نصوص سردية نسائية في «ملتقى الثلاثاء»

ثلاث كاتبات قرأن نصوصاً سردية يتمحور جلها حول جانب اجتماعي يستقي تفاصيله من شخصيات وأمكنة محلية.

نشر في 09-01-2014
آخر تحديث 09-01-2014 | 00:02
نظم ملتقى الثلاثاء في جلسته مساء أمس الأول أمسية سردية في جمعية الخريجين شاركت فيها القاصات هنادي البلوشي ونورة بوغيث وسارة العتيقي.
قدمت الندوة القاصة استبرق أحمد التي رحبت بداية بالحضور، ثم قرأت السيرة الذاتية المختصرة للقاصات، وأضافت: «العالم لم يكن يوماً ساذجاً، العالم لم يكن بيتاً تهبط فيه بسلام، إذا كان الرهان دائماً للكاتب أن ينخرط فيه يجتاحه بوعيه يتعامل معه، يعيد نسجه، تنقيته، تشذيبه، متحاشياً أن تصدأ أفكاره متعاملاً معه عبر سياقات متشابكة، ماضياً في طريق الرصد متدثراً بالإنسانية والحساسية المرهفة القادرة على جذب المواضيع وإعادة تكوينها، رسمها في نصه، لذا من كان بلا قلق فهو آمن ومن كان بلا قلق ليس بكاتب، وهذا المساء لنا لقاء مع قلق الكاتب».

مجموعة قصصية

في البداية، أشارت الكاتبة هنادي البلوشي إلى أن أحد أهدافها التي وضعتها مع بداية العام الجديد أن يكون لها إصدار مجموعة قصصية جديدة، وأوضحت أن حياتها تغيرت خلال الأشهر القليلة الماضية بحيث انتقلت من مجال إلى آخر ومن حياة إلى أخرى، وبمناسبة هذا التغير قرأت نص «انتقالات»، الذي قالت في أحد مقاطعه: «الدائري الخامس، ذلك الطريق المؤدي إلى المالانهاية، تجري في عروقه آلاف من السيارات كل يوم، ولكل منها قصة، تتعالى نغمات أغنية لأم كلثوم، لا يميزها ولا ينشد لها، يقلب المحطات، يستقر بصوت رقيق يشدو بأغنية رقيقة للأطفال، يبدأ بهز رأسه يمنة ويسرة، وكأنما أفكاره تتراقص بداخل رأسه، يقطع فجأة هذا الانقلاب نشرة أخبار والصوت القائل: ننقل لك الحدث والصوت لتكتمل لديك الصورة».

 ثم قرأت البلوشي نصاً سردياً آخر بعنوان «حدث في غرفة التعذيب»، ومن أجواء النص: «بعدها، قبعتِ في زاوية الزنزانة التي لن تضم أحدا سواك، ضممتِ ركبتاك إلى صدرك، دفنت رأسك بينهما، أخذ جسدك يهتز إلى الأمام وإلى الخلف، بدأ الاهتزازُ بهدوء، وما لبث أن تصاعد حتى وصل إلى اهتزاز عنيف، ولولا ارتطام مؤخرة رأسك بالحائط وراءك لما كنت توقفت عن الاهتزاز».   

بدورها، أوضحت بوغيث أن اهتمامها بالجانب الاجتماعي في كتاباتها يأتي بسبب ما ينقل للمشاهد عبر شاشات التلفزة وفي الصحف والذي لا يجسد واقعنا الحقيقي الاجتماعي كما تراه وكما يراه الشباب، لذلك تجد أن بعض الوقائع التي نعيشها يومياً جديرة بأن تُذكر حتى وإن كان جزء منها خياليا، وفي هذا السياق قرأت بوغيث نص «بين اليوم والأمس»، وقالت في أحد مقاطعه: «يحل اليوم، مثل الأمس محملاً بهموم الغد، تحت عنوان لم يتغير شيء، ينال مني التوعك، أقصد المستوصف، الكاتب الخمسيني نفسه مبتسماً، يقتطع لي رقماً «ما تشوفين شر»، وغرفة العلاج نفسها أفحص ُنفسي بنفسي، يهزّ الطبيب رأسه بغباء ويمد لي وصفة العلاج». ثم قرأت نصاً آخر بعنوان «ربيعُ بدور» ومن أجوائه: «يفكُ والدي رواق الخيمة، الرجال ينتزعون أوتادنا الربيعية، نلملم حاجاتنا على عجل، يلف الحزن الصامت حركاتهم شبه السريعة، أغلب النسوة عدن تاركات المهمات الأخيرة للرجال، تأهبن للمكوث طوال العطلة ليقفز قرار رحيلنا بعد أربعة أيام فقط».

الرجل الأخضر

أما القاصة سارة العتيقي فقرأت نص «الرجل الأخضر المضيء»، ومن أجواء النص: «وقفت عند الإشارة الضوئية الحمراء التي تمثل رجلا واقفا يلتمع باللون الأحمر الفاقع، تنتظر أن تتغير الصورة ولونها لذلك الرجل السائر ذي اللون الأخضر المضيء، انتظرت ومعها عشرات من الناس، وقد كساهم الملل فأخذوا يتسربون بين السيارات السائرة التي علا نفيرها وازداد غضبها لتلك الوقاحة وذلك الاستهتار المطلق».

واختتمت العتيقي بنص «اخترعت العجلة»، ومن أجواء النص «مرحباً، أعرفكم بنفسي، أدعى أم محمد، وسأصرح لكم للمرة الأولى عن خبر سيذهلكم ويذهل العالم أجمع، سأخبركم عن اختراعي العظيم، الا وهو اختراعي للعجلة، نعم أنا اخترعتُ العجلة... حسناً حسناً لا داعي للصياح، أعترف أنني لم أخترعها تماماً، إنما اخترعتُ حديدة توضع في العجلة».

back to top