باسم يوسف ... شهرة الإعلامي الساخر في مواجهة الانتقادات
لم يكد ينهي الحلقة الأولى من الموسم الثاني من برنامج {البرنامج} مساء الجمعة الماضي حتى تعالت الاحتجاجات ضد الإعلامي الساخر باسم يوسف، بشكل غير مسبوق، لأنه تناول بالنقد اللاذع رموز الحكم في مصر، وذهب البعض إلى حد تنظيم احتجاجات في الشارع ضده والتقدم بدعاوى لدى المحاكم.
يواجه {البرنامج} الذي حملت حلقته الأولى، بعد غياب أكثر من 100 يوم، سخرية من النظامين السابق والحالي، حالة من الغضب والاحتقان من أنصار كل تيار، ما دفع باسم يوسف إلى التعليق: {مكانتش حلقة من البرنامج يا جماعة} في تدوينة قصيرة كتبها عبر حسابه على {تويتر}.
الفنانون أيضاًلم تتوقف حالة الغضب على متابعي البرنامج، بل امتدت إلى الفنانين الذين أعلن كثر منهم رفضهم لمحتوى الحلقة، واعتبروها إساءة للقوات المسلحة، داعين إلى مقاطعة باسم ومقاضاته، في مقدمهم: غادة عبد الرازق وغادة إبراهيم وفنانون تبنوا حملات إلكترونية عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.في هذا السياق، كشفت غادة عبد الرازق نيتها مقاضاة باسم يوسف بسبب انتقاده الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، مشيرة إلى أنها ليست غاضبة من انتقاده لها والسخرية منها خلال الحلقة، إنما بسبب ما وصفته بالإساءة إلى مصر في فترة لا يجوز فيها السخرية ممن حموا الشعب المصري.وأضافت غادة أن باسم فشل في تقديم جديد لديه، فأراد إثارة جدل على حساب المصريين، بعد نيله جوائز عدة في الولايات المتحدة، مشككة بنواياه بتقديم هذا المحتوى الذي يأتي عكس إرادة الشعب المصري، حسب تعبيرها.لم تكن غادة الوحيدة التي اعترضت على محتوى البرنامج، فقد أيد موقفها فنانون من بينهم: صلاح عبدالله، أحمد بدير، وغادة إبراهيم التي تبنت حملة إلكترونية لمناهضة {البرنامج} ومقاطعته، ونشرت صوراً مركبة للإعلامي الساخر عليها دعوات المقاطعة، وطالبت جمهورها بتبني الاتجاه نفسه.في المقابل رحب المخرج عمرو سلامة بمحتوى حلقة باسم يوسف، مشيراً إلى أن الأخير تناول الأوضاع بشكل إيجابي للغاية، وبدرجة الجرأة نفسها التي اعتاد عليها الجمهور، ناصحاً قادة القوات المسلحة بحضور أحد رموزها الحلقة المقبلة من البرنامج.غضب {سي بي سي} كانت ردة فعل إدارة مجموعة قنوات {سي بي سي} مستغربة بإصدار بيان اعتذار عن الألفاظ والإيحاءات التي وردت في الحلقة، رغم أن غالبية حلقات باسم في الموسم السابق كانت على الدرجة نفسها، لذا وضع تنويهاً في بداية البرنامج يؤكد احتواءه ألفاظاً لا تناسب الصغار وأنه موجه للكبار فقط.مع أنه أبدى احتراماً لحرية الإعلام بعد ثورتين في مصر، إلا أن بيان القناة كشف حالة الغضب لدى مسؤولي المحطة بسبب الحلقة وردود الفعل حولها، ممسكاً بالعصا من المنتصف، فلم يوجه انتقاداً صريحاً للإعلامي الساخر وفي الوقت نفسه تضمن اعتذاراً للمشاهدين الغاضبين.أوضحت مصادر لـ{الجريدة} أنه، بموجب تعاقد الشركة المنتجة لحلقات {البرنامج} مع قناة {سي بي سي} ، لا يجوز حذف أي فقرة من البرنامج قبل عرضه، إذ تعتبر القناة محطة للعرض ولا يحق لها التدخل في المحتوى.وأضافت أن حلقات البرنامج تسلّم للمحطة بعد الانتهاء من تصويرها، قبل موعد عرضها بـ48 ساعة، وبموجب الاتفاق لا يجوز حذف أي شيء مما ورد في التسجيل، كون ذلك يعد إخلالا بالتعاقد المبرم بين الشركة والقناة يستوجب فسخ التعاقد ودفع قيمة الشرط الجزائي.إلى القضاءردود الفعل الغاضبة على محتوى حلقة {البرنامج} لم تقتصر على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إنما انتقلت إلى القضاء، إذ تقدم محامون ببلاغات للنائب العام المصري، تطالبه بالتحقيق مع باسم يوسف وبوقف برنامجه ومحاكمته بتهمة الإساءة إلى الشعب المصري وثورة 30 يونيو.كذلك وجهت دعوات لوقفات احتجاجية بوسط القاهرة، بالتزامن مع تسجيل الحلقة الجديدة (مساء الأربعاء)، على أن يتزامن ذلك مع وقفات أخرى أمام وزارة الاستثمار، صاحبة الحق في ترخيص المحطات الفضائية، للمطالبة بوقف {البرنامج}.تتزامن المطالبات القضائية بوقف البرنامج مع صدور قرار يدين سخرية باسم يوسف من الرئيس المعزول مرسي، إذ أصدرت هيئة قضايا الدولة تقريراً يؤكد أن عدم اتخاذ رئيس الجمهورية، أياً كان شخصه، إجراءات قانونية ضد السخرية منه، يعتبر تهاوناً بحق الدولة.