غناء المصريين باللّهجة الخليجيّة...

نشر في 09-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-03-2014 | 00:01
«تكريم» أو {رد جميل» أو {فتح أسواق جديدة»

هاني شاكر، أنغام، بهاء سلطان، نسمة محجوب، غادة رجب، خالد سليم، وفنانون كثر خاضوا غمار الأغنية الخليجية التي أصبحت إحدى أبجديات سوق الطرب وظاهرة تثير تساؤلات عدة حول أسبابها.
عندما أدى العندليب عبد الحليم حافظ، في منتصف ستينيات القرن الماضي، أغنية باللهجة الخليجية أثناء افتتاح التلفزيون الكويتي مرتدياً الدشداشة والعقال ومردداً {يا هلي يا هلي... يكفي ملامي والعتاب»، اعتبرت بمثابة تجربة جديدة على الساحة الغنائية العربية وأثارت جدلا.

بعد مرور سنوات طويلة على هذه الواقعة، أصبح المطربون يتسابقون على الغناء باللهجة الخليجية وتقديم ألبومات كاملة بها لاستقطاب الجمهور الخليجي.

توضح المطربة غادة رجب التي تستعد لتقديم ألبوم غنائي خليجي كامل، أنها استمتعت بغناء كلمات وألحان خليجية، عندما قدمت أكثر من أغنية بهذا اللون، فهي تعشق هذه اللهجة ومطربيها، مشيرة إلى أن مطربين لبنانيين وسوريين خاضوا هذه التجربة ونجحوا فيها ما شجعها على خوض غمارها.

تضيف: «عندما أستمع إلى كبار نجوم الخليج أشعر بمتعة، لذا تعاونت مع أكثر من ملحن وموزع وشاعر من الإمارات وقطر والكويت ليرى ألبومي الخليجي النور، وأتمنى أن يوفقني الله لأقدم لهذا الجمهور الجميل العاشق للفن هذا العمل، فأنا أعتبر أبناء الخليج أصحاب حق عليّ، ومن واجبي الغناء لهم بطريقتهم وكلماتهم وألحانهم».

تؤكد رجب ارتباطها بهذه المنطقة العربية التي وقفت إلى جانبها كثيراً، بالإضافة إلى اقتناعها بأن الفن يقرب أبناء المنطقة العربية ويزيل الحدود.

رد جميل

«المطرب الذي لا يغني بأكثر من لهجة يصبح محصوراً في نطاق بلده»، يقول الموسيقار هاني شنودة، مؤكداً أن «اللهجة المصرية محبوبة ومفهومة في البلدان العربية، بفضل أفلام الخمسينيات والستينيات، مع ذلك لا يمانع المصريون الغناء بلهجات أخرى، خصوصاً الخليجية، لأن جمهور الخليج مهم بالنسبة إلى أي فنان، مهما بلغت شهرته، وأحد أكبر الداعمين لسوق الفن من موسيقى وسينما ومسرح، عبر شرائه الألبومات أو حضوره الحفلات أو تردده الدائم على دور العرض السينمائي، لذا من مصلحة أي شخص يعمل في هذا المجال أن يخاطب هؤلاء الأشقاء».

يضيف: «ثمة مطربون يقومون بهذه التجربة تحية للجمهور الخليجي، لا سيما أن الفنانين المصريين عندما يسافرون إلى الدول العربية يقابلون بحفاوة ويقبل الجمهور على  حفلاتهم، ما يجعل المطربين يقدمون لهم أغنية بلهجة البلد الذي يستضيفهم كنوع من رد الجميل وزيادة في التواصل والارتباط بينهم وبين أهله».

المنتج الموسيقي والشاعر وائل الغرياني يرى أن كل مطرب حر في أن يغني بأكثر من لهجة، سواء كانت خليجية أو شامية، مشيراً إلى أن  ثمة مطربين يهوون تلك اللهجات ويريدون التواصل مباشرة مع جمهورهم في هذه المنطقة، موضحاً أن الفن، لا سيما الغناء، يعمل على التواصل بين الشعوب وزيادة روابط المحبة بين أبناء اللغة العربية.

يضيف: «لماذا لا يغني المصريون باللهجة الخليجية طالما قام مطربون خليجيون كثر  بهذه المهمة على مدار السنوات الماضية، ويعشق المطربون العرب الألحان الخليجية»، موضحاً أن السوق المصرية أصبحت ضيقة سواء على مستوى مبيعات الألبومات أو الحفلات التي تعوضهم خسارة الألبومات، باعتبار أن الحفلات في مصر في السنوات الثلاث الأخيرة لم تعد مجدية، ما يدفع المطربين إلى فتح أسواق جديدة لا سيما في الخليج.

كسب جماهيرية

يلاحظ الناقد الفني أحمد سعد الدين أن معظم الأغاني باللهجة الخليجية التي قدمها فنانون مصريون كتبت من باب «السبوبة»،  لذا لم تترك أغنية واحدة علامة أو أثراً لدى الجمهور، سواء المصري أو الخليجي.

يضيف: «لم تنجح أي أغنية خليجية كتبها شعراء مصريون، والوضع نفسه بالنسبة إلى الشعراء الخليجيين الذين كتبوا أغنيات باللهجة المصرية»، مشيراً إلى أن سوق الكاسيت أصبح سيئاً للغاية ويلجأ مطربون إلى هذه الحيلة لكسب جماهيرية وسوق جديدة بعد الكساد الواضح في السوق المصرية والذي لا يختلف عليه اثنان.

يتابع أن شعراء مصريين كثراً يرفضون كتابة أغنيات خليجية، خشية الوقوع في فخ السذاجة والمباشرة، بعيداً عن الإبداع والاتقان، والرداءة والملل، {تحتاج كتابة الأغاني إلى مرادفات ومعانٍ وإلمام كبير باللهجة التي تُكتب بها، باستثناء بعض الأغاني التي كتبها شعراء خليجيون  باللهجة المصرية}، موضحاً سهولة تلحين المصريين وفق {الأرتام الخليجية} من دون تعقيد أو مجهود مضاعف لأن الموسيقى لغة عالمية.

يوضح سعد الدين أن العالم أصبح قرية صغيرة، وبات الغناء بلهجات مختلفة مسألة حتمية، ذلك أن الفنان الذي يقتصر على أبناء بلده سينتهي سريعاً ولن يقدر على المنافسة الشرسة التي أحدثتها مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية.

back to top