«رئاسية» مصر... عنان ينسحب وشفيق يشكك في نزاهتها

نشر في 14-03-2014 | 00:10
آخر تحديث 14-03-2014 | 00:10
No Image Caption
مقربون من السيسي ضغطوا على رئيس الأركان السابق لمنع «المزايدات»
رضخ رئيس أركان الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان لضغوط مارسها مقربون من المشير عبدالفتاح السيسي وأعلن أمس انسحابه من الانتخابات الرئاسية التي كان يعتزم الترشح بها، في حين كشفت تسجيلات مسربة أن رئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق لا يثق في نزاهة تلك الانتخابات ويعتقد أنها سيتم ترتيبها لمصلحة السيسي.

وبعد سلسلة اجتماعات مع عنان استمرت حتى فجر أمس أعلن في مؤتمر صحافي أنه قرر عدم الترشح للرئاسة "إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد وإدراكاً منه للمخاطر التي تحيط بها".

وشارك في هذا المؤتمر ثلاثة من المقربين من قيادة الجيش بينهم عضو سابق في المجلس العسكري هو اللواء حسن الرويني.

وأوضح أحد الذين شاركوا في هذه الاجتماعات أن وفداً مكوناً من 4 شخصيات بينهم ثلاثة صحافيين اجتمع مع الفريق عنان لإقناعه بأن ترشحه لن يستفيد منه إلا جماعة "الإخوان المسلمين"، التي ستراهن على دعمه لمحاولة الإساءة إلى القوات المسلحة، وخلق "مناخ من المزايدات".

وأضاف أن الاتفاق على البيان الذي ألقاه عنان استغرق ثماني ساعات متواصلة من النقاشات التي لعب اللواء الرويني دوراً كبيراً في حسمها.

وعنان كان الرجل الثاني في المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، واستمر في موقعه رئيساً للأركان حتى عزله الرئيس السابق محمد مرسي مع كل أعضاء المجلس بقيادة المشير حسين طنطاوي.

وتفيد تقارير أن مرسي اضطر للإطاحة بعنان مع طنطاوي رغم أنه كان الاختيار الأفضل بالنسبة لـ"الإخوان"، خوفاً من رد فعل الجيش الذي كان السيسي يحظى فيه بشعبية كبيرة سهّلت تمرير عزل القيادة.

وذكر المصدر لـ"الجريدة" أن المفاوضات مع عنان لدفعه للتراجع عن الترشح لم تكن خوفاً من احتمال حصوله على نسبة من أصوات الناخبين، خاصة أنه لا يحظى بتأييد أي من القوى السياسية المؤثرة في الشارع حالياً، ولكنها "لرغبة السيسي في إغلاق ملف المرحلة الانتقالية التي أدارها المجلس العسكري"، حيث كان طرح اسم الرجل الثاني خلال هذه الفترة التي امتدت من فبراير 2011 حتى يوليو 2012 سيجدد الاتهامات الموجهة للمجلس عن سوء إدارته للبلاد.

في غضون ذلك، أقر الفريق أحمد شفيق بصحة تسجيل أُذيع يكشف عن استيائه من انحياز قيادة الجيش لمصلحة ترشح المشير السيسي. وقال في بيان أصدره إنه اعترض على مبايعة قادة القوات المسلحة لوزير الدفاع الحالي بالطريقة التي تمت بها، لكنه يؤيده مرشحاً للرئاسة.

وفي التسجيل الذي تم تسريبه عبر مواقع إلكترونية يؤكد شفيق الذي حل ثانياً في الانتخابات السابقة أنه واثق من أن صناديق الاقتراع سيتم "ترتيبها" لمصلحة السيسي، مبدياً عدم ثقته في نزاهة الانتخابات التالية.

ومن المتوقع أن يعلن السيسي استقالته من منصبه الحالي كوزير دفاع خلال ساعات تمهيداً لإعلان ترشحه ليخلفه رئيس الأركان الحالي الفريق صدقي صبحي، بينما مازال المنافس الرئيسي للسيسي في الانتخابات القيادي المعارض حمدين صباحي يدرس تراجعه عن الترشح احتجاجاً على قانون الانتخابات الذي منع المرشحين من الطعن قضائياً على النتيجة.

back to top