إسرائيل تغتال 3 قادة من «القسام» ولا تهدئة في الأفق

نشر في 22-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-08-2014 | 00:01
No Image Caption
إطلاق 168 قذيفة من القطاع في يوم واحد... وتل أبيب تستدعي 10 آلاف من الاحتياط
غنمت إسرائيل أمس صيداً ثميناً بعدما تمكنت من اغتيال ثلاثة من قادة الجناح العسكري لحركة «حماس»، وفي حين تصاعد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ووصل إلى ذروته منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع في 8 يوليو الماضي، لا يبدو أن هناك أي أفق للتهدئة.

بعد يوم واحد من فشلها في اغتيال قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد ضيف، وجهت إسرائيل ضربة قاسية إلى الحركة فجر أمس بقتل ثلاثة من كبار قادة «القسام»، في مؤشر على أن إسرائيل تركز هجومها على من يقودون الهجمات من القطاع.

وأطلقت مقاتلات إف-16 إسرائيلية تسعة صواريخ على مبنى سكني من عدة طوابق تملكه عائلة «كلاب» في حي تل السلطان بمدينة رفح، مما أسفر عن مقتل سبعة فلسطينيين من عائلة واحدة وإصابة العشرات بجروح في الغارة التي استهدفت قادة «القسام»، كما قتل 30 فلسطينياً في سلسلة غارات إسرائيلية على غزة أمس.

وارتفعت حصيلة القتلى في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 2049، إلى جانب أكثر من 10224 جريحا.

على الجانب الآخر، استمر إطلاق الصواريخ من غزة وسقط بعضها في كيبوتز قرب الحدود أمس، وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن شظايا من الانفجار أصابت إسرائيليا بجروح خطيرة وكادت تصيب دار حضانة، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعائه لـ10 آلاف جندي من الاحتياط.

وقال المركز الفلسطيني للإعلام التابع لـ»حماس» إن الفصائل في القطاع سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا منذ بدء القتال في عدد الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقت باتجاه المواقع العسكرية والمدن الصهيونية خلال 24 ساعة، فقد أطلق 168 صاروخا وقذيفة هاون أمس، بينما نفت إسرائيل إصابة أي من منشآتها التي تنقب عن الغاز الطبيعي في عرض البحر بعد إعلان «حماس» استهدافها لإحداها أمس الأول.

من جهتها، نددت كتائب «القسام» بمقتل ثلاثة من كبار قادتها، وقالت الكتائب في بيان إنها «تزف إلى شعبنا وأمتنا شهداءها محمد أبوشمالة (41 عاما) ورائد العطار (40 عاما) ومحمد برهوم (45 عاما)»، وتعهدت بالانتقام.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم «حماس» إن إسرائيل ستدفع الثمن، مضيفاً أن «اغتيال قادة القسام في رفح يعد جريمة كبيرة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني أو إضعاف المقاومة».

ويأتي مقتل القادة الثلاثة بعد مقتل زوجة محمد ضيف قائد كتائب عز الدين القسام وطفله الذي يبلغ من العمر سبعة أشهر، في غارة إسرائيلية مساء الثلاثاء – الأربعاء، في وقت انتشلت الطواقم الطبية أمس جثة ابنة ضيف «سارة» البالغة من العمر ثلاثة أعوام من تحت الركام.

إلى ذلك، امتدح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توعد في وقت سابق بتصفية قادة «حماس»، العملية الناجحة للجيش الإسرائيلي التي استهدفت قادة «القسام»، قائلا إنها أتت نتيجة معلومات استخباراتية.

وكان نتنياهو أكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة والمسماة «الجرف الصامد» لم تنته، وأنها مستمرة حتى إعادة الهدوء إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن بلاده ستتخذ كافة الوسائل للوصول إلى ذلك، واعتبر أن حركة «حماس» تعيش في عزلة.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب مساء أمس الأول مع وزير الدفاع موشيه يعالون، قال نتنياهو إن مفاوضات التهدئة في القاهرة فشلت لتصميم إسرائيل على مطلب نزع سلاح «حماس».

من جهة أخرى، اعتبر نتنياهو، في خطاب تلفزيوني، أن «حماس» جاءت من نفس الشجرة التي خرج منها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية والمعروف بـ»داعش».

في المقابل، رفضت «حماس» اتهامات نتنياهو لها بالارتباط بتنظيم «داعش»، وقال عضو المكتب السياسي للحركة، محمود الزهار، إن ما أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي «أكذوبة تستهدف تحريض العالم» ونقلت عنه قناة الأقصى التابعة لحماس قوله إن الأخيرة «حركة تحرر وطني هدفها تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948».

لا تهدئة

في غضون ذلك، مازالت مصر تواصل الاتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل التوصل لتهدئة دائمة، لكن لا يبدو أن هناك فرصاً تذكر في ظل الأوضاع القائمة لوضع حد للقتال وتحقيق تقدم في محادثات السلام، لكن حركة «حماس» اعتبرت من جانبها أن مفاوضات القاهرة انتهت.

وفي السياق نفسه، وقبل ساعات من لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة القطرية الدوحة أمس، رهن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» العودة إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بـ»تأكد المقاومة من أن هناك ظرفا حقيقا يدفع إسرائيل للتسليم بالمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها كسر الحصار المفروض على غزة».

وجدد مشعل، خلال حوار مطول مع وكالة «الأناضول» التركية، تأكيده تمسك المقاومة بمطالبها، وأبدى استعداد المقاومة للقتال «حتى النهاية دفاعا عن النفس والأرض»، موضحا أن «الشعب الفلسطيني يقاتل منذ مئة عام، ولن يتعب من شهر أو سنة أو سنوات».

back to top