عندما ضربت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الولايات المتحدة الأميركية، وسارعت إدارة بوش الابن إلى اتهام المسلمين بأنهم وراء ذلك الحادث، تخيل الجميع أن توغل الإسلام داخل الأراضي الغربية سيتوقف دون شك، خصوصاً مع دوران طاحونة الآلة الإعلامية لتضرب جنبات العالم الإسلامي دون رحمة، ولكن هارون جيبرت كان له رأي آخر.

Ad

هارون جيبرت يبلغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً، هو محامي المهنة يهودي الديانة يقول عن نفسه: أحداث 11 سبتمبر جعلتني أتشوق لمعرفة الإسلام، فقد قررت شراء كتاب يترجم معاني القرآن الكريم للغة الإنكليزية، ومن ثم بدأت أبحث في صفحاته وصوره عن الآيات التي تشجع القيام بعمليات "إرهابية" واستمررت في البحث عن أية آية تدل على الدعوة للقيام بتنفيذ عمليات "إرهابية"، إلا أنني لم أجد أية آية تدعو إلى ذلك، وسحرتني المعاني البليغة في القرآن وقيم العدل والمساواة التي تحملها آياته، خصوصاً أنني كمحام أسعى لإقرار العدل.

وتابع: "قراءة القرآن جعلتني شخصاً محباً للاستطلاع، فتوجهت للمسجد في مدينتي، وبدأت أطرح أسئلة على الأشخاص في المسجد لأزداد علماً عن الإسلام، وجذبني جداً صوت المؤذن وهو ينادي للصلاة، وهرولة الناس نحو مكان الوضوء، ووجدت نفسي أحضر خطبة الجمعة خمس مرات متتالية، وكان يتم إلقاؤها باللغة الإنكليزية لأن معظم المصلين من غير العرب، وهزتني أيضاً كلمات الخطيب صاحب الأصول المصرية، وفي المرة الخامسة لحضور الخطبة وجدت نفسي أناقشه مطولاً عقب انتهاء الصلاة وحصلت منه على إجابات ذهلت منها، وقد سحرتني قصة الزكاة والتبرع بنسبة 2.5 من راتبك السنوي لأعمال الخير.

هنا -يضيف هارون- قررت الدخول في الإسلام قبل ثلاث سنوات، فقد دعوت جميع أفراد عائلتي وأبلغتهم أنني اعتنقت الإسلام، ومنذ ذلك اليوم وأنا أحافظ على أداء الصلوات الخمس، وأصوم شهر رمضان، ولديّ لحية كبيرة، وقبل عامين تزوجت من طالبة حقوق أميركية من أصل سوري، أما أمي فقد اتصلت في أول يوم من رمضان وهنأتني بحلول شهر رمضان، وكان والدي في بداية الأمر قلقاً جداً، فقلت له لا تخف فأنا لن أذهب إلى أفغانستان للانضمام إلى "طالبان" وسأبقى مسلماً كما أنا هنا.

هارون بدا فرحاً جداً وراضياً كثيراً عن اعتناقه للإسلام، وقال: "أخيراً وجدت المكان الذي يعبر عن أخلاقي الحسنة".