بعد صراعات طويلة، بين حملات تأييد المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، نجحت مفاوضات قادها وسطاء أمس في إعلان اندماج عدد منها، بينما تطور المشهد الانتخابي بإعلان أول مرشح إسلامي ترشحه في السباق.
في الوقت الذي لم يعلن المرشح الرئاسي المُحتمل المشير عبدالفتاح السيسي حملة بعينها لتمثيله رسمياً في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نجحت أمس جهود وسطاء، لاحتواء ما اعتبره مراقبون «صراعاً» بين حملات شعبية عدة لدعم المشير عبدالفتاح السيسي، الذي يخوض الاستحقاق الانتخابي، المقرر إجراؤه، في الـ26 والـ27 من مايو المقبل.وقال ممثلون عن حملات عدة، بينها «كمِّل جميلك يا شعب، السيسي رئيسي، السيساوية، إرادة شعب»، إنهم يعملون على تكوين تحالف واحد، تحت اسم «الحملة الشعبية الموحدة لدعم المشير السيسي»، مؤكدين التعاون والاندماج في كيان مستقل، لضمان التنسيق والتجهيز الجيد أثناء فترة الدعاية الانتخابية، بالتعاون مع الحملة المركزية فور إعلان قبول أوراق الترشح الرسمي، من قبل اللجنة العليا للانتخابات.يأتي التئام حملات دعم السيسي، بعد أيام من الاحتكاك في ما بينها، أمام مكاتب «الشهر العقاري»، المعني بتحرير توكيلات المرشحين للرئاسة، في حين برقت أسماء أبرزها الدبلوماسي المخضرم عمرو موسى، الذي تردد أنه رئيس اللجنة الاستشارية للحملة الرسمية، مجهولة التشكيل حتى أمس (الأربعاء).وقالت مصادر، إن تولي أفراد حملة موسى الرئاسية السابقة، في انتخابات 2012، شؤون حملة السيسي -غير المُعلنة رسمياً- أثار استياء معظم منسقي حملات دعم المشير، التي تأمل كل منها أن تكون الممثل الشرعي للحملة، وأكد مصدر لـ «الجريدة»، داخل الحملة أن الخلافات تفاقمت بين أعضائها، المنتمين في الأصل إلى تحالفات ثورية، بسبب غياب العدالة في تقسيم الأدوار القيادية، في حين رفض مسؤول المكتب التنفيذي، في «تكتل القوى الثورية»، تامر القاضي، التعليق قائلاً: «لا أعلم شيئاً عن هذه الخلافات».وبينما كان المنسق العام لحملة «كمل جميلك»، رفاعي نصرالله أعلن استياءه من عدم ضمه إلى الحملة الرسمية للمشير، بدا أن حملة «تمرد»، التي ساهمت في الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 3 يوليو العام الماضي، لم تكن أوفر حظاً هي الأخرى، للفوز بقيادة حملة المشير رسمياً.السيناريو ذاته تكرر مع حملة «بأمر الشعب» التي يتولى منصب منسقها العام اللواء حمدي بخيت، وبرز دورها الفاعل في جمع توكيلات ترشيح السيسي، لكن المستشارة جيهان مديح استقالت أخيراً من الأمانة العامة للحملة بعد انتهاء دورها بإعلان السيسي ترشحه، على حسب قولها.إلى ذلك، مازال الغموض يخيم على الحملة الرسمية، ففي حين نشرت صفحة تسمي نفسها «الصفحة الرسمية لحملة المشير عبدالفتاح السيسي»، على موقع التواصل (تويتر)، الشعار الخاص بالحملة متضمناً عبارة «تحيا مصر»، فشلت محاولات الصحافيين في الوصول إلى مقرها أو مُنسقيها.«الجريدة» خاضت محاولة للوصول إلى مقر الحملة الرسمية، عبر العناوين المنشورة لها، وسط القاهرة، وفي منطقة التجمع الخامس، شرق القاهرة، لكن لم تفلح «الجريدة» في الوصول إليه، نظراً لإحاطته بسياج أمني يمنع دخول أي شخص أو سيارة إلى محيطه.مرشح إسلاميفي غضون ذلك، بدا أن التيار الإسلامي لم يستسلم للانسحاب من الحياة السياسية بعد، فقد أعلن رئيس حزب «التغيير والتنمية»، باسم خفاجي، ذو المرجعية الإسلامية، ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، ليصبح المرشح الإسلامي الأول الذي اتخذ هذه الخطوة، نافياً انتماءه إلى جماعة «الإخوان».هدنة أسوانميدانياً، وبينما أعلنت أمس هدنة مدة شهر، لوقف نزيف الدم في منطقة السيل الريفي بمحافظة أسوان، (900 كيلو جنوب القاهرة) بين قبيلة «بني هلال» وقرية «دابود» النوبية، صعَّد طلاب جماعة «الإخوان» الإرهابية في جامعة الأزهر، أمس (الأربعاء)، فعالياتهم، حيث وقعت اشتباكات بين العشرات من طلابها، وقوات الأمن.كان الطلاب نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، رددوا خلالها هتافات مناهضة للجيش والشرطة وشيخ الأزهر، ما أدى إلى تدخل قوات الأمن التي فرقتهم بقنابل الغاز، وألقت القبض على نحو 10 منهم.في الأثناء، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن الإداري، وطلاب «الإخوان»، داخل مبنى كلية التجارة، بجامعة عين شمس، بعدما اقتحم طلاب «الإخوان»، أحد مدرجات الكلية، وأشعلوا الشماريخ، وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، بينما حاول ملثمون اقتحام مركز شرطة مدينة إطسا بمحافظة الفيوم، فجر أمس (الأربعاء)، وتبادلوا الأعيرة النارية بكثافة مع القوات الموجودة قبل أن يفروا هاربين، دون إصابات.إلى ذلك، أدرجت الولايات المتحدة أمس جماعة «أنصار بيت المقدس»، أنشط الجماعات المصرية المتشددة، كمنظمة إرهابية أجنبية.وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن «أنصار بيت المقدس هي في الأساس جماعة محلية ليست مرتبطة رسميا بـ (القاعدة) لكنها تشاركها بعض أفكارها»، مضيفة أن «الجماعة قتلت 5 جنود في هجوم صاروخي على طائرة هليكوبتر عسكرية في يناير الماضي وأعلنت أيضا مسؤوليتها عن 4 هجمات أخرى في القاهرة استخدمت فيها سيارات ملغومة وقنابل يدوية».وبينما أضافت الوزارة أن تلك «الجماعة استهدفت مصريين وسائحين أجانب وإسرائيل»، رحبت الحكومة المصرية على الفور بالقرار.
دوليات
حملات السيسي تتوحد... وإسلامي يترشح للرئاسة
10-04-2014