شخصية السياسي

نشر في 01-12-2013
آخر تحديث 01-12-2013 | 00:01
الغنى المفاجئ، وعرقلة المساءلة، وسوء استغلال المناصب... هذه صفات بدأت تنتشر بين طبقة السياسيين في ظل ضعف الرقابة الأهلية عليهم وعدم اكتراث الرأي العام لهذه المظاهر، وهي بالتأكيد مؤشرات خطيرة، وأبرز صور الانهزام العام عدم قدرة الناس على إحداث تغيير ما يستطيع وقف هذه الدوامة التي نعيشها جميعاً.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

قضية شراء الطائرات الهندية المستعملة لا تحتاج إلى تثبيت أو إلغاء بقدر ما هي بحاجة إلى أصول لإدارة حوار بين الوزير المعني وقيادات مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.

***

ماذا يعني الشخص العامل في الحقل السياسي بالنسبة للمواطن البسيط، وما هي صورته في المخيلة؟

من المؤكد أن المفهوم الأول والأبرز هو ذلك الشخص الذي يعمل على التصدي للشأن العام، ويسعى إلى التوفيق بين مصلحة الوطن العامة ومصالح الناس بتنوعاتهم كافة، وهذه بالطبع معادلة صعبة لا يستطيع أي طارئ على العمل السياسي أن يتقنها إما ضعفاً وإما إمعاناً في فساد.

الحاصل أن العمل الحكومي وكذا البرلماني في الكويت لم يستطيعا تقديم إلا النزر اليسير من الأمثله الواقعية وفقاً لهذا المفهوم، بل إن السلوك العام في الحقل السياسي بدأت تطفو عليه صفات منحرفة وتشكل في أحيان كثيرة أداة هدم لأسس الدولة، كما يحدث أحياناً من صفقات حكومية- برلمانية لعدم تمكين نائب من المساءلة واستجلاء الحقائق عبر الاستجوابات.

بل إن معظم شبهات الفساد اليوم باتت لصيقة بالسياسيين إجمالاً، فتجد نموذج الفاسد الصامت الذي يستغل منصبه السياسي للقبض غير المشروع، وفي الوقت نفسه يدعي وصلاً بالإصلاح كذباً وزوراً. وهناك نموذج الفاسد المجاهر وهم قلة في الرقم فقط.

أخي القارئ، أنت تجد عبر عقود من العمل السياسي في الكويت شعارات براقة رفعها سياسيون كثر تنم عن رقي ورغبة في بناء دولة المؤسسات، وما أن يقع هؤلاء في موقف التطبيق كأن يصار إلى التصويت على تشريع معين يصب في خانة محاربة الفساد، فنجدهم يديرون ظهورهم أو يتهربون من دعم تطلبه فكرة دولة المؤسسات، وإلا بماذا نفسر عدم وجود لجنة النزاهة أو السلوك البرلماني داخل المجلس مثلاً؟ ولماذا تستمر الحكومات في عملية الهروب من المساءلة عبر التدوير الوزاري أو الاستقالة خوفاً من المساءلة؟ وهل هذه صفة الساسة؟ الهروب!

الغنى المفاجئ، وعرقلة المساءلة، وسوء استغلال المناصب... هذه صفات بدأت تنتشر بين طبقة السياسيين في ظل ضعف الرقابة الأهلية عليهم وعدم اكتراث الرأي العام لهذه المظاهر، وهي بالتأكيد مؤشرات خطيرة، وأبرز صور الانهزام العام عدم قدرة الناس على إحداث تغيير ما يستطيع وقف هذه الدوامة التي نعيشها جميعاً.

شئتم أم أبيتم، نعم أنتم السياسيون أسوأ شريحة في المجتمع لأنكم تقودون البلد وبيدكم الثروة والوقت والبشر، ومع ذلك يتردى حال الناس يوماً بعد يوم، وتخاطبون الناس البسطاء بالقول: «الله لا يغير علينا، وشوفوا اللي صار بدول الربيع.»... أنتم تلقون البلد إلى المجهول.

back to top