بعد تمام الأسبوعين من توقيع إيران والدول الست الكبرى على خريطة مبدئية للتعامل مع البرنامج النووي المثير للجدل، بدأ خبراء من هذه الدول إضافة إلى نظرائهم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحث تفاصيل تطبيق اتفاق جنيف التاريخي، وسط تأكيد طهران عجز بعض القوى عن وقف قدراتها النووية.
بينما أنهى وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارته لإيران تمهيداً لاجتماع جديد غدا، بدأ الخبراء من ايران والدول الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس في فيينا بحث تفاصيل تطبيق اتفاق جنيف المبرم في أواخر نوفمبر الماضي حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وناقش الاجتماع، الذي من المقرر أن ينتهي اليوم، تحديد موعد لبدء التجميد الذي وعدت به ايران لبعض أنحاء برنامجها النووي وكيفية مراقبته. وبموجب الاختراق الدبلوماسي الكبير في 24 نوفمبر في جنيف مع مجموعة "5+1" (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) تعهدت طهران بوضع حدود لمدة ستة أشهر لإنتاجها اليورانيوم القليل التخصيب وتجميد تطوير مواقع فوردو ونطنز وأراك. كما يجب على ايران تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب الى نسبة اكبر من 20 في المئة والتي يسهل تحويلها الى استخدام عسكري والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية اجراء عمليات تفتيش أكثر توسعاً أي زيارات يومية الى نطنز وفوردو بدلاً عن الزيارات الأسبوعية الحالية وزيارات لمناجم اليورانيوم والمصانع التي تنتج معدات مخصصة للتخصيب. كما أبرمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 11 نوفمبر "إطار تعاون" مع إيران نتيجة جهود دبلوماسية منفصلة يفترض مناقشته في اجتماع غد في فيينا. وتعهدت الجمهورية الاسلامية بتنفيذ النقاط الست في الاتفاق المؤقت في غضون ثلاثة اشهر. وقامت ببادرة ملموسة أولى أمس الأول فسمحت بزيارة لمفتشي الوكالة الى منشأة أراك لإنتاج المياه الثقيلة للمرة الأولى. وغدا سيناقش الاطراف نقطة اخرى تشملها "خريطة الطريق" وهي زيارة منجم قاشين (جنوب)، على ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمالواندي أمس الأول. قدرات نووية في هذه الأثناء، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أمس أن بعض القوى الكبرى أقرت بعجزها عن وقف القدرات النووية الايرانية، ومن ضمنها تخصيب اليورانيوم نظراً لتوطين واتساع نطاق الصناعة النووية في البلاد. وأشار روحاني خلال، استقباله كتلة نواب محافظة بوشهر، إلى الانتخابات الرئاسية الاخيرة في البلاد واتخاذ سياسة التعاطي البناء مع دول العالم من قبل الحكومة الايرانية الجديدة وقال، ان هذه السياسية فرضت على العالم التزام الواقعية بخصوص قدرات ايران. وأضاف الرئيس الإيراني: "إنكم ترون الآن ان تلك القوى التي كانت تراودها اضغاث احلام القضاء على قدرات ايران في مجال تخصيب اليورانيوم، تقر الآن بأنها غير قادرة على الوقوف امام تقدم الصناعة النووية ووقف التخصيب في ايران نظرا لتوطين هذه الصناعة في البلاد واتساع نطاقها". لافروف إلى ذلك، وبينما كشفت وزارة الخارجية الإيرانية عن مشاركة وزيرها محمد جواد ظريف في مراسم دفن جثمان الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا أسطورة النضال ضد نظام الفصل العنصري، أكدت الخارجية الروسية أمس أن العلاقات مع طهران لا تتأثر بتقلبات الوضع السياسي، مشيرة في بيان بمناسبة قيام وزير الخارجية سيرغي لافروف بزيارة لإيران غداً، على أن "العلاقات الروسية- الإيرانية تستند إلى مبادئ الصداقة والجيرة الطيبة، ولا تتأثر بتقلبات الوضع السياسي ونعتزم مواصلة هذا التعاون لمصلحة الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي". صواريخ محلية على صعيد ذي صلة، أكد وزير الدفاع العميد حسين دهقان أن الصواريخ الباليستية والبعيدة المدى المنتجة في إيران تم تطويرها بحيث أصبحت عالية الدقة وقليلة الخطأ في الإصابة حتى بلغ مدى خطئها مترين فقط، ومن المؤمل تطويرها لإيصال الخطأ فيها الى الصفر. وأشار دهقان، في حوار متلفز، إلى تطور الصناعات الدفاعية في البلاد والمشاريع المنجزة، وقال انه يتم حالياً العمل على توجيه الصواريخ بأشعة الليزر، حيث انجز ذلك على صواريخ من طراز تاو التي يمكن إطلاقها أيضاً من المروحيات. وأضاف أنه تم تطوير صناعة القذائف التي اصبحت توجّه باستخدام اشعة الليزر ايضا. وحول انتاج الغواصات في البلاد أكد قدرة ايران اليوم على انتاج غواصات ثقيلة، حيث تم انتاج غواصة فاتح التي ستدشن وتنضم الى سلاح البحرية قريباً. (فيينا، طهران - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
دوليات
إيران والدول الكبرى تبحث تطبيق اتفاق جنيف النووي
10-12-2013