الوزيرة رولا... من وأد «مترو الكويت»؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
المسؤولون في الكويت يعتقدون أن طريقي جمال عبدالناصر والجهراء الجديدين سيحلان المشكلة المرورية، وهما في الواقع سيزيدان عقد الاختناقات المرورية عند أبواب العاصمة ومنطقة حولي، إذا لم يسندهما مشروع نقل جماعي حديث إلى مناطق مجمع الوزارات وقصر العدل وحي الوزارات في جنوب السرة وجامعة الكويت الجديدة في الشدادية في السنوات العشر المقبلة، وهو ما لم يباشر في إنجازه حتى اليوم رغم ملايين الدنانير التي صرفت على دراسات وتخطيط مشروع مترو الكويت الذي كلفت شركة إنكو الإسبانية بدراسته (2006)، وبعد ذلك العقد الاستشاري مع شركة أميركية في أكتوبر 2010 لإعداد عقود التنفيذ، وانتهت مدة العقد (أبريل 2012) دون أن يستجد أي جديد على المشروع. الغريب أن مشروع مترو الكويت رغم ضخامته وأهميته لا يظهر في أي برنامج عمل للحكومة أو خطة خمسية للدولة، ولم يكن له وجود كذلك في آخر برنامج عمل للحكومة، الذي قدم للبرلمان الأسبوع الماضي، وبتنسيق وإشراف وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة وزيرة التخطيط والتنمية د. رولا دشتي، رغم وجود 12 شركة جديدة في البرنامج ستنشأ بـ12 مليار دينار، نصفها تقريباً يتعلق فقط بتوليد الطاقة الكهربائية!... بينما يختفي مشروع المترو ويحجب، وكأن هناك صراع كبار حوله أو قوى ما تمنع إنجازه منذ سنوات لأسباب مجهولة، رغم معاناة البلد من القضية المرورية والتلوث. وبينما ندور في الكويت حول أنفسنا في هذا المشروع الحيوي والهام الذي يجب أن تستثمر فوائضنا فيه، ويعرض كل 6 أشهر على مجلس الوزراء ليوافق عليه من حيث المبدأ ثم يموت في الأدراج ليعرض عليه مرة أخرى، نجد أن إمارة دبي أنجزته في سنوات معدودة، بينما بدأت مدينة الدوحة بناءه وكذلك مدينة الرياض العام الماضي، في حين يتجه مصير مشروع مترو الكويت إلى المجهول، ويحجب عن برامج وخطط الحكومة التنموية، لذلك يحق للكويتيين الآن أن يتساءلوا: من المسؤول عن تعطيل هذا المشروع الحيوي ووأده؟!