ميشال قزي : لا تهمّني النجوميّة ولن أشوّه صورتي من أجل الشهرة

نشر في 07-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-04-2014 | 00:01
منذ انطلاقته الفنية واجهته مطبّات عرقلت مسيرته، لكنه تخطاها وتقدم بخطوات ثابتة نحو تحقيق هدفه...
أطلق الفنان ميشال قزّي أخيراً أغنيته الرومانسية الجديدة «غمريني» التي حصدت اعجاب الجمهور، وسيصورها قريباً، ويستعد لطرح اغنية أخرى جددّها بصوته فضلا عن تجربة أولى في المسرح.
عن مشاريعه الفنية تحدث إلى «الجريدة».
كيف تقيّم مسيرتك الفنية منذ انطلاقتك؟

لست راضياً طبعاً، لأنني واجهت مشكلات أخّرت مسيرتي وأبطأتها، إنما كانت خطواتي ثابتة.

هل كانت خياراتك صائبة؟

نوعاً ما، لا يمكن إرضاء الأذواق كافة، إنما الأهم بالنسبة إليّ تقديم أعمال محترمة ولائقة.

ألا تعتبر أن السير بخطوات ثابتة وبطيئة أفضل من تحقيق نجومية سريعة؟

أكيد، خصوصاً أننا في كل فترة نشهد ولادة نجم جديد، يحقق النجومية سريعاً، ويختفي بعدها، لذا النجاح الذي نحققه بتأنٍ وخطوات ثابتة يستمرّ أكثر.

تغني اللون الجبلي لفنانين آخرين في الحفلات وتلتزم الرومانسية في أغانيك الخاصة، ما السبب؟

لأن الجمهور الذي يحضر المهرجانات يريد أن يرقص ويتسلى، لكنني أميل شخصياً إلى اللون الرومانسي عند اختيار أغانيّ الخاصة، لأنني أفكر بالجمهور الذي يرغب بالاستماع إلى  كلمات جميلة وهادئة.

هل تؤيد أن يعمد الفنان إلى التغيير لمفاجأة جمهوره؟

يجب أن يغيّر الفنان نوعية أعماله من فترة إلى أخرى، وهذا ما سأفعله، إنما أفضّل عدم تغيير {اللوك} الذي عرفني به الجمهور.

ما الاصداء حول أغنية {غمريني} (كلمات أحمد ماضي وألحان هيثم الزيّات)؟

جيّدة، في الحقيقة أقوم بواجبي كاملا من حيث تقديم الأغنية بشكل لائق وأترك الباقي للجمهور.  

هل ستصوّرها؟

لم نتخذ قراراً نهائياً بعد.

قدّمت في {كرمال الله} صورة الاب، فهل من فكرة مبتكرة جديدة لكليب {غمريني}؟

أبحث عن فكرة مبتكرة  بعيداً من صورة الزفاف والفستان الأبيض، التي توحي بها كلمات الاغنية {رح تصيري مرتي} و{غمريني}، لذا خشيت من تصوير هذه الأغنية التي أعتقد أن أحداً غير قادر على إعطائي قصة مبتكرة، أنا في انتظار ما يعجبني فعلا.

رغم تعاونك مع  مجموعة من الشعراء، تتعاون مجدداً مع الملحن هيثم الزّيات، هل هذا مقصود؟

لم أقصد التنويع على صعيد الكلمة، بل حصل الأمر عفوياً، بالنسبة إلى الألحان، قصدت هيثم بنفسي لأنني مؤمن بفنه وبحرفيته، خصوصاً أنه يعمل بضميره وهو موسيقي {خطير} وأحد الملحنين الذين يحتلون المراتب الاولى.

ما سبب هجمة الشباب على الغناء برأيك؟

 من يقف خارج الوسط الفني يراه سهلا، سواء على صعيد الإنتاج أو إحياء الحفلات، ويظنّ أنه مُربح مادياً. إنما في الحقيقة، هذا المجال مكلف، وليس كل من قدّم أغنية، حقق النجاح  واسترّد التكاليف التي دفعها، لأنها {ضربة حظّ}، والأهم برأيي الاستمرارية.

هل تلبي دائماً دعوات للمشاركة في المهرجانات؟

لا، بل أرفض معظمها، لأسباب عدّة منها البدل المادي الذي لا يناسبني أو يناسب شركة {جارودي ميديا}، وأحياناً أرفض بسبب موقع الحفلة وماهيتها، إذ ثمة أماكن لا أرتاح للغناء فيها.

هل ينطبق المعيار نفسه على مهرجانات ذات طابع وطني أو اجتماعي؟

عندما تكون الحفلة غير تجارية، أشارك فيها وأدعمها، بشتى الوسائل، لأهدافها الاجتماعية والإنسانية والوطنية، مثل مشاركتي أخيراً في {ماراثون} طرابلس الذي هدف إلى تنشيط الحركة في المدينة.

ما حقيقة ما ورد على لسانك بأن الاعلام السياسي أكبر كذبة؟

منطقة طرابلس جميلة جداً وأجواؤها رائعة فضلا عن حسن الضيافة التي يتمتع بها أهلها، لذا أفاجأ أن الإعلام يصوّرها بطريقة مختلفة عن ماهيتها، لذا أدعو الإعلام السياسي إلى تحديد الاشكالات وعدم تعميمها على المدينة.  كذلك عند حدوث اشكال في إحدى مناطق صيدا، يجب الإشارة إلى اسم المنطقة تحديداً بدلا من تسمية الجنوب كله، وأيضاً في بيروت، لأن ذلك  يشوّه صورة لبنان ولا يخدمه، خصوصاً أننا اعتدنا وقوع بعض الأحداث، ومن ثم تتحسن الأوضاع ونأمل دائماً بالخير. وهذا فعلا ما قصدت.

هل تؤيد التزام الفنان  بقضايا إنسانية معينة؟

يجب الاستفادة من النعمة التي منحه إياها الله ليس في مهنته فحسب، بل لإفادة الآخرين أيضاً. منحني الله صوتاً جميلا، لذا يجب أن أُسعد الناس بحفلات خيرية أحييها في مأوى عجزة أو في مركز للمعوقين مثلا. أما بالنسبة إلى القضايا السياسية، فأفضّل ألا يعلن الفنان عنها لأن في لبنان  نسبة كبيرة من التعصّب ورفض الآخر، فلا يُفهم الفنان بطريقة صحيحة عندما يعلن عن انتمائه السياسي.

ما تفاصيل الأغنية التي سجّلتها من إنتاج قوى الأمن الداخلي اللبناني؟

سجّلنا أغنية من كلمات جورج وديع الصافي وألحانه تهدف إلى التوعية ضد مخاطر السرعة والتهوّر في القيادة.

ماذا عن المسرحية المعروضة عليك؟

عرضت عليّ المنتجة المنفذة نانسي أبو فيصل المشاركة في مسرحية وطنية استعراضية فكرتها أن لبنان مسرحية نصدّقها، وأؤدي دور شاب مغرم بفتاة تجسّد {لبنان}، لكن ينافسه شخص أجنبي على حبّها. لم تُحدد الشخصيات المشاركة بعد ولم تتلبور التفاصيل الأخرى.

لم تستمرّ في التمثيل الدرامي، فما الذي دفعك لقبول المسرحية؟

بصراحة لا أعرف، تحديداً، لماذا آمنت بهذا العمل، ربما بسبب رسالته الوطنية. برأيي سيكون عملا موسيقياً ضخماً ولن يكون عابراً.

هل من مشروع لتجديد أغنية اخرى بعد {نوينا عالجازة}؟

ثمة أغنية اخرى أديتها في حفلة مباشرة ستصدر قريباً بعد الحصول على  حقوق النشر من أصحابها.

لمَ لا تجمع أغانيك في ألبوم واحد؟

أصبحنا في زمن، لولا العيب، لكان الفنانون الكبار توقفوا عن إصدار البومات واكتفوا بأغاني {السينغل}، لأن الألبوم راهناً يشكل خسارة مادية في ظل التكنولوجيا التي تخوّل الجمهور، بكبسة زرّ، الحصول على الاغنيات كافة. أنا متفرّغ لبناء مسيرتي والمساهمة في دعم {جارودي ميديا} وتطويرها، بدلا من تكبدها خسائر مادية،  خصوصاً أننا نعيش في حرب عالمية عربياً ودوليا من دون أن نشعر، لذا يجب أن يدرك كل شخص المكان الأنسب للاستثمار فيه.

ما تحضيراتك لموسم الصيف؟

ثمة مشاريع عدّة ومنها جولات في دول الاغتراب.

كيف يتفاعل جمهور الاغتراب معك؟

أشعر بأن اللبنانيين المغتربين متعطشون للبنان، وكذلك الجمهور العربي الذي يتفاعل في الحفلات مع الأغاني الوطنية، رافعاً الأعلام للتعبير عن الشوق للوطن.

ما سبب افتتاحك لملهى ليلي؟

منذ 9 سنوات افتتحت شركة لاستئجار السيارات ومن ثم افتتحت ملهى ليلياً، لأنني أحب العمل التجاري وأخطط لمزيد من الاعمال التجارية.  اتجهت إلى هذا المجال لأنني أفكر دائماً بالمستقبل، وبمصيري.  في حال لم يعد صوتي ينفع للغناء، هل أجلس في المنزل في انتظار من يمد لي يد العون؟ بصراحة تعلمّت من الفنانين الكبار في السن الذين تخلت عنهم الدولة وتنكّرت لتاريخهم، وهم لا يجدون من يساعدهم في محنتهم. إذا لم يجد هؤلاء العظماء من يلتفت إليهم، لمَ لا أحمي نفسي لئلا أواجه المصير نفسه؟

كيف تقيّم مستوى الانتاج الفني راهناً؟

الفن غريب عن الإنسان، ثمة استعجال وتهوّر، وأحد لا يدرك سبب تغيير الفن لمساره ونوعيته. بصراحة لا يعجبني هذا الفن، لكنني ألتزم بتقديم ما هو مطلوب نوعاً ما. لا أحب هذا الزمن وأتمنى لو عشت قبل 50 سنة، لأننا نفتقد راهناً إلى القيم، بالنسبة اليّ لا تهمني النجومية ولا الفن، لذا لن أشوّه صورتي من اجل الشهرة التي لا أحبها كثيراً.

مستمرّ مع شركة {جارودي ميديا}، هل أنت راضٍ عن كيفية إنتاجها لأعمالك؟

أعتبر أن الفترة التي تعاونا فيها، إحدى أجمل الفترات في مسيرتي الفنية، لأن القيمين على هذه الشركة محترمون ويعملون لصالح الفن. وفيما تقفل بعض الشركات لعدم قدرتها على الإنتاج في هذه الظروف، يناضل يوسف جارودي للاستمرار، وهو مؤمن بأن السلام سيعمّ مجدداً، وسنستطيع بعدها تقديم أعمال فنية راقية. فضلا عن قناعته بضرورة  تقديم أعمال لائقة، وإن احتاج الجمهور إلى بعض من الوقت لتقبّلها، لأن الأهم، بالنسبة إليه، تقديم أغانٍ  {ثقيلة} بالمعنى الفني.

back to top