معرض أنطونيو سيغي في بيروت... سبر أغوار الفرد وأفراحه

نشر في 09-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-02-2014 | 00:01
14 لوحة كبيرة وجديدة وبعض منحوتات من الفولاذ تعرض في {غاليري جانين ربيز} في بيروت، للفنان الأرجنتيني أنطونيو سيغي للمرة الثالثة على جدران الغاليري.
في معرضه الجديد في بيروت يعكس الفنان الأرجنتيني أنطونيو سيغي المرحلة الجديدة التي وصل إليها في رسمه، حيث يقدم منحوتات بنية اللون من الفولاذ هي كالكرتون المقصوص بدقة على شكل أدوات أو هيكليات طريفة لتماثيل نصفية من الممكن استعمالها في وظائف عدة داخل البيت، يقدم فيها حالات مختلفة من حركة الشارع المديني وروح المدينة وأشكالها وإيماءتها.

الفنان المقيم منذ عام 1963 في إحدى ضواحي باريس، لم يرسم شخصيات محددين، بل رسم معتمداً أسلوب الكاريكاتور الساخر في تحديد سمات أبطاله وناسه وشخصياته.

سيغ الذي ولد ونشأ وعاش في مدن كبيرة، وشاهد بأم عينيه مساوئ الحياة في عواصم الأبراج وناطحات السحاب التي تزاحم سياراتها البشر، ورأى أيضاً صعوبات الإقامة في مدن الصفيح حيث الطعام والماء والمأوى أكثر ندرة من الألماس، يعرف جيداً عمّا يفتش الإنسان وعما يريد أن يرميه خلفه. وهو لم يصور المدينة بشوارع واقعية أيضاً، بل بأسلوب المرح ويرسم بتعبيرية ما بعد حداثوية (إذا جاز التعبير) أشكالاً من هنا وهناك فيها فائض من المعاني والفضاءات والصخب والبلهوانية والمرح والخفة.

أرصفة وعابرون

صحيح أن في لوحات الفنان الكثير من المارة والعابرين على الأرصفة أو بشكل عشوائي، لكن المتفرج على أعماله يجد نفسه أمام شخص واحد وامرأة واحدة يتكرران في الزحمة المدينية. ملامح الشخصيات في أعماله مبسطة بشكل يوحي أن صاحبها أراد أن يمنح المزيد من الحرية لهذه الكائنات المتحركة، {هذه الحرية التي لا أستطيع أن أرسم أو أعيش من دونها}، يقول سيغي.

وفي معظم أعماله المرسومة نرى شخصية الرجل المسافر الذي يعتمر القبعة، والفنان نفسه كان يقول: {صغيراً كنت أمام طقس لا يتبدل... أبي يلبس قبعته قبل الخروج إلى الشارع}، والذي يوحي من خلاله بسيطرة النمط العسكري على الحياة في مدن اليوم. يعبر سيغي بسخرية وفكاهة عن الحياة المدنية، ورغم أن كل عمل من أعماله يحمل صوراً عن المدينة والليل وبلده الأم الأرجنتين، فإن الموضوع الرئيس لإبداعات سيغي هو الإنسان، والإنسان العصري تحديداً.

وكي يكمل سوداوية المشهد لا ينسى التعبير عن الأدوات {الكابوسية} في عصرنا الراهن، فالطائرات والسيارات التي صنعت أصلا لخدمة البشر، والأسلحة التي اخترعت لحمايتهم، أصبحت وبال سوء على الإنسانية ككل، حين أصبح التلوث والضجيج والازدحام والقتل سمة العصر الأولى.

ولد أنطونيو سيغي سنة 1934 في قرطبة في الأرجنتين. في سن السابعة عشر سافر إلى أفريقيا وأوروبا حيث درس الرسم والنحت. وبعد عودته إلى الأرجنتين، قدم أول عروضه الفردية سنة 1957 قبل أن يقوم بسفر طويل سنة 1958 إلى أميركا الجنوبية والوسطى، خصوصاً المكسيك حيث درس تقنيات النقش.

منذ 1957، يعرض أنطونيو سيغي أعماله في أعرق قاعات العرض في العالم، وتوجد إبداعاته في أكثر من 100 متحف في ألمانيا والبرازيل وإسبانيا وأميركا واليابان وسويسرا وكثير من دول أميركا اللاتينية.

 

back to top