تتجه أنظار العالم اليوم صوب قصر "القبة" الرئاسي في القاهرة، خاطفا الأضواء من نظيره "الاتحادية"، مقر الحكم في مصر منذ عقود، حيث يشهد الأول الحدث التاريخي الأبرز في مصر الآن، وهو تنصيب قائد الجيش السابق المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد، بعد فوزه أوائل يونيو الجاري في الانتخابات الرئاسية التي جرت مايو الماضي.

Ad

وشهدت الأيام الماضية عملية تزيين لقصر "القبة"، لاستقبال ملوك ورؤساء العالم، لحضور مراسم تسليم السلطة للرئيس السيسي، حيث تم طلاء أسواره وبواباته الرئيسية، وتقليم الأشجار ورصف الشوارع المحيطة به.

ويعتبر "القبة" من أكبر القصور الملكية في مصر، وشيد في عهد الخديوي إسماعيل منتصف القرن التاسع عشر، وهو قصر ضخم، تحيطه حديقة كبيرة على مساحة 70 فدانا، تحوي نباتات وأشجارا آسيوية، وأخرى جُلبت من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب الأكشاك الخشبية الرائعة التي كانت تستخدم لتمضية أوقات العائلة المالكة المقيمة في القصر وقتذاك.

تاريخيا، ولد الخديوي توفيق في قصر القبة، الذي عاش فيه بعد ذلك أثناء حكمه لمصر، وشهد خلال تلك الفترة أكبر وأرقى الحفلات التي كان يقيمها لضيوفه، وبعد تولي الملك فؤاد حكم البلاد كان "القبة" مقر إقامته، وقام وقتها ببعض التعديلات، منها إقامة سور كبير حول القصر بالكامل بارتفاع ستة أمتار، وظل فؤاد مقيما في هذا القصر حتى توفي أبريل 1936.

وبعد عودة الملك فاروق من إنكلترا، عقب وفاة والده الملك فؤاد، ألقى أول خطبة إذاعية له عبر الإذاعة المصرية في 8 مايو 1936، من داخل القصر، بينما تمت مصادرته بعد قيام ثورة يوليو 1952، وأصبح واحدا من القصور الرئاسية، حيث استخدمه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مقراً للحكم.

وباشر الرئيس الأسبق أنور السادات مهامه من "القبة" أيضا، ثم انتقل خليفته حسني مبارك إلى "الاتحادية" ليدير منه البلاد، واقتصر "القبة" في عهده على استقبال الرؤساء وكبار الزوار.