علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة أن طرح وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد رئيس حزب «يوجد مستقبل» الوسطي، لخطة سلام جديدة مع الفلسطينيين بموازاة مشاركة الرئيس شمعون بيريز في الصلاة من أجل السلام في الفاتيكان لم تكن مصادفة، بل نتيجة تنسيق بين الشخصيتين.

Ad

تحرك لابيد وهو رئيس ثاني أكبر كتلة في حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية يجعل الأخير محاصرا من الداخل بعد فشله في عزل حكومة التوافق الفلسطينية الجديدة دولياً.

وطرح لابيد أمس الأول خطة سلام ترتكز على 3 مراحل:

1 ــ انسحاب إسرائيل من المناطق المصنفة «C» في الضفة الغربية التي لا توجد بها مستوطنات إسرائيلية وتسليم تلك المناطق للسلطة الفلسطينية.

2 ــ إخلاء المستوطنات المعزولة والعشوائية بشكل أحادي بطريقة تعيد الى الاذهان «خطة الانطواء» التي طرحها رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت بعد انسحابه من غزة وتسلمه منصب رئاسة الوزراء خلفاً لارئيل شارون.

3 ــــ الجلوس مع الفلسطينيين للحديث على اتفاق نهائي.

وحذر لابيد نتنياهو من ضم أي مستوطنة إلى إسرائيل، قائلا في كلمة أمام مؤتمر هرتسيليا السنوي قرب تل أبيب إنه توجد «أزمة غير مسبوقة»، وانتقد تمويل الحكومة للمستوطنات اليهودية في مناطق واسعة بالضفة الغربية يرى أنها ستؤول للفلسطينين في المستقبل.

 وأضاف: «إذا جرت محاولة لضم ولو مستوطنة واحدة بشكل منفرد فإن حزب يوجد مستقبل لن يترك الحكومة فحسب بل سيطيحها».

وتأتي خطة لابيد هذه على ما يبدو بالتنسيق مع بيريز لحشر نتنياهو وحزب «ليكود» (يمين الوسط) في الزاوية، علماً أن وزيرة العدل تسيبي ليفني تدعم هذا الطرح. وستشكل هذه الخطوة تذكرة خروج من الحكومة لحزب «يوجد مستقبل» برئاسة لابيد وحزب «الحركة» برئاسة ليفني وتبكير موعد الانتخابات البرلمانية.

وسيعزز ذلك الفرص لضم بيريز، الذي ينتخب الكنيست (البرلمان) خلفاً له اليوم، الى «معسكر السلام الإسرائيلي» وقيادته بطريقة أو بأخرى.

وكانت تقارير أفادت أن بيريز ولابيد يخططان لاقامة حركة وحزب بمشاركة ليفني والتنسيق مع حزب «العمل» (يسار الوسط) لتشكيل ائتلاف عريض والفوز بالانتخابات القادمة، مع ضمان حقوق المتدينين من حزب «شاس» الذي اعلن رئيسه ارييه درعي أكثر من مرة أنه ليس في جيب اليمين.

ويتوقع المحللون أن ترتفع حرارة الساحة الحزبية في إسرائيل تمهيداً لانتخابات مبكرة نهاية هذا العام.

على صعيد آخر، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن الحكومة الإسرائيلية تحوّل أموالاً إلى جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» والاستخبارات الخارجية «الموساد» في شكل يضع صعوبات أمام مراقبة موازنتهما، موضحة أن موازنة «الشاباك» و»الموساد» بلغت2.021 مليار دولار العام الحالي، بزيادة 6% مقارنة بموازنة العام الماضي.

الى ذلك، دين متطرفان يهوديان بشن هجوم طابعه عنصري على عشرات السيارات المملوكة لعرب، وخط شعارات عنصرية على جدار في قرية أبوغوش العربية غرب القدس عام 2013.