة، ويتابع أعمالي ويبدي رأيه حولها، وعندما أراد كتابة المسلسل حدثني وأوضح لي فكرته وطلب مني الانضمام إلى فريق العمل. ثم كتب القصة بطريقة مثيرة وشيقة وأتوقع أنها ستجذب المشاهد، بالإضافة إلى إعجابي بمسلسله الأخير {أغلى من حياتي} من بطولة محمد فؤاد، ذلك كله ساهم في مشاركتي في المسلسل الذي وجدت فيه مضموناً جيداً تتخلله أحاسيس ومشاعر أسرية جميلة.

أخبرنا عن دورك فيه.

أجسد شخصية جلال، صاحب فكر ملتزم ومتديّن والشقيق الأكبر لجمال أبو الوفا (باسم ياخور)، ويخوض معه صراعاً بسبب انتمائه إلى الحزب الوطني، فيبذل جهده لجذب شقيقه من طريق الفساد، وفي الوقت نفسه يحاول أصحاب التيار الإسلامي استقطابه نحوهم وضمه إلى صفوفهم. هذا التناقض الواضح بينهما يحمل إسقاطات سياسية على الواقع الراهن، من خلال حالة الانقسام في الشارع المصري.

إلى أي مدى يتفق هذا الدور مع شخصيتك الحقيقية؟

جلال إنسان يحمل في شخصيته الخير والشر، على غرار البشر، وربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}. يوضح المسلسل  هذه الناحية في الشخصيات، وكيفية استخدام المتصارعين وسائل لتبرير تصرفاتهم وأفعالهم بإتقان، فمثلا جلال المتديّن يستغل آيات قرآنية وأحاديث نبوية ويستشهد بها للتأكيد على سلامة مواقفه.

ألم تتخوف من العودة بمسلسل لمخرج شاب؟

أبداً لأن الأعمال السينمائية والتلفزيونية الأخيرة تشهد بأن هؤلاء المخرجين الشباب موهوبون ولديهم قدرة على قيادة الفنانين وتوجيههم في مواقع التصوير لخروج العمل على أكمل وجه؛ ليس الإخراج مجرد حديث أو اسم كبير بل  يحتاج إلى رؤية توجيهية خلف الكاميرا.

وكيف تقيّم التواصل بين الأجيال؟

لن يستطيع الفنانون تقديم أعمالهم بمفردهم من دون الشباب، ومن الضروري أن يتعاون النجوم القدامى مع الوجوه الجديدة، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة.

ألم تقلقك العودة إلى الدراما الرمضانية في ظل المنافسة التي تشهدها كل عام؟

لست بحاجة إلى سباق أو منافسة لإثبات موهبتي أو حضوري كفنان؛ لدي تاريخ فني طويل يحفل بأعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية لاقت قبول الناس واستحسانهم، وكل ما أريده من هذه العودة إرسال كلمة طيبة إلى الجمهور.

كيف تقيّم مستوى الدراما التلفزيونية اليوم؟

لاحظت تغييرات إيجابية، لا سيما في التقنية التي تميزت بها، سواء من ناحية الكتابة أو التصوير أو الإخراج السينمائي، عبر استخدام كاميرات تصوير حديثة، لكن الأهم القالب الذي سيوضع داخل  هذه العناصر، فما يعنيني هو تقديم فكر يفيد الجمهور.

وما المعايير التي تختار على أساسها أعمالك الفنية؟

أن يشمل السيناريو فكراً ورسالة جيدة، لأنني أرفض الفن الذي يقدم من دون هدف سامٍ وواضح.

كيف ترى تأثير الأوضاع الحالية على المواطنين؟

ولدت الأحداث السياسية حالة من الأنانية، فكل فرد يهتم بنفسه من دون مراعاة مصلحة الآخرين، ولا حتى مصلحة البلد، وهذا ناتج من الضغط الذي عانينا منه فترة في حياتنا، بالإضافة إلى جهلنا الشديد بكل شيء؛ فنحن لا نقرأ القرآن الكريم جيداً، ولا نطلع على الكتب والصحف ووسائل الإعلام لنصبح مثقفين، ونحصل على معلوماتنا سماعياً فحسب، لذا تداخلت الأفكار لدينا، ويتوجب علينا ترتيبها لإقامة مجتمع منضبط.

كيف يتحقق ذلك؟

بالتعليم والثقافة والإفساح في المجال أمام الشباب للمشاركة في القرار وحثهم على عدم الاستسلام لمحاولات تهميشهم، لكن بعيداً عن استخدام الصوت المرتفع أو العنف.

ما موقفك من تدخل رجال الدين في السياسة؟

يجب أن يعود كل فرد إلى مجاله الطبيعي، أي أن يرجع الشيخ إلى مسجده ليلقي الخطب والدروس الدينية، ذلك أن مشاركة الشيوخ في الحياة السياسية تسببت بإغلاق المساجد ومنع آخرين من إلقاء هذه الخطب، فانبرى من هم أقل وعياً ودراية بالأمور الدينية إلى حث المواطنين على أفعال لا علاقة لها بالدين الإسلامي، وبالتالي فُرضت ثقافة خاطئة كانت عاملاً قوياً في هلاك أرواح كثيرة.

من مرشحك في الانتخابات الرئاسيّة المقبلة؟

لن أنتخب شخصاً له شعارات أو مجرد أحاديث تُقال لا تمت إلى الواقع بصلة، يجب أن يكون له تأثير في المجتمع ويهتمّ بالشعب حتى أمنحه صوتي، فقد مللنا من الكلام.

وما جديدك؟

كتبت فيلم {الخطاب الأخير} خلال ثورة 25 يناير 2011، يتمحور حول الرؤساء العرب، وكيف أنهم أصبحوا شخصية واحدة بتفكير واحد، وأبعث من خلاله رسالة إلى الرئيس المقبل بأن ينتبه لأن الشعب لن يصمت على الظلم.

متى ستطرحه؟

عندما تهدأ الأوضاع.

back to top