• الجيش يعلن هدنة 24 ساعة ويطلب السلاح الفرنسي

Ad

• «حزب الله» ينفي التدخل و«المستقبل» يلومه

لم تطفئ هدنة أعلنتها هيئة العلماء المسلمين وأكدها مصدر عسكري أمس اشتعال المعارك العنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحي جبهة النصرة، مع امتداد التوتر إلى طرابلس حيث تعرضت وحدات عسكرية لإطلاق نار عند مدخل باب  التبانة.

استمرت الاشتباكات المسلحة أمس لليوم الرابع على التوالي بين الجيش اللبناني ومسلحين في بلدة عرسال شمال شرقي لبنان، في حين بلغ التوتر الأمني مدينة طرابلس شمالا، ودعا قائد الجيش إلى الإسراع بتزويده بالأسلحة الفرنسية تزامنا مع مبادرة أطلقها مجلس العلماء المسلمين.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أمس أن اشتباكات عنيفة تدور منذ الصباح في بلدة عرسال حيث تعمل وحدات الجيش على استعادة مبنى المحكمة الشرعية الذي يتمركز فيه المسلحون ومحيط مبنى الجمارك داخل البلدة.

وطوّق الجيش مساء أمس معظم التلال على سلسلة الجبال الشرقية في جرود عرسال في منطقة وادي العيان ووادي عطا لتضييق الخناق على المسلحين من ناحية الجرد وشرقي البلدة ومن ناحية المهنية غربي البلدة. وتعرضت وحدات من الجيش لإطلاق نار أدى إلى إصابة آلية عند مدخل سوق الخضراوات، وأصيب ثمانية عسكريين صباح أمس إثر إطلاق نار على حافلة كانت تقلهم.

سلاح فرنسي

وطالب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أمس فرنسا بالإسراع في تسليم الأسلحة التي من المقرر أن يحصل عليها بموجب هبة سعودية.

وقال قهوجي إن "هذه المعركة تستلزم معدات وآليات وتقنيات يفتقدها الجيش، من هنا ضرورة الإسراع في تزويده بالمساعدات العسكرية اللازمة، عبر تثبيت لوائح الأسلحة المطلوبة ضمن الهبة السعودية عبر فرنسا ومؤتمر روما لدعم الجيش".

من جهتها، أبدت فرنسا أمس على لسان مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني استعدادها لكي تلبي سريعا احتياجات لبنان، وأكد فلورياني أن فرنسا ملتزمة التزاما تاما بدعم الجيش اللبناني.

الحريري

سياسيا،  قال رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ان "دعمنا الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب والزمر المسلحة التي تسللت الى بلدة عرسال، هو دعم حاسم لا يخضع لأي نوع من أنواع التأويل والمزايدات السياسية، ولا وظيفة له سوى التضامن على حماية لبنان ودرء المخاطر التي تطل برأسها من الحروب المحيطة"، مشيرا إلى أن تدخل حزب الله في سوريا مرفوض ويمثل ذريعة لخرق السيادة اللبنانية والاعتداء على الجيش اللبناني، خلافاً لكل قواعد السيادة والإجماع الوطني.

وصرح حزب الله في بيان أمس أن "ما يجري ميدانياً من معالجة للوضع العسكري وحماية الأهالي والتصدي لجماعات المسلحين الإرهابيين هو حصراً من مسؤولية الجيش اللبناني"، مشددا على أن حزب الله لم يتدخل في مجريات ما حصل ويحصل في منطقة عرسال.

عون يرفض التفاوض

لفت رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الى ان "الجيش اللبناني لا يبخل في الدفاع عن وطنه وخصوصا ان اليوم اجتمع لبنان وراء جيشه وأظهر وحدته الوطنية الحقيقية".

ورأى عون ان "الأمر اليوم يتطلب التفاهم مع سورية لأجل مصلحة لبنان سيما أن التاريخ لا يرحم"، محذرا مجددا من التفاوض مع داعش، وداعيا إلى التفاهم مع سورية، سيما ان الحدود مشتركة بين البلدين.

إصابة رجال دين

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ان الجيش تسلم ثلاثة عناصر من قوى الأمن الداخلي كانوا محتجزين لدى جماعات مسلحة داخل بلدة (عرسال)، مشيرة إلى أنه تم نقل العناصر المفرج عنها الى مركز للجيش خارج البلدة. وتأتي عملية الإطلاق عقب زيارة قام بها وفد من هيئة العلماء المسلمين.

وكان وفد من هيئة علماء المسلمين تعرض لإطلاق نار ادى الى اصابة الشيخ سالم الرافعي واثنين آخرين خلال توجههم منتصف الليلة الماضية الى عرسال لاجراء مفاوضات.

وأكد في تصريح من مستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة أن "المسلحين لديهم الرغبة في ترك عرسال، وهم لا يريدون أن يحتلوها، وكل ما يطلبونه وقف اطلاق النار ونقل الجرحى وحسن معاملة الاهالي المدنيين والنازحين السوريين بعد خروجهم من البلدة".

وعن إطلاق سبيل القيادي في جبهة النصرة عماد جمعة، أوضح أن "الذي يطلب هذا الطلب غير موجود الآن".

وقتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما وجنديان لبنانيان في اشتباكات أثناء الليل في بلدة عرسال اللبنانية، وأصاب مسلحون ستة آخرين على الأقل في مدينة طرابلس.

دعم أميركي

وأشار السفير الأميركي دايفيد هيل إلى ان "الولايات المتحدة تشيد بشجاعة القوى الامنية اللبنانية، والجيش على الاخص، فيما حين يواجهون تهديدات غير مسبوقة.

ولفت بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى ان "برنامج مساعداتنا للجيش اللبناني يعود الى فترة طويلة، وهو مستمر، ويساعد الجيش اللبناني على مواجهة هذا التحدي، ويستطيع لبنان الاعتماد على الدعم الأميركي المستمر للجيش اللبناني".

(بيروت- باريس-

أ ف ب، كونا، رويترز)