نجلاء بدر : «قدرات غير عادية» تجربة عمري

نشر في 30-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 30-05-2014 | 00:02
No Image Caption
تنشغل الفنانة نجلاء بدر بتصوير {قدرات غير عادية}، أول عمل سينمائي يجمعها بالمخرج داود عبد السيد، إلى جانب مشاركتها تلفزيونياً في {قلوب}، الذي يعرض راهناً، و{أنا عشقت}، الذي سيعرض على شاشة رمضان هذا العام.
حول مشاركتها السينمائية ورأيها بالأفلام التجارية، كان اللقاء التالي معها.
كيف جاءت مشاركتك في «قدرات غير عادية»؟

اتصل بي المخرج داود عبدالسيد، وطلب مني الانضمام إلى فيلم يحمل توقيعه، فكان ذلك أسعد لحظات عمري، والطريف أنني ظننت أنه أخطأ في الاتصال، أو أنني ربما أحلم بذلك.

هل كان هذا اللقاء الأول بينكما؟

لا، فقد سبق أن عرض عليّ المشاركة في أعمال أخرى رفضتها، للأسف، لأنني كنت أعمل كمذيعة، وأخشى المشاركة في عمل سينمائي. وعندما التقيت داود عبد السيد في مكتبه لنتحدث حول الفيلم الجديد، سألني عن سبب تغير رأيي وقبولي العمل معه، فأجبته أن السبب حبي للعمل في الفن وزوال شعوري بالخوف.

ماذا حدث في هذا الاجتماع؟

بصراحة، كان لدي استعداد لقبول الدور وتوقيع عقده حتى لو كان صفحة، لأنها فرصة لا تعوّض ولست مستعدة للتنازل عنها. وعندما طلب مني عبد السيد قراءة السيناريو أخبرته أنني موافقة من دون قراءته، لكنه أصرّ على موقفه وأعطاني السيناريو كاملاً، واشترط أن ترتبط موافقتي بحبي للشخصية، وقال لي: إن أحببتها أخبريني لتكوني معنا.

كيف وجدت قصة الفيلم؟

أثناء عودتي إلى المنزل شعرت بأنني أملك كنزاً أريد فتحه ومعرفة ما في داخله. حتى إنني قرأت السيناريو ثلاث مرات لأتمكن من فهمه، فداود عبد السيد لديه الكثير بين السطور، والعمل على النص شيء وتنفيذه شيء آخر. وتحتوي الشخصيات على تفاصيل كثيرة، لدرجة أن أعمالاً عدة عُرضت عليّ في الوقت نفسه، لكنني لم أستمتع بأي منها مثلما استمتعت بـ»قدرات غير عادية»، لذا لم أنتظر وتركت له رسالة على هاتفه المنزلي أبديت له فيها موافقتي، فاتصل بي في صباح اليوم التالي ليخبرني أن تعاوني معه شرف له، فلم أصدق مبادرته الطيبة تجاهي.

ما سر انجذابك الشديد للعمل معه؟

 مخرج حساس يحب فنه، ويشعر الممثلون معه بأنهم يقومون بعمل له طقوس خاصة، واقترح أن نقرأ العمل سوياً، فالقراءة بالنسبة إليه ليست تمثيل مشاهد لأنه مقتنع بأن ذلك سيتم أمام الكاميرا، فهو صاحب مدرسة إخراجية مختلفة عن السائد. ومن شدة فرحي وخوفي على الفيلم تكتمت على تفاصيله لأنني أعتبره «تجربة عمري»، ولم أتحدث عنه حتى أعلنت الشركة المنتجة تفاصيل عنه عندما كنّا في الإسكندرية للتصوير.

إلى متى استمر الخوف في داخلك؟

حتى تصوير أول مشاهدي في الفيلم، وخشيت ألا ينال أدائي استحسانه، فيبحث عن ممثلة أخرى بديلة لي، لا سيما أنني أجهدته كثيراً بسبب وجود تفاصيل لم أكن أدركها، وانتظرت معرفة رد فعله وما إذا كان راضياً عني، وتوجهت إليه بهذا السؤال، فأجابني بضحكة.

ما الذي يميز عبد السيد عن المخرجين الآخرين الذين تعاونت معهم؟

الحقيقة أنه يتحلى بالصبر، ويثق بأنه يستطيع إخراج ما يريد من الممثل، إذ يمنحه فرصاً عدة لأداء الدور بإتقان، ومساحة حرية لتقديمه كما يريد، ما يشعر الممثل بأنه تحت الاختبار دائماً، ويجعله في حالة توتر. أشكره لأنني كنت من ضمن الفنانات اللواتي رشحهن لأعماله، وليس بطلة لفيلمه فحسب.

هل يعني ذلك أنك بطلة «قدرات غير عادية»؟

لست البطلة الوحيدة، فإلى جانبي مجموعة من النجوم أمثال خالد أبو النجا، عباس أبو الحسن، محمود الجندي، ولا أنسى مريم الطفلة التي تكاد تكون بطلة في الفيلم. أي أن العمل يجمع فنانين من أعمار وأجيال مختلفة، إلى جانب الفنان أحمد كمال الذي دربني على التمثيل في بداياتي وأبدى إعجابه بأدائي، ولم أصدق أنه شارك في عمل مع تلميذته.

ما دورك فيه؟

لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل حسب طلب الشركة المنتجة والمخرج أيضاً، أكتفي بالقول إن شخصيتي مركبة، ولا يمكن تحديد جانب واحد لها.

هل انتهيت من تصويره؟

وضعنا جدولاً لتصوير العمل خلال ثمانية أسابيع، ونفذنا ذلك على فترات متقطعة، ويتبقى لي فيه مشهدان فقط لأنتهي من تصوير دوري تماماً، ولكن أمام باقي طاقم العمل بضعة أيام للانتهاء منه. تم التصوير بين القاهرة والإسكندرية، وسنقوم بعملية المونتاج مع بداية يونيو.

هل حددتم موعداً لعرضه؟

يفترض أن يشارك في مهرجانات عدة ثم يُطرح في دور العرض، ولكن المؤكد أنه لن يُعرض قبل يناير، تحديداً خارج مواسم الأعياد لأن نوعية الفيلم تتطلب جمهوراً غير جمهور الأعياد.

هل وجدت صعوبة في التنسيق بين تصوير الفيلم ومسلسلي «قلوب» و»أنا عشقت»؟

بالطبع، لم تكن في فصل مواعيد التصوير، لأنني بذلت مجهوداً حتى أقنعت عبد السيد بأن مشاركتي في أعمال أخرى لن تؤثر على الفيلم، بل حينما كنت أرغب في الخروج مع أصدقائي لم أجد ملابس خاصة بشخصيتي الحقيقية، إنما ملابس «حياة» في «قدرات غير عادية»، و»آية» في «قلوب»، و»ذكرى» في «أنا عشقت».

ما رأيك بالسينما التجارية؟

تلقيت عروضاً كثيرة من نوعيتها، لكنني رفضتها بشدة، لأن مشكلتنا أن نوعية معينة تسيطر في كل فترة كالرومانسية، والحركة... من هنا أعتبر السينما التجارية  نوعية خاصة بالفترة الحالية، ستنتهي بعدما يتم استهلاكها، لذا أنا ضدها رغم كونها أحد أنواع الفنون.

ما سبب هذا الرفض؟

 لا يوجد توازن في السينما المصرية، ولا أفضل دخول السينما من بوابة هذه النوعية من السينما، وربما لو وافقت على المشاركة فيها لما كان لي حضور في فيلم لداود عبد السيد. أنا على يقين بأن رفضي هذه  الأعمال تدبير من الله ليمنحني فرصة لا يمكن مقارنتها بها، رغم أن أقاربي ضغطوا عليّ لأوافق على المشاركة فيها بحجة أنها سينما، وانضم إليها فنانون كثر أخيراً بعد تردي الحال.

ما تعليقك على موقف هؤلاء النجوم؟

أحترمهم بالطبع، فلكل واحد فكر ومدرسة معينة في خياراته يسير وفقاً لهما، ثم لا أحبذ أن أكون حاضرة في هذه الشريحة من الأفلام، رغم أن لها جمهوراً كبيراً، لكنها لا تمثلني وأحلامي الفنية، فأنا أسعى إلى تأسيس تاريخ لي ولا رغبة لي في تجسيد شخصية لست مقتنعة بها وبتفاصيلها.

ما تقييمك للأفلام التجارية التي شاهدتها؟

تتضمن معالجاتها أخطاء، وفي بعض الأفلام التي تابعتها «مصادفة» شعرت أننا لا نرتقي بالفكرة ولا نقدم رؤية أو حلا، فالتناول سلبي للغاية، خلافاً لما يجب أن يحدث.

هل ترين وجوب محاربة هذا النوع من السينما؟

بالطبع. السينما نوع من الترفيه والثقافة والأرشيف والتاريخ والسياسة والدين، وبالتالي تعبر عن مراحل تاريخية، وتبيّن أخلاق الشعوب، لذا يجب أن يساعد صانعوها في الارتقاء بها بكل ما فيها.

كيف تقيّمين أفلام الحارات الشعبية التي ازدادت أخيراً؟

لي تعليق عليها أيضاً؛ فقد لخص القيمون عليها الحارة في البلطجي، ونكروا وجود الطبيب والمهندس، أي أن فيها شخصيات محترمة مثل ابن البلد الجدع والمتدين أيضاً، لذا سكان الحارات ليسوا مدمنين فحسب، لكنهم جعلونا نشعر بأننا إذا نزلنا إلى أي حارة  سيُعتدى علينا، وهذا ليس واقعياً.

كيف يمكن تعديل مضمون أفلام الحارات الشعبية؟

عبر إبراز كيفية تقويم سلوك هذا البلطجي بطل الفيلم، وإظهار إنسانيته، وليس التركيز على سلوكياته الخاطئة فحسب، لأنه ليس مخلوقاً شريراً أو إنساناً يعيش حياته من دون مبدأ وأحلام، فقط تلازمه «مطوته» في مشاويره.

back to top