السعودية أوفت... فماذا عن لبنان والعراق؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
*******الأمر الملكي بقانون الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمعاقبة أي مواطن سعودي يقاتل مع قوة أجنبية خارج بلاده أثبت أن السعودية تعلمت من تجاربها السابقة، وتعمل بصدق لحماية مجتمعها وشعبها والأمتين الإسلامية والعربية، كما أن هذا القرار صب ماء بارداً على حملة المحور الإيراني - السوري - اللبناني - العراقي الذي يستخدم تكتيك تشويه السعودية بأنها خلف "داعش" والمتطرفين الذين صنعوا في طهران منذ عشر سنوات، وأطلقوا في الشام ليعبروا إلى العراق لغايات سياسية في حينه ويعاد استخدامهم حالياً في سورية، وبعد القرار السعودي يجب أن تطالب المنظمات الإقليمية والدولية لبنان والعراق أن يخطوا نفس خطوة السعودية بتجريم من يقاتل من ميليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس في سورية حتى تترك سورية لأهلها ليقرروا مصيرهم، ونتمنى أن يوفوا بالتزاماتهم الإسلامية والإنسانية كما أوفت المملكة. قد يسأل البعض: لماذا تقول لبنان ولا تحدد الفريق المتحالف مع النظام السوري وإيران فيه، والإجابة ببساطة أن من يحكم لبنان فعلياً وصاحب القرار فيه الآن هو حزب الله ومن يقل غير ذلك فهو مغفل أو كاذب.*******وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الإبادة التي تعرض لها اليهود إبان الحرب العالمية الثانية في أوروبا، والمعروفة بـ"الهولوكوست" بأنها "كارثة بشعة يجب ألا تتكرر". هذا مقتطف من تصريحات وزير الخارجية الإيراني ظريف الذي كان مؤخراً في أوروبا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يعالون في غرفة واحدة، وجهاً لوجه في ندوة سياسية – أمنية. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحول وتغير تكتيكاتها بعد أن فقدت ورقتها القديمة التي استخدمتها للجذب والإلهاء بشأن إسرائيل والقضية الفلسطينية وتحرير القدس، وانكشفت بوجود الحرس الثوري الإيراني في دمشق وعلى بعد كيلومترات قليلة من جبهة الجولان، ليوجه سلاحه هناك إلى صدور السوريين بدلاً من الإسرائيليين، فانكشف القناع، ولم تعد ورقة القضية الفلسطينية صالحة للمشروع الإيراني في المنطقة، ولذلك ستستبدل بمحاربة الإرهابيين التكفيريين لتتلاءم مع المرحلة الجديدة وتسوياتها الدسمة لتوزيع النفوذ والهيمنة على الشرق العربي بين الغرب وتل أبيب وطهران.