منظور آخر: صباح جديد... بانكسار جديد

نشر في 16-03-2014
آخر تحديث 16-03-2014 | 00:01
 أروى الوقيان تمر الصباحات ونحن نحلم بيوم جديد، بأمل جديد، بسلام يترامى على هذه المستديرة، تمر الأيام دون حتى بوادر خير، دون بشرى تسعد هؤلاء المساكين الذين حرموا من أوطانهم، وعلى حين غرة أصبحوا بلا بيت يؤويهم ولا وطن يحتضنهم، ندخل في العام الرابع ومازالت الأزمة السورية مشتعلة، ومازال هناك ضحايا كل يوم، ويقف العالم ساكنا وكأنه لا يملك سوى جمع التبرعات وإعطاء بعض اللقاحات. تعدى عدد اللاجئين السوريين الثلاثة ملايين ولربما أكثر، يعيشون على هامش الحياة، وحين هربوا من وطن يقتل هربوا إلى أوطان محملة بالأعباء الاقتصادية وبكثير من الفقر، هل لك أن ترى العالم بعين لاجئ سوري؟

أن تفتقد أبسط مميزات يومك، كأن تحتسي قهوتك التركية في منزلك وأنت تسمع صوت فيروز وتودع أبناءك قبل أن يذهبوا إلى المدارس، أن تفقد حق اختيار ما هي وجبة الغداء وكيف ستطبخها، أو تزور طبيب الأسنان حين تشعر بالألم، وأن تمارس رياضة المشي في شهر مارس حيث الجو يبدو بديعا، هل لك أن تتخيل كيف تبدو حياتك اليومية مرفهة جدا أمام أي لاجئ الآن؟

ما أقسى أن يلفظك وطنك، ويسلبك كرامتك، لتعيش كمن يريد أن يعيش من أجل العيش، مضطرا لتقليص احتياجاتك في الحياة، لتصبح مقتصرة على أن تشبع جوعك وجوع أسرتك، وأن تبحث عن الدفء في شتاء قارس، حين تعيش هكذا حياة فارغة من أي طموح يذكر ولسنوات لا تعرف متى نهايتها، تخيل كيف من الممكن أن تتغير؟

هناك من خسر كل شيء ليعود من الصفر كطفل رضيع لا يملك هوية، وهناك من كان يدرس الطب وأصبح اليوم لاجئا لا يملك رفاهية استكمال تعليمه، هناك من كان من الممكن أن يكون لاعبا مشهورا أو فنانا مهما ولكن ظروف الحرب واللجوء أجبرته على أن يتنازل عن كل شيء ولم يتبق له سوى حق التنفس.

يقف العالم أمام سورية وكأنه مكبل، وكأن الأمر مقتصر على إيواء اللاجئين، يقف العالم دون أن يسعى فعليا إلى حل الأزمة السورية، وتستمر المؤتمرات بالتنديد دون السعي فعليا إلى إيجاد حل فوري وسريع. هذه المرحلة ستنتج أفرادا مكبوتين ومحاصرين بالأسى، ومكبلين بكثير من الخيبات، قد ينتج عنه مجرمون ومتاجرون بشرف بناتهم، وسيتم فيها تحول أي شخص وديع إلى وحش كاسر مستعد لخسارة أي شيء لسبب بسيط أنه لا يمتلك شيئا، ونحن هنا نقف بخجل أمام هذا الوضع الإنساني البائس، وندعو الله أن يشرق صباح أجمل على جبين كل مسكين ولاجئ ومحروم.

قفلة: قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن آلاف الأطفال قتلوا في سورية، وأكدت أن الإصابات التي لحقت بالسوريين الصغار تعد الأعلى في أي صراع وقع في المنطقة في الآونة الأخيرة، ورصدت المنظمة عددا من الأخطار التي تحدق بالأطفال السوريين وخاصة ما تعلق منها بتجنيدهم في الحرب.

back to top